اختتمت أمس الجمعة بالعاصمة الموريتانية، نواكشوط، أشغال الدورة التكوينية شبه إقليمية حول «إعداد البرامج الحوارية في الإذاعة والتلفزيون» بمشاركة مغربية حيث تضمن برنامج الدورة الإشارة إلى مشاركة معد ومقدم البرنامج الثقافي «مشارف» على شاسة قناة «الاولى»، ياسين عدنان، تسلط الضوء حول «تقنيات إعداد وتقديم البرامج الحوارية في التلفزيون». وتهدف هذه الدورة، التي انطلقت الأربعاء الماضي، إلى التحسيس بأهمية العناية بالبرامج الحوارية الإذاعية والتلفزيونية في ظل تطور تكنولوجيا الإعلام والاتصال، والمشاركة المتنامية للمواطنين في مناقشة قضايا التنمية الشاملة في منطقة المغرب العربي، وتأهيل الإعلاميين الشباب وصقل مواهبهم لإعداد وتقديم برامج حوارية متميزة شكلا ومضمونا، وتبادل الخبرات بين الإعلاميين العاملين في المحطات الإذاعية والتلفزيونية في دول المغرب العربي، إلى جانب التعريف بأهم المتطلبات الفنية والمعرفية لتطوير البرامج الحوارية في الإذاعة والتلفزيون. ويتضمن برنامج هذه الدورة، المنظمة بمبادرة من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) واتحاد الإذاعات الإسلامية، بتنسيق مع السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية في موريتانيا، تقديم عروض نظرية وحصص تطبيقية حول أسس ومبادئ البرامج الحوارية وتقنيات إعدادها وتقديمها في الإذاعة والتلفزيون، بالإضافة إلى تقييم نماذج من البرامج الحوارية التي سبق بثها في المحطات الإذاعية والقنوات التلفزيونية بدول المغرب العربي. وقال محمد يحي ولد حرمه، وزير الاتصال والعلاقات مع البرلمان الموريتاني، في كلمته الافتتاحية، إن الموروث الثقافي والحضاري الذي تتقاسمه دول اتحاد المغرب العربي، فضلا عن التفاهم المتبادل والمصالح المشتركة، «تملي علينا في الظرف الراهن أن نتحرك على مختلف الجبهات، وفي مقدمتها الساحة الإعلامية لتعزيز الشعور المشترك والقناعة الراسخة بضرورة تفعيل الاتحاد المغاربي والدفع به إلى الأمام، سبيلا إلى تحقيق تطلعات شعوب المنطقة في السلم والأمن والتنمية والرخاء». وأكد الوزير الموريتاني على الأهمية البالغة التي يكتسيها موضوع هذه الدورة بالنظر إلى كون البرامج الحوارية تعد منبرا مهما لتكوين الرأي العام، ومكونا فاعلا من مكونات التفاعل السياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي، فضلا عن كونها تخاطب عقول الناس وعواطفهم وتقوم على المناقشة الهادئة والحوار الرزين وبالتالي الإقناع بالتي هي أحسن. من جهته، ذكر المحجوب بنسعيد، رئيس قسم الإعلام في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، أن هذه الدورة تندرج في إطار خطة المنظمة خلال السنوات 2013-2015 في مجالي الإعلام والاتصال وخاصة ما يتعلق ببرامج تنمية القدرات المهنية للإعلاميين في الدول الأعضاء لمواكبة المستجدات التي يشهدها هذا القطاع بوتيرة متسارعة. ولاحظ بنسعيد أن الارتفاع الهائل والمتزايد في عدد المحطات الإذاعية والقنوات التلفزيونية الرسمية والخصوصية يعد سيفا ذو حدين، حيث أنه عزز حق الأفراد والجماعات في الاتصال والنفاذ إلى المعلومات وتداولها، ولكنه، في المقابل، أدى إلى المساس بحياة الأفراد الشخصية وبحقوقهم الأخرى بفعل انتشار البرامج الحوارية واستخدامها في كثير من الأحيان استخداما سلبيا. وفي هذا السياق، قال بنسعيد إن بلدان العالم الإسلامي ومن ضمنها بلدان المغرب العربي معنية بموضوع تطوير البرامج الحوارية من أجل تفادي الانحرفات الناتجة عن الاستخذام السيء حيث تتحول بعض البرامج الحوارية إلى «حلبات للصراع وتبادل التهم وأحيانا القذف والشتم مما يتناقض مع أخلاقيات الحوار ومبادئه وشروطه». وأشار إلى أنه إذا كان من أهم أهداف البرامج الحوارية في الإذاعة والتلفزيون إشراك المواطن في مناقشة القضايا المحلية والإقليمية والدولية المختلفة، فإن النجاح في هذه المهمة يتطلب من الأشخاص المكلفين بإعداد وتقديم هذه البرامج أن يتصفوا بصفات ومميزات محددة في مقدمتها الإلمام التام بالوسيلة وطبيعتها ومتطلباتها والإلمام بالجمهور المتلقي واحتياجاته ورغباته ومتطلباته والتمكن من مهارات الإلقاء، واستيعاب تقنيات التحاور مع الضيوف في الاستوديو ومع المستمعين عبر الهاتف.