أعلن وزير الطاقة والصناعة والسياحة في الحكومة الإسبانية، خوصي مانويل صوريا، أنه سيتقدم باعتذار للمغرب عن الموقف الذي اتخذته الحكومة المستقلة لجزر الكناري تجاه المغرب بعد أخبار الشروع في التنقيب عن النفط في سواحله. =وقال الوزير صوريا أنه «=منذ وقت قصير سمعت ريفيرو الذي كان عائدا من زيارة إلى المغرب يقول بأن العاهل المغربي محمد السادس قد أخبره أنه لا مصلحة لبلده في هذه التنقيبات، وأنهم لن يقوموا بها، وبالتالي، يضيف الوزير الإسباني، لا أفهم دواعي قلقه بعد إعلان المغرب عكس ذلك، لأن لو كان، يقصد رئيس الحكومة الكنارية، يعطي مصداقية لأقواله فلا وجوب للقلق من هذه الناحية" واعتبر صوريا أن على إسبانيا أن تسرع في عمليات التنقيب عن البترول في المنطقة، مضيفا أن السيناريو الأسوأ هو أن يتمكن المغرب من العثور على البترول واستخراجه قبل إسبانيا. تصريحات صوريا خلفت ردودا قوية في جزر الكناري، فقد اعتبر نائب رئيس الحكومة المستقلة للجزر أن المغرب سيسخر من صوريا وأن " ضحكات المسؤولين المغاربة ستسمعها القارة كلها" ، شانا هجوما شديدا على قرار الحكومة الأسبانية التنقيب عن البترول في المنطقة ومعلوم أن حكومة مدريد بقيادة ماريانو راخوي كانت قد رخصت قبل نحو سنة لشركة ريبسول للقيام بالتنقيب عن النفط في منطقة تتداخل فيها الحدود البحرية الإسبانية مع المغرب، وهو القرار الذي احتجت عليه بشدة الحكومة المستقلة لجزر الكناري، مستندة في رفضها للقرار إلى سببين، أولا الدراسات التي تحذر من الأضرار التي ستلحق بالبيئة في جزر الخالدات إذا ما تم العثور على البترول ، حيث أن اقتصادها يعتمد بالأساس على السياحة، وثانيا احتمال حدوث نزاع مع المغرب يهدد السلم والأمن بالمنطقة، خصوصا أنه لم يتم بعد الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين المغرب وإسبانيا هناك.. وكانت أزمة قد نشبت بين المغرب وإسبانيا سنة 2001 عندما اتخذت الحكومة الإسبانية، التي كان يقودها آنذاك خوسي ماريا أثنار، قرارا مماثلا فاحتجت الحكومة المغربية برئاسة عبد الرحمان اليوسفي بقوة . ويرى عدد من المراقبين أنه في حالة تأكد وجود بترول في المنطقة، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى خلافات بين البلدين حول من له الحق في الاستفادة منه ونسبة ذلك، دون استبعاد أن تصل تلك الخلافات إلى مواجهة عسكرية. وكان تقرير لوزارة الدفاع الإسبانية قد أشار إلى أن ملف البترول في هذه المنطقة من الملفات التي يمكن أن تفجر العلاقات بين المغرب وإسبانيا في أية لحظة.