طغى جو من الاحتقان والتوتر الحادين، داخل المجلس الحكومي المنعقد صباح الخميس برئاسة عبد الإله بنكيران. وأفادت مصادر من داخل المجلس للجريدة، بان استقالات وزراء حزب الاستقلال خيمت بأجوائها على الاجتماع الحكومي وان عددا من الوزراء تبادلوا عتابا اقرب إلى اللوم، مشيرة إلى أن وزراء العدالة والتنمية، بدوا وكأنهم مستعجلين رحيل زملائهم المستقيلين من الاجتماع، وان تدخلات الاستقلاليين كانت تواجه بنوع من الاستغراب والتوجس حتى أن وزيرا من العدالة والتنمية أخذته حالة هستيريا من الضحك حين تدخل وزير استقلالي وتحدث إلى زميل له بما مفاده أن الرجل قدم استقالته ويتحدث عن البرنامج الحكومي . مصدرنا أكد أن الأجواء التي سبقت تقديم الاستقالات والحرب الكلامية ساهمت بدورها في شحن الأجواء وقد حاول بنكيران، حسب نفس المصادر، تلطيف الوضع في كلمته التقديمية للاجتماع ، وبعث برسائل إلى كل الجهات، بما فيها حزب الاستقلال ،ونفى بنكيران توجهه إلى استعمال صيغة وزراء تصريف الإعمال والتي تقتضي أن يقوم وزراء بتدبير أمور وزارات أخرى الى حين الوصول الى حل نهائي للازمة. وشدد بنكيران ، بعد تقدمه بتهنئة للملك بمناسبة رمضان الكريم، على ان وزراء الحكومة كلهم معنيون بأداء مهامهم بصفة كاملة و متكاملة. وتمنى بنكيران أن «يوفق الله حكومة جلالة الملك على أداء مهامها بصفة كاملة ومتكاملة لسائر وزرائها. و خاطب بنكيران وزراءه قائلا : أدعو الجميع إلى القيام بالمهام المنوطة بنا والتي هي على أعناقنا، إلى أن يحدث ما أراده الله. واشارالى أن كل وزير عين من طرف جلالة الملك، و لم يعف من طرف جلالة الملك، فهو وزير كامل الصلاحيات، مكلف بالقيام بواجباته كاملة، بإخلاص كامل للوطن، بجدية و اجتهاد و نشاط، بحماس و بحيوية، إلى أن يعفيه جلالة الملك لسبب ما يراه هو. وختم بنكيران كلمته قائلا، بان غير هذه الاعتبارات أيا كان نوعها، و التي من شأنها ان يعفى وزير ما من مهامه بسببها، تعتبر، كلمات من بين الكلمات، في إشارة لقرارات حزب الاستقلال المتتالية حول خروج وزرائه من هذه الحكومة. ومازالت تداعيات قرار حزب الاستقلال تثير تطورات جديدة في انتظار حسم القضية في الأيام القادمة،وتفعيل الفصل 47 من الدستور وكذا بروز مخارج جديدة للازمة الحالية سواء بحكومة اقلية او البحث عن التحاق اغلبية جديدة او الذهاب لانتخابات سابقة لاوانها .