صدر مؤخرا للناقد السينمائي والأستاذ الجامعي يوسف ايت همو كتابا باللغة الفرنسية تحت عنوان «التربية على الوسائط «: القراءة الفيلمية بالفضاء المدرسي» يقع الكتاب في 264 صفحة من الحجم المتوسط .ويسعى المؤلف من خلال هذا الكتاب إلى مقاربة إشكالية ذات رهان وذات أهمية قصوى بالنسبة للمنظومة التعليمية المغربية. تكمن هذه الإشكالية في السؤال التالي: كيف ولماذا يجب إدماج السينما والوسائط والفنون بالعملية التعليمية والتعليمية المغربية أو بالاحرى بالمنظومة التربوية؟ ما هي أهم المزايا في اللقاء بين السينما والمدرسة؟ وكيف يمكن خلق الجسور بين الفن السينمائي والتعليم بالمغرب؟ يرى الكاتب بأن المغرب قد تأخر في الإجابة عن هذه الأسئلة وبأن التعليم بالمغرب جد متخلف في مجال استغلال الفنون والسينما والوسائط كمواد تعليمية وكوسائل تربوية. يحتوي الكتاب على ستة فصول و مجموعة من الملاحق كالتالي: 1 يهتم الفصل الأول بمفهوم «التربية على الوسائط بالمغرب» ويتناول أهمية ومخاطر إدماج الوسائط الحديثة (سينما، تلفزة، إشهار، إذاعة، انترنيت ) بالمنظومة التربوية المغربية. ويؤكد المؤلف في هذا الفصل على ضرورة إدماج مادة «التربية على الوسائط» بكل أسلاك التعليم وذلك قصد السماح للطفل المغربي بولوج عالم المعرفة مسلحا بحس نقدي وبثقافة عميقة وبسمك معرفي يجعل من الصورة و الصوت أدوات الذكاء و التطور. 2 يطرح الفصل الثاني إشكالية «التحليل الفيلمي: أهدافه ومناهجه». يعتبر المؤلف بان التحليل الفيلمي هو أساس كل الأنشطة الدائرة حول الفيلم كمنتوج ثقافي: نقد، نادي سينمائي، إنتاج أفلام، مهرجانات.... وبالتالي يقترح الأستاذ ايت همو مجموعة من المبادئ الخاصة بجودة التحليل: تحديد واضح لأهداف التحليل، تحديد الأدوات المادية والمعرفية للتحليل، تحديد معيقات التحليل وتحديد منهجية متماسكة من أجل تحليل فيلمي جيد. 3 اهتم الفصل الثالث ب «الفيلم كموضوع: النادي السينمائي المدرسي نموذجا» حيث يدافع المؤلف على الطرح القائل بأن أفضل وسيلة للإدماج الناجح للسينما بالمنظومة التربوية رهينة باحدات نوادي سينمائية تربوية. وفي هذا الفصل يطرح الأستاذ الباحث مجموعة من القضايا المتعلقة بالنادي السينمائي المدرسي: التمييز بين الاستهلاك السينمائي والثقافة السينمائية، معايير اختيار الأفلام، المدرسة في السينما والسينما في المدرسة، جائزة أفضل فيلم صالح للمدرسة، منهجية إنتاج الأفلام بالمؤسسات التعليمية. 4 وفي الفصل الرابع، يوجه الأستاذ الباحث انتباه القارئ إلى إشكالية «الفيلم كوسيلة تعليمية- تعلمية» حيث يؤكد على أن الوسيط الفيلمي أصبح اليوم أفضل وسيلة لتعليم بعض المحتويات البيداغوجية مثل اللغات الأجنبية، التاريخ والجغرافيا، علوم الحياة والأرض ....ومن ثمة ركز المؤلف على قضايا السينما والأدب وعلى أهمية الأفلام المقتبسة في مجال مقاربة النص الأدبي. 5 وفي الفصل الخامس، حاول الأستاذ يوسف ايت همو إعطاء مقاربة حية وملموسة لمجموعة من النماذج أهمها: تحليل فيلم»أمل» لعلي بنكيران واقتراح مجموعة مصنفة لأنشطة وتمارين خاصة بتعليم اللغة الفرنسية بواسطة الوثيقة السمعية البصرية. 6 ويهتم الفصل الأخير بعلاقة السينما بالجامعة المغربية حيث يطرح المؤلف رؤيته مؤكدا على أن الجامعة المغربية بالرغم من ما وصلت إليه من تطور وتقدم، لا زالت تتعامل بازدراء وتهميش مع الفنون (الموسيقى، الرقص، المسرح، الرسم، الصورة ...) عامة ومع الفن السينمائي خاصة. بل يرى أن هناك علاقة صراع وتنافس بين الجامعة و السينما على منصب أفضل وسيط للمعرفة والتواصل الثقافي. الكتاب هو حصيلة أكثر من عشرين سنة من البحث والتكوين في مجال السينما و التربية وهو كذلك أرضية لمشروع مغربي يسعى إدماج السينما والفنون والوسائط بالمنظومة التربوية المغربية وحسب الأستاذ ايت همو تبقى المدرسة هي أهم وسيط يسمح باكتشاف أجود الأفلام وأفضل المنتجات السمعية البصرية.