عاشت مدينة الدارالبيضاء أول أمس الخميس حالة استنفار أمني عالية المستوى، بعد أن تعرض أحد الأشخاص من جنسية صينية يسمى باي شون شونغ لاعتداء دموي على إثر مغادرته لمقر سكنه، من طرف أربعة أشخاص من بني جلدته، وذلك بتقاطع شارع المقاومة ومحج محمد السادس مع وزنقة ليبورن بحي لاجيروند حوالي الساعة الخامسة مساء، حيث لاذ المعتدون بالفرار بعد ذلك على متن دراجتين ناريتين وتوجهوا صوب السوق التجاري مرجان بدرب السلطان، وهناك تخلصوا منهما واختفوا عن الأنظار، قبل أن يلقى عليهم القبض على بعد ساعات من مساء نفس اليوم. الواقعة تضاربت بشأنها الروايات، ففي الوقت الذي أكدت فيه مصادر مطلعة ل «الاتحاد الاشتراكي» أن حفدة «ماو» اعتدوا على الضحية لخلاف لم يفصح عن أسبابه رسميا، والتي لا يستبعد أن تكون لها علاقة بتصفية حسابات لها صلة بالمافيا الصينية، وذلك باستعمال سلاح ناري، حيث أصيب برصاصة في ذراعه الأيسر، نقل على إثرها صوب مستعجلات مستشفى ابن رشد لتلقي العلاجات تحت الحراسة، أكدت روايات أخرى هذا الطرح مضيفة بأن الضحية كان سيتعرض إلى ما هو أفظع لولا تدخل عدد من المواطنين والمستخدمين بأحد أوراش البناء في المنطقة مما حتّم على المعتدين الفرار، هذا في الوقت الذي نفى فيه مسؤول أمني رفيع المستوى بولاية أمن الدارالبيضاء واقعة إطلاق النار مضيفا بأنه بالفعل تم الاعتداء على الصيني من طرف أربعة أشخاص من نفس جنسيته لكن باستعمال أسلحة بيضاء عبارة عن مطرقة وقضيب حديدي واخز، حيث أصيب بجروح على مستوى ذراع يده اليسرى وساقه اليسرى. وتماشيا مع هذه الرواية الرسمية أكّد مصدر للجريدة بأن رواية السلاح الناري أدى إلى انتشارها بسرعة، سقوط «شارجور» لأحد المسدسات وبه عياران ناريان بمكان الحادث!؟ المصالح الأمنية بمختلف أنواعها هبّت صوب السوق التجاري «مرجان» بدلالة من أشخاص تعقبوا الجناة الذين أكدوا ولوجهم مرآب السوق حيث تخلصوا هناك من الدراجتين الناريتين، وفقا لمصادر الجريدة، هذا في الوقت الذي تجمهر فيه عشرات المواطنين أمامه بعد تناسل العديد من الإشاعات التي منها من ربطت الأمر بسرقة، ومنها من ادّعت بأن للواقعة علاقة بملف الإرهاب، في حين طوّقت فيه العناصر الأمنية باب المرآب مانعة الاقتراب منه وأقفلت مدخله بشريط مسرح الجريمة، وبالداخل تم الشروع في التحريات الميدانية والأبحاث، بالإضافة إلى تلك التي أجريت بمكان الاعتداء. وبعد حوالي 3 ساعات تمكنت المصالح الأمنية من إيقاف اثنين من مرتكبي الحادث على متن سيارة سوداء اللون، ثم اثنين آخرين على متن سيارة بيضاء اللون، قيل بأنها مكتراة، حيث تم سحبهما بواسطة سيارتين للجر «الديبناج»، وقد استطاع رجال الأمن وضع اليد على المعتدين بنفس السوق التجاري بعد أن فضلوا ترك الدراجتين الناريتين بمكانهما ونصب كمين للصينيين المبحوث عنهم، وهو ما تأتى بالفعل حين عاد الجناة إلى هناك من أجل استرجاعهما، وقد تبين على أنهما دراجتان حديثتا الاستعمال لم يتجاوز عدد كيلومتراتهما التي قطعت 34 كلومترا!؟ بعد ذلك جرى نقل الموقوفين صوب مقر ولاية الأمن لمباشرة التحريات والوقوف على دوافع الاعتداء وخلفياته، هذا في الوقت الذي أفادت فيه مصادر الجريدة أن الجناة حديثي الدخول للتراب المغربي عبر دبي، وهو ما يؤكد وبشدة فرضية حضورهم في مهمة استهدفت المعتدى عليه، ستوضح الأبحاث التي ستجريها المصالح الأمنية، طبيعتها.