حبست مراكش أنفاسها ليلة الاثنين 26 غشت 2013 إثر الحريق المهول الذي شب بمطعم مكدونالد المتواجد بتقاطع طريق الدارالبيضاء وطريق آسفي، مُحدثا رعبا كبيرا في صفوف الساكنة التي صُدمت بمشهد تحول المحل المذكور إلى أطلال من رماد وحطام من الأسلاك والبلاستيك المنصهر. الحريق اندلع بعد العاشرة ليلا بدقائق قليلة، وابتدأ بشرارة صغيرة وتطور بسرعة إلى نيران تتعالى في السماء مصحوبة بسحب متصاعدة من الدخان التي انتقلت إلى مسافة بعيدة عن مكان الحادث حاملة معها رائحة الحرائق، مما عزز مخاوف المواطنين الذين أبدع بعضهم في ابتكار أسباب خيالية للواقعة ، وصلت إلى حد ترويج شائعات بوقوع اعتداء إرهابي، وخاصة بعد الطابع الاستثنائي الذي خيم على الكثير من الشوارع بالمدينة التي عرفت حركة غير عادية لسيارات الإسعاف وشاحنات الإطفاء وسيارات الشرطة ومواكب كبار المسؤولين . قوة الحريق استلزمت تجنيد أزيد من ثلاثين عنصرا من الوقاية المدنية وعدد من شاحنات الإطفاء بقصد السيطرة على النيران الكثيفة التي تصاعدت بشكل مخيف لأمتار كثيرة ، فيما قطعت أجزاء مهمة من شارع آسفي وشارع عبد الكريم الخطابي ، وشوارع موازية تصب في الطريق المذكور ، حيث منع المرور تحسبا لأي طارئ . وضرب الأمن طوقا متماسكا على بعد عشرات الأمتار من المحل المنكوب ، موفرا قُطرا مؤمنا لقوات الإطفاء قصد القيام بمهمتها، مما أدى إلى احتشاد المئات من المواطنين الذين تابعوا أطوار التحول المأساوي للعلامة الأمريكية إلى أطلال وحطام من الرماد . وتوافد مسؤولو المدينة على مكان الحادث ، وفي مقدمتهم والي الجهة ووالي الأمن اللذين تابعا عملية إطفاء الحريق عن قرب متتبعين تفاصيلها لحظة بلحظة. ورغم اندلاع الحريق في وقت كان يعرف فيه المطعم الذي يوجد في موقع استراتيجي بمدخل المدينة من جهة الدارالبيضاءوآسفي ، اكتظاظا كبيرا من قبل الزبناء الذين كانوا يملأون فضاءه الخارجي والداخلي، وجلهم من زوار المدينة ، إلا أن الحادث لم يخلف لحسن الحظ أية إصابة سواء في صفوف الزبناء أو العاملين . وبخصوص ملابسات اندلاع النيران بالمطعم المذكور، أوضح حسن سويح المدير الجهوي لماكدونالد الجنوب في تصريح للصحافة أن الحريق اندلع بسبب تماس كهربائي، أدى إلى نشوب شرارات صغيرة متعاقبة سرعان ما تحولت إلى لهب اشتعل بجنبات المطعم . وقال أحد عمال المطعم إن التماس الكهربائي حدث على ثلاث دفعات ، كل واحدة كانت أقوى من سابقتها ، وفي المرة الثالثة تمكنت النيران من جنبات "الكونطوار" الذي يقدم فيه الزبناء طلباتهم ، وأحدثت في البداية سحبا من الدخان مما دفع الزبناء إلى التدافع إلى الخارج ، فمنح لهم ذلك فرصة لمغادرة المطعم دون أن يصيب الحريق أي أحد منهم . وقالت شابة كانت بالمطعم لحظة اندلاع الحريق أنها كانت بصدد تناول وجبتها عندما صدمها مشهد الزبناء المذعورين وهم يفرون تباعا من داخل المطعم قبل أن تنتبه للهب المتصاعد في سقف المحل ، لتسارع بدورها بمغادرة المكان . وأضافت أن الصدمة أربكت الزبناء خاصة عند إزاحة سياراتهم من مرآب المطعم. وقُدرت الخسائر المادية المترتبة عن اندلاع الحريق الذي أتى على كل مرافق المطعم، باستثناء الفضاء المخصص للعب الأطفال المبني بالآجور ، بأزيد من 400 مليون سنتيم . فيما فتحت الشرطة القضائية تحقيقا لتحديد المسؤوليات وكشف ملابسات الحادث