أعلن السياسي الهولّندي أرنود فان دورن، عضو مجلس بلديّة لاهاي، عن الشروع في تأسيس حزب إسلامي. وأضاف فان دورن الّذي كان عضوا في حزب الحرية اليميني المتطرف، أن إجراءات التأسيس قد اكتملت لإطلاق هذا المشروع السياسي، وأن الحزب سيستمد مشروعيته من القيم والمبادئ الإسلامية. فان دورن أكد أيضا عزمه الدخول في الانتخابات القادمة. حتّى أواخر العام 2011، كان فان دورن يمثّل حزب الحرية اليميني المتطرف الذي يتزعمه خيرت فيلدرز. هذا الحزب الذي يتركز مشروعه السياسي والأيديولوجي على معاداة المسلمين والمهاجرين. وعلى إثر اتهامه باستغلال ميزانية الحزب لأغراض شخصية، أعلن فان دورن انشقاقه عن خيرت فيلدرز. إسلام فان دورن في شهر مارس خلق متابعةً إعلامية ضخمة، نظرا إلى منحى التحول؛ من حزبي يعادي الإسلام إلى مسلم ملتزم. وقد عبر هذا المسلم الجديد عبر كثير من المنابر الإعلامية، أنّه لن يغير اسمه أو ملبسه أو يطلق اللحية، بل سيبقى كما هو، مضيفا أن مسألة اعتناقه الإسلام تبقى مسألة شخصية، وأنه فكر جليا في الأمر قبل القيام بهذه الخطوة. وقد زار فان دورن السعودية مؤخرا لأداء العمرة، بعد دعوة رسمية تلقّاها من المملكة العربية السعودية.تجربة تأسيس أحزاب إسلامية ليست جديدة على المجتمع الهولندي الذي يسمح دستوره بتأسيس أحزاب على أساس ديني. فقد تأسس أول حزب إسلامي في هولّندا سنة 2006، وفاز بمقعدٍ واحدٍ في بلدية لاهاي سنة 2006، وحافظ على هذا المقعد في انتخابات 2010 . إلا أنه فشل في إحراز أيّ مقعد خلال الانتخابات التشريعية، إذ لم يحصل إلا على 4399 صوتا فقط. وكرر المحاولة في الانتخابات التشريعية لسنة 2012، وكان الفشل أيضا من نصيبه. وكان هذا الحزب الإسلامي قد أسسه هولندي اعتنق الإسلام في التسعينيات من القرن الماضي. فهل ينجح فان دورن في استقطاب الناخبين من أصول إسلامية، والوصول بالحزب الإسلامي الجديد إلى قبة البرلمان؟ تجدر الإشارة إلى أن هولندا تضم عددا من السياسيّين من أصول إسلامية فازوا في الانتخابات البلدية والتشريعية، باسم أحزاب كبيرة، مثل حزب العمل واليسار الأخضر والحزب الليبرالي والديمقراطي المسيحي وغيرها من الأحزاب الّتي فتحت المجال أمام «الهولنديين الجدد». ويبلغ عدد المسلمين في البرلمان الحالي 10 برلمانيين موزعين على مختلف الأطياف السياسية.