إذا كان علي الفاسي الفهري قد تمسك باستقالته من تسيير الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فإنه تجاوب مع مكونات الجمع العام الانتخابي لفريق الفتح الرياضي، الذي احتضنه المركب الرياضي مولاي الحسن، مساء أول أمس السبت بالرباط. الجمع العام، الذي مر في سلاسة تامة، وعرف نقاشا هادئا وحضاريا، انتهى بالتصويت - وبالإجماع - على التقريرين الأدبي والمالي، كما بين أن فريق الفتح الرياضي، بكل مكوناته، متمسك بعلي الفاسي الفهري رئيسا لولاية ثانية. الجمع العام أعطى للرئيس الصلاحية لاختيار فريق العمل والاستمرار في ورش بناء الفريق بطريقة تنم عن احترافية كبيرة في التسيير، وكان الافتخار بالمركب الرياضي الأمير مولاي الحسن خير دليل على نجاعة هذا التسيير، والبعد في النظر والعمل على الاقتراب أكثر من المحبين والأنصار، خاصة وأن هذا المركب يضم مرافق حديثة، تتوفر على كل ما تتطلبه كرة القدم الحديثة. سلاسة الجمع العام، تميزت بالطريقة التي قدمت بها الملاحظات، إذ أنه لم يكن هناك أي تشنج أو أية ردود أفعال من أي طرف، بالرغم من أن النقاش انصب على التكوين، وعلى غياب الجماهير، وكذا العلاقة بين المكتب المسير والمنخرطين. واعتبر علي الفاسي الفهري أنه لا وجود لأية نية للإقصاء، وأن ما شوش على العلاقة بين المكتب والمنخرطين هو غياب التواصل، وهو شيء يجب تجاوزه، خاصة وأن من بين منخرطي الفتح الرياضي توجد مجموعة من الأطر التي يمكن الاستفادة من خبراتها وأفكارها. وأكد رئيس الفتح على أن تشكيلة المكتب المقبل ستنفتح على هذه الطاقات، وأنه لابد من ضمان الخلف. علي الفاسي الفهري أكد أيضا على ضرورة المصالحة مع الجماهير، واعتبر المركب الرياضي مولاي الحسن عاملا من عوامل هذه المصالحة، لأنه يمثل بالفعل ملعبا للقرب. وبخصوص الجانب المالي، أوضح علي الفاسي، بأن الفريق لايتوفر على مالية خارقة، وأنه يوجد ضمن الفرق المتوسطة، كما أنه فريق يعطي أهمية كبرى للتكوين، ورغم تواجد الفريق القوي ضمن المنافسات الإفريقية، أقر علي الفاسي الفهري بأن الفريق يحتاج إلى إنجاز على مستوى البطولة، ليكتمل عقد إنجازاته. وكان الجمع العام قد افتتح بعرض شريط وثائقي استغرق أكثر من ساعة، أشرف على إعداده المدير العام للنادي محمد الزغاري. وقد كان شريطا موفقا حيث عاد بالجمع العام إلى بداية الفريق منذ سنة 1946، وكيف أن هذا الفريق جمع بين العمل الوطني والرياضي، وكيف أن المرحوم الحسن الثاني كان رئيسا شرفيا له، وكيف عاش في عهد المرحوم الأمير مولاي عبدالله أزهى أيامه، كما كان فرصة للاعبي فريق الفتح الشباب مشاهدة لقطات من مباريات من التاريخ كان من جواهرها، الجوهرة السوداء العربي بن مبارك. وبعيدا عن الماضي والتاريخ، كان الاحتفاء باللاعب محمد بنشريفه، الذي أنهى مشواره الرياضي مع فريق الفتح، وكان الوداع بهدية من الأنصار، وأخرى من المكتب، وسلهاما مغربيا أصيلا من رشيد بلافريج، نائب رئيس الفريق.