شرعت حركة الطفولة الشعبية منذ سنة 1988 في تنفيذ برنامج يهدف ، في إطار شراكة مع الدولة، إلى تخصيص مراكز التخييم للمنظمات التربوية بمنح حق تسيير مركز تخييم لها باتفاق وتحت إشراف وزارة الشبيبة والرياضة، من أجل تجديد مركز التخييم وتحسين الشروط المادية والمعنوية لإقامة الأطفال المستفيدين وجعلها تحت مسؤولية مشتركة في التدبير والتسيير. والتخصيص ، موضوع مقترحنا، ليس تفويت ملك أو خوصصة ممتلكات الدولة وقد يكون أقرب إلى تدبير مفوض ( استغلال + تجديد + تشييد + إعادة هيكلة + صيانة ). ويستهدف هذا البرنامج إعادة توزيع مخيم عين خرزوزة (ناحية أزرو) بكامله في هندسة حديثة تعتمد البناء الصلب وإعادة تجهيزه بما يلزم لإيواء وتغذية و تنشيط تمكن من استقبال 1600 إلى 1800 طفل في ظروف أمنية ملائمة وبرامج تربوية هادفة وتوسيع مجالاته، كما يروم البرنامج فتح المخيم للاستغلال الدائم عوض استغلاله فقط صيفا لاعتماده على الخيمة كوحدة استقبال أساسية. وعملت الحركة منذ ذلك التاريخ على تأهيل منشآت مخيم خرزوزة وترميمه وإصلاح أدواته، وعبأت إمكانيات مادية ضخمة، وجهدا بشريا هائلا من أطر الحركة، حيث قامت بترميم و إصلاح أدوات التخييم وكذا إصلاح بعض المنشآت القارة وتوسيع المخيم ببناءات صلبة ومطابخ فرعية وتعويض الخيام بحجرات نوم بالبناء الصلب بمخيمين فرعيين وإعادة هيكلة أكواخ كبرى ومستوصف وحمام ومراجعة شبكة توزيع الماء، وحفر بئر وتجهيز خزان ماء، وربط المخيم بشبكة الكهرباء وإصلاح المسبح والحمام الرئيسي والمصبنة. وتغيير وجه المخيم بإقامة منشآت قارة وبفتح مختلف فضاءاته بعدما طالها الإهمال والنسيان، وبعد أوراش البناء والإصلاح؛ أصبح المخيم يستقطب اليوم أكثر من 1000 طفل بعدما كان العدد لا يتجاوز 400 مستفيد، يقيم الآن ثلثهم تحت البناء الصلب، وهو مزود بمياه كافية من عينه الطبيعية والبئر والخزان الجديد اللذين أقامتهما حركة الطفولة الشعبية. ومن النتائج المادية لهذا البرنامج بخرزوزة، توسيع دائرة المستفيدين من المخيم والعطلة باستقطاب آلاف الأطفال للتخييم والعديد من الجهات لهذا النشاط ، وبهذا تكون الحركة قد ساهمت بتواضع ، في تغيير وجه خرزوزة وإرساء حقيقة إمكانيات المساهمة والمشاركة المواطنة المسؤولة. وعند كل تغيير على رأس الوزارة أو بين أركانها تقوم الحركة بتقديم متجدد لهذا البرنامج وتضطر في بعض الأحيان لتعديل برنامج أشغال أو القبول بتغيير في خطط التدبير والتسيير بما يلائم ظروف تلك السنين، وكانت هناك اتفاقات ثنائية متعددة في الماضي أخذت شكل مراسلات وتقارير عن اجتماعات دورية وزيارات ميدانية واتفاقية إطار ولقاءين يتيمين للجنة مشتركة محدثة قانونا ومشاركة متكررة في تدبير وتسيير المخيم بتسمية في قرارات رسمية. ويضيف بيان الحركة «.. استبشرنا خيرا بعد التصريحات الأولى للمسؤول الأول بعيد تعيينه حول الشكل الذي يجب أن تصير إليه مخيماتنا، كقناعة عن ضرورة تجديد المخيمات وأدواتها لتردي حالتها، وعملت حركتنا على فتح نقاشات متجددة مع الأطراف المعنية من داخل الوزارة الوصية وجهات أخرى متدخلة وطنيا وجهويا وأمدتها بكل ما يلزم من توضيحات وتدقيق للمقترحات والبرامج والإنجازات، وسجلنا في حينه انخراطا كليا ودعما واضحا من طرفها للمشروع / البرنامج، وطالبت حركة الطفولة الشعبية بمقابلة مسؤولين من مختلف المستويات، وبعثت بملفات ووثائق، ولم تتلق أي رد مثلما عهدنا ذلك منذ أن سنت الوزارة على عهد وزير سابق، ُسنة المشاريع / الاتفاقيات، حيث قدمت الحركة مشروع