أصله من شرق المغرب، وبالضبط من مدينة وجدة وهو ابن الحي المحمدي بالدارالبيضاء، من مواليد 1983، ولج الكتاب منذ صغره، تعلق بالقرآن الكريم، وتوالت السنين حتى وجد محاورنا القارىء جواد ناصر رئيساً لفرقة المديح والسماع، حيث سجل حضوراً متميزاً رفقة مجموعته، ومن خلال الاحتكاك، تمكن من تعلم القواعد والأحكام، سطع نجمه كمقرىء وسط أبناء كاريان سانطرال، إلى جانب بعض المجموعات التي تسير في نفس خطى جواد. سنة 2003، كانت خاصة، بعدما سمع لأول مرة القارىء السعودي الشيخ المعيقلي إمام الحرم المكي، حرك وجدان المقرىء جواد ناصر، وكانت هي الانطلاقة لحفظه القرآن الكريم، وفي مدة وجيزة، لن تتعدى سنة واحدة، وحفظ بالطريقة والمنهجية لقراءة الشيخ المعيقلي، غير أنه حفظ وقرأ برواية ورش التي يقرأ بها المالكيون، ومن ضمنهم المغاربة، وتختلف قراءة ورش عن حفص التي يقرأ بها المشارقة في المدود وتتطلب النفس الطويل والمجهود الكبير. حفظ جواد ناصر على يد أستاذ الشيخ أسنغور بالحي المحمدي حي السمارة، تحمل إمامة مسجد الثكنة العسكرية/ الزرقطوني بالحي المحمدي، من خلال صلاة التراويح، صلى بأبناء الحي المحمدي في شهر رمضان ولم يتمم الشهر كله لأسباب وغياب لغة الحوار مع سكان المنطقة، كما صلى بأبناء كاريان سانطال بمسجد يتواجد بفم الحصن بشارع الشهداء، وكانت البداية بمسجد الشعبي لمدة ثلاث سنوات. بعده سجل حضوره بمسجد بعين السبع السنة الموالية، وفي سنة 2012، افتتح مسجد ابن امسيك بحي افريقيا، اجتاز القارىء جواد الاختبار رفقة مجموعة من الأئمة، ووقع عليه الاختيار من خلال صوته العذب الطروب والمتميز. هذا المسجد الذي صلى به جلالة الملك محمد السادس الجمعة السنة الماضية في الأسبوع الأول لشهر رمضان الماضي، أصبح يعرف حضوراً قوياً للمصلين من أبناء الحي المحمدي وعين السبع من الذين سبق لهم وأن صلوا خلف جواد ناصر، أيضاً يعرف حضور أبناء حي جوادي، افريقيا، عين الشق، اسباتة، مبروكة، سيدي عثمان وبعض الأحياء المجاورة، إلى جانب مجموعة تأتي من خارج مدينة الدارالبيضاء، وذلك قصد أداء صلاة التراويح خلف جواد ناصر، الإمام الشاب الذي اعتبره الجميع وبالإجماع الموسم الماضي ظاهرة افريقيا. وهو القارىء الذي يتحلى بأخلاق فاضلة ومعاملة جد حسنة مع الناس بصفة عامة. لكن هذا الموسم، وبالضبط مع بداية الشهر الفضيل، حط رحاله بمسجد رياض الحسن بليساسفة بعمالة عين الشق، وترك مسجد افريقيا لأسباب عديدة ومشاكل وخلافات فجرها المقرىء جواد ناصر للجريدة في زيارة خاصة بهذا المسجد الجديد، وأطلق النار على محافظ المسجد ومسؤولو الجمعية المكلفين بتسيير شؤون هذا الجامع الجديد، حيث أوضح القارىء جواد ناصر على أنه صلى بالناس طيلة شهر رمضان، ومرت الأجواء في أحسن الظروف، وبعد رمضان ومرور أيام، فكرت الجمعية في خلق مدرسة لحفظ القرآن، وكان تدخله على أنه إمام مكلف بالصلوات الخمس. كلفت الجمعية أحد الأشخاص للقيام بمهمة تحفيظ القرآن لأبناء المنطقة، ومع مرور أيام قليلة، استغنت الجمعية عن هذا الشخص، لتناط المهمة والمسؤولية على عاتق الإمام الرسمي الراتب، جواد ناصر وتم التوافق على ذلك. اشترط محافظ المسجد على كل من يرغب في حفظ القرآن من أبناء المنطقة بأداء واجب 150,00 درهم، وأصبح الناس يتوافدون رفقة أبنائهم، وبعد مرور أيام، طالبت مجموعة من الناس من بينهن نساء معوزات، ومن ذوي الحاجة من الإمام جواد ناصر المكلف بالحفظ بالسماح لأبنائهن بولوج المدرسة التابعة للمسجد بدون مقابل، نظراً للوضعية الاجتماعية المتدهورة، حيث أكد جواد على أنه سمح لهذه المجموعة التي لا تتعدى عشرة أفراد. أصبح عدد المستفيدين يبلغ 140 حتى 200 فرد، وأصبحت المبالغ المالية تذر بشكل كبير، والمكلف بالمالية هو السيد المحافظ، الذي كان يتوفر على سيارة قديمة، ومع مرور الأيام، اشترى سيارة جديدة من نوع رفيع لا ذكر لاسمها، وهو ما دفع جواد ناصر الإمام للتساؤل مع المحافظ حول المداخيل المالية من المستحقات التي يدفعها الآباء