يشتكي العديد من سكان جماعة مول البركي شمالي آسفي، من جملة التجاوزات والخروقات التي تلف عملية توزيع الدقيق المدعم، ويؤكد بعض سكان المنطقة المتابعين للعملية، أن الأخيرة تعرف «تلاعبات» خطيرة من قبل بعض أصحاب مأذونيات ( بونات) توزيع الدقيق التي حصلوا عليها قبل أكثر من ثلاثة عقود من الزمن. الأمر الذي يستدعي التعجيل بالبحث عن آلية أخرى لتوزيع هذه المادة الحيوية على المحتاجين بدل «البونات» التي تم تفويتها في ظروف تنقصها الشفافية... وتؤكد مجموعة من ساكنة مول البركي ، أن الجماعة لم تكن تتوصل بحصتها من الدقيق المدعم لمدة تزيد عن العشرين عاما، في الوقت الذي كانت تستفيد مناطق اخرى، واستمر تعليق توزيع هذه المادة عن ساكنة مول البركي حتى نسي الناس أن هناك دقيقا تدعمه الدولة من أجلهم، إلى أن ظهر الدقيق المدعم فجأة، خاصة عندما طفا مصطلحا العفاريت والتماسيح على السطح، الشيء الذي يطرح عدة أسئلة عمن كان يتصرف في حصة مول البركي من الدقيق المدعم ؟ وأين كانت تذهب طيلة تلك الفترة الطويلة؟! ولعل البحث في هذا السؤال قد يقود الى لوبيات فساد كانت تتطاول على حقوق المحتاجين، وتقوم ببيع الدقيق المدعم في الاسواق السوداء، بعد استبدال أكياسه بأكياس أخرى! ذلك، في ظل تقاعس وغياب منتخبين لا هَمّ لهم سوى الحصول على سيارة الجماعة وخزان بنزين كل يوم على حساب ميزانيتها، مع الامتيازات الاخرى... عملية توزيع الدقيق المدعم بمول البركي اليوم تتم بطريقة لا انسانية أحيانا، ففي الوقت الذي كان من المفترض أن يوزَّع كيس لكل بطاقة وطنية شهريا، مقابل مئة درهم للكيس الواحد، نجد الواقع مختلف تماما، بحيث قد يحصل بعض الأفراد على حقوق عدة أسر، في الوقت الذي يحْرم بعض المحتاجين من كيس واحد.. وما يزيد من بشاعة الموقف هو أن بعض السكان يؤكدون أن الدقيق المدعم يبيعه الممون الحاصل على "بون" التوزيع الى أصحاب محلات البِقالة ليعيدوا بيعه تقسيطا. وعموما تُعد الزبونية هي المعيار الوحيد لتوزيع الدقيق المدعم بمول البركي، في ظل ممارسات لا انسانية مهينة!. لا شك أن ما يواكب عملية توزيع الدقيق المدعم اليوم في مول البركي ومناطق أخرى من خروقات لا انسانية احيانا، تستدعي تدخل الجهات المعنية لوضع حد لحالة التسيب والفوضى هاته، والضرب على أيدي المتلاعبين بقوت الضعفاء، وأن تلعب السلطات دورها في إيصاله الى مستحقيه، كما يتعين تكوين لجان تسهر على متابعة عملية توزيع المواد المدعمة من أموال دافعي الضرائب بمختلف مناطق البلاد.