اتصلت هاتفيا صباح يوم الأربعاء برئيس الحكومة عبد الإله بنكيران لاستطلاع رأيه بخصوص ما جاء في الخطاب الملكي، الذي وجه تنبيها واضحا لحكومته، وعبر محاولات عديدة ردت علي أخيرا كاتبته الخاصة. وبعد أن استفسرت عن الغاية من هذا الاتصال أبلغتني أن السيد بنكيران توجه إلى القصر الملكي بالرباط. واقترحت علي الاتصال بمقر رئاسة الحكومة للتواصل مع رئيس الديوان السيد معتصم، وهو ما قمت به مباشرة بعد انتهاء المكالمة الهاتفية بيننا، إلا أن إحدى الموظفات التي استقبلت مكالمتي وبعد أن قدمت لها نفسي والغاية من هذا الاتصال، صدمتني بالقول، إن اليوم يوم عطلة، إلا أنني أوضحت لها بكامل الأدب أن »السياسة ما فيها عطلة« ،وأن رئاسة الحكومة هي من أحالتني للتواصل مع رئيس ديوان السيد عبد الإله بنكيران. وعلى أي حال لا يمكن أن تخضع مصالح الدولة خاصة من خلال أعلى هرم في السلطة لمنطق العطل والإجازات. وتساءلت معها إن كان الأمر كذلك، فما الغاية من اشتغالك أيتها الموظفة اليوم. إلا أنها وبكل بساطة أجابتني بدون تردد وكأنها تريد أن تتخلص من مكالمتي "»أنا غير بيرمانانس« ! " فأعدت الاتصال مرة أخرى بهاتف رئيس الحكومة لتجيبني مرة أخرى كاتبته، حيث أخبرتها بما حدث فاندهشت للأمر مطالبة إياي بمعاودة الاتصال مرة أخرى. بالصدفة كان بالقرب مني أحد الأصدقاء من حزب العدالة والتنمية وبعد أن أخبرته بما حدث، مطالبا إياه بوجهة نظره، أجابني هذا الصديق بالقول "»شحال من مسؤول خرج عليه شاوش« "لكن هذا لا يعفي السيد رئيس الحكومة من مسؤوليته. في ذلك الصباح اتصلت بجل وزراء حكومة بنكيران، فهناك من كان هاتفه يرن ويرن بدون إجابة بمن فيهم هاتف زميلنا مصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، والذي نعتبره نحن معشر الصحافيين الأقرب منا رغم كل الاختلافات الحاصلة، وهناك من كان هاتفه خارج التغطية. الخلاصة من هذه الحكاية أن حكومة عبد الإله بنكيران خارج التغطية ولا تواصل مع الصحافيين، فما بالك مع المواطنين، لذلك كان خطاب الملك لاذعا لها. وحده امحند العنصر وزير الداخلية ونبيل بنعبد الله وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة من ردا على مكالمتي وكان تصريحهما جريئا بعيدا عن لغة الخشب.