يدشن الأديب المغربي دخوله الثقافي لهذا الموسم بمشروع جديد ومتفرد لم يعهده به قراؤه ومتتبعوه. «عين القلب» ليس عنوانا لمجموعة قصصية ولا لرواية، بل بقصائد مغناة يكشف عبرها الأديب المغربي عن إبداعه المتعدد الأوجه. قصائد مغناة أبدعها بنفسه ويرافقه في أدائها الموهبة الشاونية نزيهة فاتح، وعازف العود إدريس الملومي. لينساب إلقاء القصيدة، والغناء والارتجال في تناغم فني ممتع دون أن يمس أي من تلك المكونات بجمالية بعضها البعض. وبالعودة إلى القصيدة، نجد أن اهتمامات اللعبي لم تبتعد يوما ما عن قضايا الساعة، حيث يتضح جليا نزوعه إلى خيار الإنسانية بلا حدود، والنضال من أجل التغيير والحرية. هذه المرة، اللعبي لم يكتف اللعبي بإمتاع قرائه بقصيدة على الورق، بل حرص على أن يهمس لهم بفحواها في آذانهم، مقحما بذلك عنصرا جديدا لتقريب إبداعه من الجميع وإنطاق النص والكلمات. ولعل المتتبع لأعمال اللعبي سيدرك أن النصوص تم انتقاؤها من أعمال نشرها ما بين سنتي 2003 و2010، لكن الجديد يكمن في البعد الشعوري الذي تلحفت به تلك النصوص وهي تلقى بصوت اللعبي وترافقها الموسيقى والغناء. من خلال هذه القصائد المنتقاة بدقة يقدم اللعبي تصوره للحياة، جاعلا من صوته سلاحه الوحيد للدفاع عن القيم التي يؤمن بها. سلاح الكلمة والصوت والنغمة جعلا هذا الثلاثي، المنتمي لثلاثة أجيال مختلفة، يصنع متعة متناهية في الجمال والإبداع.