كشفت عملية ضبط ثلاثة أطنان من المخدرات في ميناء طنجة عن الوجه الحقيقي لبعض الشركات الأجنبية العاملة في تصدير السمك المغربي، و التي تجعل تجارة الأحياء البحرية واجهة تخفي الممارسات المشبوهة و غير القانونية المعتمدة على نقل المخدرات على نطاق دولي واسع . عملية آسفي التي أحبطها الأمن المغربي و التي سقط فيها إسبان و مغاربة, بينت بالواضح و المكشوف أن «تصدير» المخدرات لم يعد حكرا على الشمال و لا جنوب البلاد حيث المراقبة اللصيقة، بل تحولت العمليات إلى مناطق و موانئ الوسط حيث «البحبوحة» الأمنية و حيث النوم الثقيل للأجهزة و منها على وجه الخصوص الجمارك..!؟ . شركة «ميركا فيش» التي يديرها الإسباني خوسي أورتيز مولينا حطت الرحال بآسفي لسنوات، و كان صاحبها الإسباني مدعاة كلام طويل على طريقة اشتغاله و مسحه و شفط شركته لأية قشرة حوت تقع في السوق المحلية، كانت الشركة المذكورة حسب مصادر متعددة استمعت إليها الجريدة، تمارس و تنفذ خطة احتكارية لكل الكميات المصطادة و المعروضة للبيع مع تقديم الثمن الناجز بالكاش و في حينه دون انتظار أو تسجيل ديون . ضبط مئات الكيلوغرامات من الحشيش موضب و مخزن في صناديق الحوت المجمد طرح و يطرح أكثر من سؤال .. أولا .. الشركة المذكورة تشتغل منذ سنوات في آسفي .. هل هذه هي أول عملية لها أم أن «الدكاكة» كانت تمر بإنجاز عمليات متعددة و العملية الأخيرة هي التي كشفت المستور . ثانيا .. الأطنان المضبوطة في طنجة .. كيف وصلت إلى آسفي و بالضبط إلى الحي الصناعي في مقر الشركة المذكورة ، ماهي الطرق التي سلكت و كيف داورت و تجاوزت المراقبة الأمنية و يقظة الأجهزة السرية و العلنية .. من أدخل الحشيش، يمكنه إدخال أي شيء ... ثالثا .. كيف خرجت الشاحنة المحملة بالمخدرات من آسفي، و من يسر لها الوثائق و الدمغات و «حق السفر» .. أينكم يا رجال الجمارك و يا بوليس آسفي .. رابعا .. بالأمس القريب ضبطت شاحنة «نائمة» وسط مربض للشاحنات العملاقة قرب ثانوية بالمدينة و مرت المسألة إلى خانة النسيان ، ثار الحديث أكثر من مرة عن تبييض أموال المخدرات في ميناء آسفي ولاذ من يفرض عليهم القانون التحقق و التحقيق بالصمت ، كان هناك كلام عن تحويل المرسى الصغير الذي بناه اليابانيون في منتجع الصويرية القديمة جنوبآسفي إلى ممر خلفي و هادئ لإخراج الحشيش و توابعه إلى عرض البحر حيث «غرفة الانتظار» فوق الأمواج .. التسليم و التسلم، و لم يتحرك أحد.. هل تكفي اليوم التقارير السرية التي ترفع .. خامسا .. لابد من فتح تحقيق عميق جدا بشأن ما يقع من تدوير ممنهج لأطنان المخدرات وسط الشركات و المعامل و الموانئ و الشاحنات انطلاقا من آسفي إلى طنجة ، حتما ليس هناك الإسباني وحده ، حتما هناك بنية استقبال في إسبانيا و هناك عناصر شبكة تنتظر .. بمعنى توجد مافيا منظمة بشكل أخطبوطي أصابعها مغروسة على امتداد الجغرافيا المغربية خصوصا السواحل الوطنية .