عرف تاريخ التعليم في المغرب إصلاحات متعاقبة وفشلا منذ الاستقلال، حيث اختزل تاريخ الإصلاحات التي عرفها الحقل التربوي في تشكيل لجان ومجموعات عمل لصياغة الأهداف والمرامي والمناهج والبرامج والكتب المدرسية، وتنظيم الأسلاك التعليمية والدراسة بها والامتحانات ... في غياب سياسة تعليمية واضحة تستهدف تطوير المجتمع المغربي والرقي به اقتصاديا واجتماعيا إلى أن تم إقرار الميثاق الوطني للتربية والتكوين وانطلق تفعيله ابتداء من سنة 2000 الذي حدد عشرية الإصلاح وحظي بتوافق وطني باعتباره مخرجا من الأزمة التعليمية ، وكذا إقرار البرنامج الاستعجالي(2009 / 2012) فيما بعد بهدف تدارك اختلالات تطبيق الميثاق الوطني للتربية والتكوين وتسريع وتيرة الإصلاح. لقد مرت ثلاث عشرة سنة على إقرار وتفعيل الميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي شكل مقاربة شمولية وتوافقية من أجل تجاوز فشل مختلف مشاريع الإصلاح التي عرفها النظام التعليمي بعد الاستقلال من جهة، و بهدف مواجهة التغيرات التي عرفها المجتمع المغربي والعالم حوله على كافة الأصعدة الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية والبيداغوجية . فما حصيلة هذه السنوات في اعتماد وثيقة الميثاق الوطني للتربية والتكوين والبرنامج الاستعجالي لتحقيق أهداف الإصلاح التربوي والتعليمي ؟ ما الذي تحقق ؟ وما الذي تعثر ؟ ما مصدر الاختلالات التي ما زالت المنظومة التربوية تتخبط فيها وتضع بلادنا بالتالي، في درجات دنيا في سلالم التقارير الوطنية و الدولية ؟ لماذا لم يحقق المجهود الإصلاحي لثلاث عشرة سنة ، لا التعليم المتوخى، ولا الجودة ولا انفتاح المنظومة التربوية على سوق العمل وملاءمتها لحاجاته؟. هناك اليوم إجماع على تفاقم أزمة التعليم في كل المستويات ، لكون مسلسل الإصلاحات التعليمية في المغرب لم يساهم بالقدر الكافي في تحقيق مكتسبات تستجيب لانتظارات المغرب ورهانات المجتمع رغم ما تم تخصيصه من إمكانات مادية ولوجيستيكية وبشرية لتحقيق أهداف الإصلاح، وهناك إجماع، أيضا، على تشخيص مظاهر أزمة منظومتنا التربوية ، وهو التشخيص الذي أكده الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى 20 غشت الذي خلق الحدث وترك الأثر من خلال تركيزه على قطاع التعليم و نقده للأوضاع التعليمية الحالية وإعادة القطاع إلى واجهة المناقشة والاهتمام . والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إذ ينظم هذه الندوة حول المسألة التعليمية بالمغرب، فذلك لأجل التداول في الحلول وبلورة تصور مستقبلي متكامل للإصلاح على قاعدة التراكم والاستمرارية واستشراف المستقبل لكون المنظومة التربوية اليوم أمام تحديات جديدة لا بد لها من منهجية جديدة للإصلاح ومضامين جديدة انطلاقا من أسئلة جديدة تراعي مقتضيات العصر وحاجات الاقتصاد والقيم الضرورية للمواطنة وترسيخ مجتمع الحداثة والمعرفة. وفي هذا السياق نقترح مناقشة قضايا الإصلاح التربوي والتعليمي من خلال تناول المحاور التالية : * عشرية الميثاق الوطني للتربية والتكوين : أي حصيلة ؟ * أولويات الإصلاح والرهانات المستقبلية ؛ * المنظومة التربوية ورهان التنمية الاقتصادية والاجتماعية . ينظم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ندوة وطنية في موضوع : "إصلاح منظومة التربية والتكوين : أي تعليم لمغرب المستقبل؟"، بمشاركة أساتذة وفاعلين سياسيين واجتماعيين واقتصاديين، وذلك يوم السبت 28 شتنبر 2013 ابتداء من الساعة الثانية بعد الزوال بالمقر المركزي للحزب الكائن ب9 شارع العرعار/ حي الرياض بالرباط.