والأولياء، مع العلم أن جواد ناصر اختلف مع السيد المحافظ حول التسعيرة التي بلغت 150,00 درهم، كون أبناء منطقة افريقيا وابن امسيك ينتمون لعائلات فقيرة، لكن المحافظ، حسب القارىء جواد، أبى المناقشة في الموضوع، رغم أن الإمام يشتغل بعد صلاة الصبح إلى حين غروب الشمس، مع التزامه بالمحراب في المسجد في كل وقت صلاة، وكان أيضاً جواب المحافظ بالآتي: »ما عندكش الحق تتدخل في هذه المسائل«، وهو ما دفع بالقارىء جواد لتقديمه الاستقالة من الكتاب. بعد ذلك، اكتشف محاورنا على أن كل تلك الأموال تبقى من نصيب المحافظ، مشيراً أيضاً على أن رئيس الجمعية يجتمع مع المحافظ وليس له علم بالتفاصيل الكاملة بخصوص المداخيل، وموضحاً أن رئيس الجمعية يبقى رب إحدى الشركات، وليس له الوقت لمعرفة كل هذه الأمور، حيث يتم تصريح بمبلغ مالي غير المبالغ الكاملة...!، وليست هناك محاسبة ولا أمين للمال، بما أن هناك جمعية تقوم بتسيير شؤون المسجد الذي يعتبر بيتاً من بيوت الله... وللإشارة، فالإمام الذي كلف بتدريس وحفظ القرآن بالمدرسة، كان يتقاضى أجرة شهرية عن الحفظ لا تتعدى 1500,00 درهم... ويضيف جواد ناصر الإمام على أن مؤذن المسجد لا يعرف أن يكتب اسمه، ولم يسبق له أن درس ولا حفظ آيات من الذكر الحكيم، وهو غير مؤهل للآذان حسب الشريعة الاسلامية. وما أفاض الكأس، حسب جواد، هو انتهاك الحرمات لهذا المؤذن، وعدم احترامه الجار وبيت الإمام، حيث طرق الباب مثلما يطرق الإمام جواد، ليتمكن من رؤية وجه زوجة الإمام، ولن يقف عند هذا الحد، بل أخذ يتكلم في أوساط المسجد على أنه رأى وجه زوجة الإمام... ولما كلم جواد ناصر بالأمر، انفعل وتوجه مباشرة لمحاورة المحافظ في الموضوع، وكان جوابه، حسب جواد، بالحرف: »زوجتك هي ماريا كلارا«... أهكذا يقول الإمام، تكون أجوبة محافظ المسجد، أهكذا يعامل الإمام الذي يؤم الناس خمس مرات في هذا المسجد.؟ أيضاً اتصل الإمام جواد برئيس الجمعية حول الموضوع، لكن دون جدوى، ومشيراً أيضاً على أن صاحب الشركة ورئيس الجمعية كان يؤكد في أكثر من مناسبة على الإمام بالإسراع في الصلاة، كلما عَلِمَه بأن لديه أشغال وليس لديه الوقت، وعلى الإمام والمؤذن والمحافظ مرافقة رئيس الجمعية أثناء خروجه من المسجد حتى يركب سيارته، بعد ذلك يُسمح لهما بالانصراف والاتجاه نحو بيوتهم بالمسجد، لكن جواد ناصر كان معارضاً في هذا الأمر... الذي اعتبره سلطوياً...! وأمام هذه الوضعية، قدم الإمام جواد ناصر استقالته للمحافظ، الذي قبلها بسرعة وفي الحين، وكأنه كان ينتظر الاستقالة، كما أشار جواد على أن السيد المندوب سعد للأوقاف بابن امسيك آنذاك طلب منه التريث والتفكير في الناس أبناء المنطقة الذين ألفوا الصلاة خلفه بالمسجد، لكن الأمور أصبحت مستعصية ومستحيلة...، كما أثنى جواد على السيد سعد حول معاملته الطيبة له ولكل المنتمين للأوقاف بابن امسيك. »فور تقديمي استقالتي، يقول جواد، قام المحافظ بإزالة صحن البارابول الذي يملكه الإمام، وقطع التيار الكهربائي لشقته وكذا الماء... رغم أن الإمام له أطفال صغار، وعانى من هذه المعاملة اللا أخلاقية. تلكم، معاناة الإمام جواد ناصر مع السيد المحافظ لمسجد ابن امسيك/ افريقيا ورئيس الجمعية. وقد حط رحاله بداية الشهر الفضيل هذا الموسم بمسجد رياض صوفيا بليساسفة، ويؤدي مهمته كإمام راتب مع استفادته من سكن محترم، وبحضور العديد من المصلين الذين يحجون من العديد من أحياء الدارالبيضاء. وممن كانوا يصلون خلفه بابن امسيك الحي المحمدي وعين السبع... وبخصوص القراء المفضلين لديه: الشيخ محمد جبريل، محمد حسان، الشيخ أبي إسحاق الحوايني، عبد الباسط عبد الصمد، محمد صديق المنشاوي، وفي القمة الشيخ محمود خليل المصيري، وبخصوص المغاربة الشيخ مصطفى غربي، عبد العزيز الكرعاني، العيون الكوشي وعبد الهادي كنون. ويعد أبناء منطقة ابن امسيك بأن يؤمهم في إحدى الصلوات كالعشاء والصبح بإحدى المساجد هناك بعد شهر رمضان، ويكن لهم الحب الكبير ويعتبرهم ثمرات الخير.