خرزوزة، ولم نتلق من الوزارة جوابا عنه ولم ترجع الوزارة ملاحظاتها ، كما هو مطلوب في مساطر تقديم المشاريع ولا أبلغتنا بسبب وعوامل عدم الاستجابة المشروع . وتقدمنا بطلبات في الموضوع منذ أكثر من سنة وجددناها وذكرنا بها، وانطلقنا نعد العدة لصيف 2013 حيث تضمن برنامج الحركة لأوراش صيف 2013 ، بناء مطعم ومطبخ مخيم العقرب بحمولة 180وتهيئة ارضيات أربعة أكواخ ، إضافة إلى تدعيم جدران وأسقف إدارة مخيم خرزوزة وتحضير أرضية مطعم ومطبخ مخيم البناة وكذا ترميم أسقف أكواخ مخيم الارنب وإصلاح أبواب المرافق الصحية ونوافذ مخيم الكوخ 24 ، إضافة إلى إصلاح أرضية وجوانب المسبح». وتابع البيان «وفي ما يتعلق بالجانب البيئي، فكان مقررا إعادة التشجير وتنظيف المخيم والغابة المحيطة من الشوائب غير الطبيعية المتراكمة به، وكذا تحضير حفر الازبال بالمخيمات الفرعية والمعابر والممرات، و تحضير مساحة هكتارين في الهضبة العليا لعملية إعادة تشجير في وقت لاحق عند موسم الغرس بتسييجها وتحضير الحفر اللازمة وكذا المنطقة المحيطة بمركز الاستقبال والمسبح دون إغفال القيام بدراسات حول البيئة والغابة وعلوم الارض، وذلك في إطار حلقات التكوين الموجه لأطرنا المتطوعة. وبعد تكرار معاناة حركة الطفولة الشعبية، والتي تتمثل في استفحال سياسة تهميش مجهود استمر لأكثر من 25 سنة وإقصاء متعمد لمشاركة مواطنة لحركة تربوية آلت على نفسها المساهمة المباشرة المتمثلة في بديل ملموس لأزمة بنيات وهياكل المخيمات التي تزداد استفحالا بسبب غياب خطة وطنية مندمجة للجواب عن حق الأطفال المغاربة (كل الأطفال) في عطلة منظمة ومخيم تربوي ملائم ، (وليس فقط رفع أعداد المسجلين على أنهم مستفيدون بدون مواكبة في توسيع الفضاءات وإضافة التجهيزات ونهج سياسة تكوين وتأطير ملائمتين للأهداف المتوخاة) ؛ رغم أنها قدمت كدأبها، برنامجا مدققا لصيف هذه السنة، والذي هو بلورة لما جاء في الحوارات السابقة منذ غشت الماضي وتفعيل لمخطط التهيئة. وبعد أن سجلت الحركة غياب «... مساهمة في التحضير وغياب حصة من تجديد أدوات التخييم وغياب تواصل في المستوى الذي عهدناه سابقا وعدم ايلاء الاهتمام المطلوب لحل مشاكل بنيوية متراكمة فيه مثل إقامات الحراس وأشباههم في داخل المخيمات وأخيرا احتلال جزء من منشآت المخيم من طرف غرباء، وإذ سجلت غياب رد رسمي على مراسلاتها، واستغربت لغياب خرزوزة من مخطط تهيئة برنامج ال 19 مخيما ولا تمكين الحركة من منحة خاصة دعما لبرنامجها في الإصلاح والبناء أو حصة للإصلاح والترميم وتجديد أدوات الإقامة والتخييم بنسبة تعادل نسبة المحتمل تخييمهم بها بالمقارنة مع مخيمات أخرى يصب فيها الكثير ...» ( من رسالة مرفوعة مؤخرا إلى وزير الشباب والرياضة في هذا الشأن) . «فإن حركة الطفولة الشعبية تعلن، مضطرة اليوم، تعليق الأوراش المبرمجة لهذا الصيف، وتؤكد على تشبثنا بروح مشروعنا وبأهدافه التي ترسخت في قلب اختيارات الحركة، والذي هو مساهمة منا في تطوير المخيمات كمنشآت وخلق مجالات آمنة للأطفال وعموم المستفيدين بدون نوايا ضيقة ولا حسابات خاصة، وتؤكد على قرارها بالاحتفاظ ببرنامجها في ورش خرزوزة وإعادة جدولته حالما تتجاوز الوزارة المعنية هذا الموقف السلبي لما فيه خير بلادنا وطفولتنا ومخيماتنا، وتدعو كافة الذين ساهموا معها ، من أبنائها وقدمائها والمتعاطفين معها، أن يظلوا ملتفين حول روح مشروع خرزوزة الذي بصم تاريخ الحركة ووشم كل أبنائها وأكد مصداقيته وفعاليته على أرض الواقع في أننا بخرزوزة نبني وطننا».