عادت ميدلت للدخول من جديد في غليان شعبي جديد، وهذه المرة بسبب حالة الوضع الصحي على مستوى الإقليم جراء استهتار وزارة الحسين الوردي بنداءات مواطني وفعاليات هذا الإقليم، ومعهم أسرة الصحة نفسها، لتأتي النقطة التي أفاضت الكأس إثر وفاة مواطنة شابة، يوم الجمعة الماضي 26 يوليوز 2013، ما حمل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بميدلت إلى دعوة المواطنات والمواطنين، وكافة الهيئات السياسية والنقابية والجمعوية، إلى المشاركة المكثفة في الوقفة الاحتجاجية المزمع خوضها في العاشرة ليلا من يوم الجمعة 2 غشت 2013 أمام المستشفى الإقليمي لأجل التنديد بما وصفه نداء الوقفة ب»الوضع الصحي الكارثي»، و»التجاهل التام للمسؤولين إزاء المطالب العادلة والمشروعة المتعلقة أساسا بالحق في الصحة كحق من حقوق الانسان»، ومن ذلك ما يهم النقص المهول في المعدات والموارد البشرية الذي يشكو منه المستشفى الإقليمي الذي كلف «روح» مواطنة بريئة أخرى في عز شبابها. ويتعلق الأمر ، حسب مصادر «الاتحاد الاشتراكي» بالمسماة قيد حياتها رشيدة حسيكو من عائلة معروفة بلقب «أجلين»، هذه التي لم تبلغ ربيعها الواحد والعشرين من عمرها، وتقطن بآيت الربع بميدلت، نقلت للمستشفى الإقليمي لأجل وضع حملها بعد أن جاءها المخاض وباتت على وشك الولادة، ولأنها كانت بحاجة إلى عملية قيصرية، فإنها لم تعثر على من ينقذها جراء وجود الطبيبة الوحيدة في إجازة مرضية أو صيفية، ما دفع بإحدى الممرضات المولدات إلى التدخل بعد أن أصبحت المعنية بالأمر قاب قوسين أو أدنى من الهلاك، حيث حاولت هذه المولدة بإمكانياتها البسيطة توليد المواطنة بطريقة طبيعية، لتصاب المواطنة بنزيف داخلي نقلت إثره على وجه الاستعجال نحو أحد مستشفيات مكناس في وضعية صعبة، إلا أنها فارقت الحياة على مشارف مدينة آزرو وعادت إلى مدينتها جثة هامدة. فاجعة حالة هذه المواطنة أثارت سخطا واستياء عارما، وعادت بالرأي العام المحلي والإقليمي إلى الحديث مجددا عن وضعية المستشفى الإقليمي بميدلت، الذي ورغم الجهود المبذولة من طرف إدارته والعاملين به، لا يزال ضعيفا أمام الاستجابة الحقيقية لانتظارات المواطنين، إذ لم يعد مقبولا أن تظل وزارة الصحة على موقفها المستخف بحالة وجود طبيبة واحدة/ وحيدة لحوالي 180 ألف نسمة، شأنها شأن طبيب جراح لا ثاني له ولا شريك بهذا المستشفى، علما بأن وزير الصحة الحسين الوردي سبق له أن زار المنطقة خلال دجنبر العام الماضي، وكم كان المواطنون يعلقون آمالا كبيرة على أن تتوج زيارته ببرامج ومشاريع حقيقية تحد من معاناتهم الصعبة مع مراكز صحية ومستوصفات تفتقر للأطر الطبية والتجهيزات الضرورية والأدوية اللازمة، بالأحرى مستشفى عاصمة الإقليم الذي يشكو من قلة التجهيزات والأطر الطبية المختصة، وكان طبيعيا أن يجد الوزير في استقباله عدة احتجاجات. ويشار إلى أن وزارة الصحة المغربية لا تزال مصرة، رغم ما يقع من وفيات، على رفع عدد من الاستراتيجيات والاجراءات التي تقول بأنها وضعتها بهدف تحسين الصحة الإنجابية، من خلال وضع مخططات لصحة الأم والطفل، ومنها الاستراتيجية الوطنية للصحة الإنجابية 2012-2016 الهادفة إلى ضمان الخدمات المندرجة في إطار الصحة الإنجابية، والرعاية الصحية المستعجلة والطارئة، إلا أن الوزارة لم تتحرر من المواقف القدرية ولغة «القضاء والقدر» عندما يتعلق الأمر بوفاة النساء الحوامل، ومن هنا أكد لنا مصدر من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بميدلت أن الجمعية ستطالب، خلال وقفتها الاحتجاجية، بفتح تحقيق في ظروف وتفاصيل وفاةالمواطنة رشيدة حسيكو، وستعلن عن مواقفها التصعيدية.