استطاعت نقابة صيادلة ولاية مكناس وضع حد للفوضى التي عرفتها المدينة في الأيام الأخيرة، وتعرضت خلالها صيدلانية لاعتداء نقلت على إثره إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية، وحرر محضر في الموضوع، بعد أن تطاول صاحب صيدلية على القانون المنظم للمهنة، وقرر فتح صيدليته في وجه العموم إلى غاية 11 ليلا من كل يوم دون إذن مؤسستهم النقابية الموكل لها وضع جدول الحراسة بمختلف مناطق المدينة للتسهيل الولوجية إلى الدواء في أوقات تكون عموم الصيدليات مغلقة، قبل أن تتدخل السلطات الولائية لتعيد الأمور إلى نصابها. وجاء تدخل النقابة، حسب أقوال الرئيسة، «بهدف ضمان حقوق الجميع ومنع الفوضى التي تستهدف مهنتنا، حتى يبقى هذا القطاع قطاعا خدماتيا ومساهما فاعلا وشريكا أساسيا في بلورة سياسة دوائية ناجعة تخدم مختلف شرائح المجتمع، خاصة أن قطاع الأدوية يرتبط ارتباطا وثيقا بالأمن الصحي للمواطنين»، مشيرة الى أن مجموعة من الصيادلة انتقلوا إلى عين المكان مدعومين بأعضاء المكتب النقابي للوقوف على هذا النوع من التجاوزات التي يعاقَب عليها قانونيا، واعتصموا أمام الصيدلية المتواجدة داخل سوق مرجان تنديدا بهذا العمل الذي لا يخدم القطاع، حيث طالب الصيادلة المحتجون بشكل ودي المعني بالأمر بضرورة التزام بمواقيت الإغلاق، واحترام أيام الحراسة إسوة بباقي الزملاء». وقد وجه المكتب المسير اتهاماته لما يقع بالمدينة من فوضى وعبث، في بلاغ له توصلت الجريدة بنسخة منه، إلى بعض اللوبيات التي تعمل على تشويه المهنة، وتحاول تمييع دور الصيدلي كإطار يساهم في تفعيل السياسة الصحية في البلاد، وتكفل بالمرضى بعد توفير لهم الدواء، وتختزله في السعي وراء الأرباح، كما يشير البلاغ إلى أن هناك من يريد فسح المجال أمام الفوضى، بقطاع يعيش اليوم وضعية تنذر بالخطر، وسط عدد من المتربصين يريدون النيل من مكانته التي يحظى بها في أوساط المجتمع المغربي، حيث ما فتئ أن تحرك الصيادلة نحو المركز التجاري وإلا تحركت القوات المعادية واتهمت الصيادلة بالجشع والأنانية، لتلبس من جديد طاقية الإخفاء وتتقمص دور المدافع عن مصلحة المواطنين، وتنتقد جدول الحراسة الليلية الذي لا يتماشى في اعتقادها مع حجم المدينة، معتبرا أن المهنة تطغى عليها العقلية التجارية. كما حاول المكتب النقابي الكشف عن المؤامرة التي تحاك ضد هذا القطاع للنيل منه ومن أجهزته المحلية والوطنية، وذلك بزرع الفتن والتشويه من صورته ومكانته، وذلك باستغلال العديد ممن يجهلون واقع القطاع وتنظيماته التي يؤطرها قانون الذي يعلو ولا يعلى عليه. وناشد المكتب المسير عموم الصيادلة أن يكونوا على حذر ويقفوا في وجه كل من أراد أن يضر بمصالح المهنيين ويتطاول على السير العادي لمؤسستهم النقابية، مشيدا بالاستجابة الفورية للمكتب التنفيذي للفيدرالية الوطنية لنقابات صيادلة المغرب ولبعض أعضاء المجلس الفيدرالي وعدد من الصيادلة من مختلف المدن المغربية، الذين انتقلوا لمؤازرة زملائه بمدينة مكناس من أجل حماية الصيدلي والمريض من عدد من التصرفات غير القانونية، ولإيقاف كل العابثين بشؤون القطاع الذي يسعى القائمون على إدارته إلى خلق توازن وتوزيع محكم للحراسة الصيدلانية تراعي خصوصية المدينة.