قال عبد العزيز بن عبو عن «الجمعية المغربية لحماية حقوق المشاهد» أن «تجاوزات القناة الثانية كانت متوقعة، وحذرنا منها قبل شهر رمضان، وذلك لعدة أسباب منها أن القناة خرقت سابقا دفاتر التحملات، ونظرا أيضا لقصر فترة إعداد هاته البرامج وكذلك طبيعة الصفقات التي أجرتها مع الشركات المنتجة لها». وأضاف بن عبو، في تصريح ل«القدس العربي» أن الجمعية المغربية لحماية حقوق المشاهد ستعقد لقاء تقيميا نهاية الشهر الحالي للوقوف على التجاوزات التي وقعت فيها القنوات المغربية خلال هذا الشهر، دون إغفال ذكر الإيجابيات. وذلك بحضور مجموعة من الفاعلين في القطاع السمعي البصري، وقال أن المشاهد سيكون ممثلا بدوره في هذا اللقاء. من جهة اخرى وبعد بعد أن لاقت الدعوة التي تبنتها الجمعية المغربية لحقوق المشاهد في رمضان المنصرم تجاوب من طرف المجتمع المغربي، تعود اليوم مجموعة من الناشطين والفاعلين الإعلاميين للإحتجاج بتحديدهم ليومي 3 و4 من شهر غشت (25و26 من شهر رمضان) لمقاطعة برامج القنوات التلفزية المغربية كرد فعل إحتجاجي على ما تقدمه القنوات من مواد تلفزية يصغفونها بالمتدنية المستوى والمضمون خلال الشهر الكريم. واطلقت المقاطعة لبرامج القنوات التلفزية الحكومية خلال فترة الإفطار العام الماضي في حملة «إفطار بدون تلفزيون» إحتجاجا على الوضع الذي وصفته الجمعية بالمخجل والدوني المستوى. واكد الناشطون أن الإنتاجات الوطنية تعاكس متطلبات الخدمة العمومية التي يشترط فيها تقديم إنتاجات ذات جودة ومضمون هادف يرقى لتطلعات المشاهدين، وأوضحت دعوات الناشطين إلى مقاطعة القنوات العمومية بأن هذه القنوات باتت تطرح مشكلة حقيقية تستوجب اتخاذ قرار بالابتعاد عن مشاهدة ما تقدمه من برامج ولو ليومين اثنين، متسائلين ماذا يمكن أن يحدث لو تم تعميم مقاطعة هذه القنوات، سوى أن المشاهدين سيريحون أعصابهم من التفاهات المعروضة». وشددت دعوات المقاطعة على مسألة مساهمة المواطن المغربي في تمويل هذه القنوات التلفزية، عبر سداد الضرائب المفروضة عليه، وبالتالي يعتبر من حقه أن يشاهد ما يستحقه ذكاؤه من مواد وإنتاجات رمضانية تليق بفكره وكرامته. وأجمع الناشطون على أن أغلب الإنتاجات الدرامية لا تعكس الهوية المغربية بتعدد روافدها، إلى جانب أن كثيرا من الأعمال تسيء إلى صورة المرأة المغربية وتحط من كرامتها. وعرضت قناة «سكاي نيوز عربية» تقريرا خاصا عن الضجة التي أحدثتها أخطاء في «سكريبت» برنامج الكاميرا الخفية «جار ومجرور» بالقناة الثانية. وقدم التقرير آراء خبراء قالوا بأن «الإبداع أساسا في المغرب ما زال بعيدا عن تناول قضايا الجمهور العريض»، وأن ثمة مشكل في كيفية «استثمار التعبير في الإبداع عموما». وما حدث في برنامج الكاميرا الخفية، وبأنه: «تبين فيما بعد أن بعض المقالب فيها مفتعلة، أمر رأى فيه البعض سخرية من المشاهدين ويعكس الطريقة التي ينظر بها القائمون على مثل هذه البرامج للمشاهد المغربي». وأن «المواطن المغربي أصبح يحتج من خلال مجموعة من السلوكات، كان يحتج في السابق بشكل صامت. الآن هناك وسيلة أخرى للاحتجاج وهو ما عبر عنه من خلال فضح بعض هاته المقالب التي كانت نوعا ما «مغشوشة» في إشارة للانتشار الواسع لمقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تبين على أن البرنامج تم تصويره باتفاق مسبق مع بعض الممثلين والفنانين المغاربة ضيوف الحلقات. كما تحدث التقرير عن «مسألة أخرى وهي غياب النوعية وغياب الجودة، وأيضا غياب الفكر وغياب الإبداع».