تنطلق بمدينة تافراوت بإقليم تيزنيت يومه الخميس 15 غشت الجاري وري غاية 18 منه، فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان تيفاوين (الأنوار) تحت شعار «الانتصار لفنون القرية». وأوضح المنظمون أن برنامج هذه الدورة يتضمن سلسلة من الفقرات الفنية التي تتنوع بين فرجات القرب بالساحات العمومية تنشطها فرق متعددة لفنون القرية وسهرات كبرى تستضيف ثلة من الأسماء الفنية الوطنية، فضلا عن العديد من الأنشطة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية. ويعتزم المنظمون تخصيص «قرية المهرجان» لعرض الأدوات والمنتجات الفلاحية المرتبطة بزيت أركان ومشتقاتها بما يمكن أزيد من 33 عارضا، من تعاونيات فلاحية نسوية ومجموعات ذات النفع الاقتصادي ومقاولات خاصة? من تبادل الأفكار والخبرات والتجارب وتثمين منتجاتهم. كما تتميز هذه الدورة بإجراء المسابقة الوطنية الرابعة في الإملاء باللغة الأمازيغية «أولمبياد تفيناغ» الهادفة إلى المساهمة في إرساء و ترسيخ اللغة الأمازيغية، علما بأن هذه المسابقة، التي انطلقت محليا، اتخذت بعدا وطنيا ابتداء من سنة 2010 بفضل شراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وأكاديمية جهة سوس ماسة درعة للتربية والتكوين ووزارة التربية الوطنية. وفي الجانب الاجتماعي، يتضمن المهرجان تنظيم الدورة الخامسة لمبادرة الزواج الجماعي تشجيعا لشباب منطقة تافراوت على بناء أسر مستقلة، من خلال دعمهم ماليا وتحفيزهم على عقد القران، علما بأن عدد المستفيدين من هذه المبادرة ناهز المائة شاب وشابة، بالإضافة إلى تقديم دعم مالي لعدد من التلاميذ المتفوقين بالمؤسسات التعليمية بتافراوت وطلبة المدارس العتيقة المتفوقين بإقليم تيزنيت لتشجيعهم على مواصلة الدراسة وطلب العلم. وتتضمن فقرة التكريم تقديم «جائزة أوشاكور للصحافة» لفائدة أحسن عمل صحفي منجز عن منطقة تافراوت والتفاتة للفنان مولاي علي شوهاد، أحد مؤسسي مجموعة «أرشاش»» التي رسمت لنفسها صورة طيبة وتبوأت مكانة متميزة في الساحة الفنية الأمازيغية، والشاعر الأمازيغي محمد الحنفي، الذي اشتهر ككاتب كلمات مجموعة إزنزارن. أما الفقرات الفنية والغنائية فسيسهر على تنشيطها ما لا يقل عن 16 مجموعة شعبية لفنون القرية (أي ما يناهز 500 فنان) تتنوع من حيث طبيعة الفرجة التي تقدمها، وكذا من حيث انتمائها الجغرافي، وستتوزع على أربعة فضاءات مختلفة (إسوياس) بمدينة تافراوت على مدى أربعة أيام. أما السهرات الكبرى التي ستحتضنها ساحة محمد السادس بتافراوت فستتميز بالأساس بمشاركة الشاب بلال والفنانة المغربية نجاة اعتابو والمغنية الأمازيغية فاطمة تاشتوكت وعمر بوتمزوغت ولحسن بيزنكاض وأعراب أتيكي وآخرين. وأعلن المنظمون أيضا أن الدورة الثامنة لهذا المهرجان ستخصص للكشف عن أكبر رحى تقليدية لإنتاج الأركان (ميكازرك) لما تكتسيه هذه الشجرة من رمزية في الثقافة المحلية، مبرزين أن هذا الاختيار مرده لكون الرحى (أزرك بالأمازيغية) «تعد أداة حاضرة بقوة في المنزل التافراوتي التقليدي، وهي وسيلة لتحويل ثمار الشجرتين/الرمزين (اللوز والأركان) إلى زيوت وخيرات تصدر من تافراوت نحو جميع مناطق المغرب والمعمور». وأكدوا أنهم ارتأوا الاشتغال من خلال فقرة مفاجأة تيفاوين على تنظيم حفل «ميكازرك» من منطلق تسليط الضوء على أهمية هذه الوسيلة التقليدية الأصيلة وبغية عرضها بشكل مميز قصد التعريف بها وإبراز مكانتها داخل الحقل التراثي والثقافي الأمازيغي عامة والمحلي خاصة. وأفادوا بأن هذا الحفل سيتميز بتقديم فقرة استعراضية كبرى من طرف مجموعة من نساء المنطقة لتسليط الضوء على المراحل التي يمر منها إنتاج زيت أركان ابتداء من الجمع مرورا بالتكسير واستخراج النواة ثم استخراج الزيت. كما يتضمن هذا الحفل عروضا فرجوية لفنون القرية وفقرات فنية متنوعة وتنظيم فضاء خاص بتذوق زيت الأركان ومشتقاتها وبعض الوصفات المحلية التي يدخل زيت الأركان في مكوناتها. وارتباطا بنفس الموضوع، ستعقد الجامعة القروية محمد خير الدين أشغال دورتها الرابعة، خلال شهر أبريل 2014، تحت شعار «شجرة أركان: تراث وثروة» احتفاء بهذه الشجرة التي ترتبط بتاريخ وهوية مناطق جبال الجنوب المغربي دون غيرها من بقاع العالم.