بعد أن فضل الخلود للراحة بعد انفصاله قبل موسمين عن الدفاع الجديدي، يعود الإطار الوطني فتحي جمال إلى أجواء البطولة الوطنية، عبر بوابة الوداد الرياضي الفاسي، الذي سيقوده لموسمين. فتحي جمال اختار ركوب التحدي الفاسي، ويراهن على تكوين فريق قادر على المنافسة على الرتب الأولى. في هذا الحوار نقف على دوافع اختياره فريق الواف، ورهاناته، والعديد من النقط التي تطبع البطولة الوطنية. كيف تم التعاقد مع الوداد الرياضي الفاسي، في الوقت الذي غبت عن الساحة الرياضية؟ بكل صراحة غيابي عن التدريب كان نتيجة عدم جدية بعض المسيرين، مع احترامي للعديد من المسؤولين الذين تعاملت معهم، حيث لم أتقبل ذلك ورفضت العودة للتدريب، وفضلت أخذ قسط من الراحة. فيما يخص التعاقد مع الواف، فقد اتصل بي الرئيس عبد الرزاق السبتي قبل سنتين، وتجدد الاتصال هذا الموسم، حيث كان الاتفاق على تحمل مسؤولية الإدارة التقنية. ناقشنا وتكلمنا المشروع المستقبلي للفريق، حيث كلفت المدرب المساعد محمد خربوش، الذي تتبع الفريق طيلة الموسم وكذلك فريق الشبان، حيث قدم لي تقريرا مفصلا. من خلال التداريب، وقفت على العديد من الأشياء داخل الفريق، هل يتوفر على كل المقومات اللازمة للتنافس على مقعد أحسن هذا الموسم؟ فريق الوداد الرياضي الفاسي ليس فريقا ضعيفا، بل بالعكس، فهو فريق يلعب كرة قدم حديثة متطورة، إلا أنه يفتقد للصرامة والجدية، خاصة في الدقائق الأخيرة من عمر لقاءاته، حيث ضيع العديد من النقط، ثم هناك غياب التركيز، وهذه أشياء يجب علي تصحيحها، كما أن العديد من اللاعبين لم يلتحقوا بعد، وهناك من رحل وهناك من ينتظر تجديد العقد. وعلى العموم، فنحن نشتغل ونعمل على اختبار العديد من اللاعبين، وهنا أذكر عودة عثمان بناي والعاطي الله و في نهاية الأسبوع سنعمل على تحديد اللائحة الأولية، قبل أن أرحل إلى الدارالبيضاء من أجل عقد لقاء مع الرئيس للبحث عن 3 أو 4 لاعبين لتقوية التشكيلة، خاصة على مستوى الدفاع بعد رحيل أمين لشهب، ثم صانع ألعاب الذي يقوم بدور المنسق بين الوسط والهجوم، إضافة إلى هداف يعمل بجانب كل من عدنان الوردي وعبد الكبير الوادي. بكل صراحة فالواف ينتظرها العمل الكثير من أجل خلق تشكيلة متكاملة، وأغلب اللاعبين الموجودين تحت تجربة الآن بعيدون عن المشاركة في البطولة الاحترافية. هل هناك تربص في الأفق لإبعاد الفريق عن ضغط الجمهور؟ في شهر رمضان يصعب التربص، لأن الكل يرغب في قضاء هذا الشهر الكريم بمنزله، نظرا للعادات والتقاليد. ولا أظن بأننا سنرحل عن فاس في هذه الفترة، لكننا رغم ذلك نتدرب في ظروف عادية جدا، حيث تتابعنا جماهيرنا، التي تعبر عن مطالبها المشروعة، ونحن بدورنا نعدها بأننا سنعمل على تحقيق مرتبة أحسن بكثير من المواسم السابقة، لكن في المقابل، ينبغي على هذه الجماهير أن لا تتجاوز الخطوط الحمراء، بالتدخل في الأمور التي ليست من اختصاصها. صحيح أن العديد من اللاعبين حضروا للواف وكلفوا خزينة الفريق أموالا إضافية دون أن يلعبوا، لهذا فنحن نحن نعمل على جلب لاعبين قادرين على إعطاء الاضافة. أطلب من الجمهور أن يمهلنا بعض الوقت، حتى نؤسس لمشروعنا على أسس متينة، وهذا لن يحصل إلا بمساعدته وتشجيعه. يقال إن طريقة تعامل المكتب مع الأطر التقنية هي التي تجعل الفريق يعرف انطلاقة متذبذبة، ألا تتخوف من ذلك؟ ليس هناك تخوف، لكن ما يجب علينا القيام به هو العمل. وعلى العكس فالجو ممتاز لحد الساعة، نتوفر على ضمانات من الرئيس عبد الرزاق السبتي، كما أنني اجتمعت مع المكتب المسير من أجل الحصول على الإجماع، لأنه ربما يرحل السبتي، لكن العجلة لا يجب أن تتوقف. إنني أنا اشتغل في ظروف احترافية، وعلينا البحث عن 3 أو 4 لاعبين جدد، حتى نحقق الرهان الأول، والمتمثل في احتلال مرتبة آمنة في وسط الترتيب، وإعطاء صورة مغايرة عن وداد فاس المواسم السابقة. وفي حالة عدم تحقيق النتائج الايجابية فإن فتحي جمال هو الذي سيرحل وليس العكس. البطولة الاحترافية المغربية تتحكم فيها أربعة فرق كيف تحلل ذلك؟ بكل صراحة فإن الإمكانيات المادية والفرص غير متكافئة بين أندية البطولة الاحترافية. هناك فرق أكثر إمكانيات و أخرى بإمكانيات متواضعة جدا. الكل يعلم أن لكي تتوفر على فريق قوي ينافس على اللقب، يجب أن تكون لديك خزينة مليئة بالأموال. للأسف هناك العديد من الأندية تتخبط في المشاكل، وعلى الجامعة والمختصين إيجاد حلول لهذه المشاكل، التي تخرج عن اختصاصي، فأنا مدرب فقط. في السنوات الأخيرة، لاحظنا سيطرة للإطار الوطني على فرق البطولة الوطنية، هل العقود الاحترافية وراء ذلك أم أن الإطار الوطني فرض نفسه؟ أصبح الإطار الوطني مطلوبا سواء بالمغرب أو خارجه، حيث واكب التطور في ميدان التدريب. فضلا عن أن المسير المغربي أصبحت لديه قناعة للتعاقد مع الاطار الوطني، الذي يتعايش مع الضغط ويبحث عن النتائج، نظرا لمحيطه وأصدقائه وكرامته وكبريائه، فهويعمل بجد من أجل الانتصار، بينما المدرب الأجنبي يحضر من أجل السياحة ويعمل دون خوف من الهزيمة، وهذا شيء عادي بالنسبة إليه، لكن هذا ليس حكما عاما، لأن هناك أطرا أجنبية أبانت عن إمكانيات تقنية كبيرة، وأنا شخصيا مع المدرب الأجنبي الذي يمكنه إعطاء الإضافة لكرة القدم المغربية، ويمكنه تكوين من يشتغل معه. هل سيجد فتحي جمال صعوبة في غياب البنية التحتية بفاس؟ سؤال في محله، بالفعل، لقد اندهشت لكون مدينة فاس مدينة كبيرة وتتوفر على فريقين بالبطولة الاحترافية ولا تتوفر على ملاعب للتداريب في المستوى. نحن نتدرب للأسف في ملعب الحسن الثاني مع المغرب الفاسي، وكل فريق في نصف ملعب، خاصة وأننا في بداية الموسم وكل مدرب يريد تنظيم مقابلات للوقوف على مستوى اللاعبين الجدد. إن ظروف العمل صعبة جدا في غياب ملاعب تستعملها عند الضرورة، على كل فقد تقلصت لائحة الفريق، وعلى الرئيس ومستشاره، منصور قريمع، البحث عن عدد من اللاعبين يمكنهم الدفاع عن قميص الوداد الفاسي باحترافية عالية، من أجل تحقيق طموحات وتطلعات الجماهير التي تنتظر منا الكثير. كما قلت سابقا، وسأعيدها مرة أخرى، فالمدرب فتحي جمال لا يبيع الأحلام والوهم، بل يعمل على أرضية الملعب بما لديه من اللاعبين، ومن هذا المنبر مرة أخرى أكرر بأن الوداد الرياضي الفاسي في حاجة لثلاثة أو أربعة لاعبين في مواقع حساسة (الدفاع ووسط الميدان والهجوم)، وإذا تحقق هذا الأمر، فإنني أعلن بأن الواف ستبصم على موسم أحسن، وبعدها سننافس في الموسم الثاني على المراتب الأولى. خاصة وأن العقد الذي يربطني بالواف يمتد لسنتين وقابل للتجديد في حالة تحقيق نتائج إيجابية. اليوم أصبح بعض الحياحة يفرضون على المكاتب المسيرة الكثير من القرارات، ويدفعون في الغالب إلى التخلي عن المدربين، كيف تعلق على الأمر؟ صحيح أصبح الوضع شاذا، لدرجة أن المسير يضحي بالمدرب من أجل مركزه، دون التفكير في الغد، وهذا ما يؤثر سلبا على الفريق ككل خلال الموسم. أنظر معي في قراءة سريعة للأندية التي تعذبت في أسفل الترتيب، كلها لم تعرف الاستقرار التقني، وتعاقب عليها العديد من المدربين، دون أن أذكر الأسماء. في الحقيقة كان الحظ بجانبي حيث تعاملت مع مسيرين في المستوى ولهم شخصية قوية ومنحوني من الوقت ما يكفي لتكوين الفريق، إن على المستوى الأندية أو المنتخبات. للأسف اليوم الكل يبحث عن النتائج الظرفية وهذا يجعل المدرب والمسير يبحثان عن اللاعب الجاهز والمجرب لتحقيق النتائج . كانت لك عروض من داخل وخارج المغرب ورفضتها. قبل أن تتعاقد مع الوداد الفاسي. ماذا تمثل فاس بالنسبة للمدرب فتحي جمال؟ أحب هذه المدينة لأنها هادئة، وهي العاصمة العلمية للمملكة المصنفة تراثا علميا. بفاس تسود الأخلاق والتربية والمعاملة الحسنة. كنت أفكر في تدريب أحد الأندية الفاسية واليوم تحقق هذا المراد، نظرا للعلاقة، التي تربطني بالرئيس عبد الرزاق السبتي، والذي تعاقدت معه رفقة الإطار الشاب محمد خربوش. كيف تنظر للحالة التي أصبح عليها المنتخب الوطني المغربي؟ أرجوك، أعفني من هذا السؤال، فكل مايمكنني قوله هو أنني أتمنى حظا سعيدا للنخبة الوطنية. شكرا على هذه الاستضافة ورمضان مبارك للشعب المغربي عامة والرياضيين في مختلف الواجهات على وجه الخصوص.