على إيقاعات الموسيقى الأصيلة والكلام الموزون، ودعت مدينة ورزازات ليلة السبت 29 يونيو 2013 مهرجان تماوايت في طبعته السابعة التي امتدت على مدى ثلاثة أيام والتي نظمتها جمعية أنفاس للبحث والتبادل الثقافي بشراكة مع المجلسين البلدي والإقليمي لورزازات. فعاليات الدورة اختتمت بأمسية ساحرة بقصر المؤتمرات افتتحها الفنان المبدع نصر مكري الذي أدى مجموعة من أغانيه التي تجاوب معها الجمهور بشكل رائع. وقدمت الشاعرة المقتدرة أمينة إيقيس بعضا من أشعارها التي أدتها بطريقتها المتميزة وسافرت بجمهورها العريض في عوالم الشعر باسطة سيطرتها على الفضاء ناشرة صمتا رهيبا لم يكسره سوى صوتها الصادح في أرجاء قصر المؤتمرات، ونقلت أمينة المشعل للشاعر التونسي عمر فرج الأزرق الذي أتحف الجمهور بجزء من حماقاته الشعرية كما يحلو له تسميتها. وتواصلت فقرات الأمسية الختامية بمجموعة محمد ملال التي قدمت مجموعة من الأغاني من ريبرتوارها الموسيقي الأمازيغي الغني ، حيث أتحفت الجمهور بأغاني "سويغام إيمان"، " أنايغ أوسان دازرين" و" ديغد أيما" قبل أن يعود الشعر من خلال الشاعر محمد الزرهوني ومحمد أبوشهاب الذي قرأ قصيدتين للزجال محمد عليلوش. وسافرت فرقة أصدقاء الموشحات القادمة من مراكش بالجمهور في عالم الطرب الأصيل بأدائها لأغان خالدة رددها معها الجمهور في تناغم تام، فيما كان مسك الختام أمازيغيا من خلال أغاني مجموعة حميد يوكرتن. وكانت فعاليات الدورة قد انطلقت مساء يوم الخميس 27 يونيو 2013 بالأمسية الافتتاحية التي عرفت تألق الفنانة الرائعة كريمة الصقلي التي قدمت في أول لقاء لها مع الجمهور الورزازي طبقا فنيا ساحرا سافرت من خلاله بجمهورها في عالم الموسيقى الأصيلة التي اخترقت بها قلوب جمهورها الذي تفاعل مع أدائها لحظة بلحظة وافترق معها دون أن يروي عطشه على أمل لقاء قادم قد يشفي الغليل. كريمة أدت رفقة فرقة زروال ، وبصوتها الشدي أغان رددها معها الجمهور في تناغم وتناسق تامين أضفيا علي ليالي ورزازات طابعا خاصا، حيث غنت نصوصا صوفية لابن العربي لحنها كل من سعيد الشرايبي ورشيد زروال رئيس الفرقة الموسيقية التي صاحبت الفنانة المقتدرة، كما أدت مقاطع موسيقية عالمية تراوحت بين الشرقي والغربي مسافرة بجمهورها عبر ريبرتوارها الفني الذي حملها الى العالمية وبوأها مكانة خاصة في قلوب الجماهير. الأمسية الأولى للمهرجان عرفت أيضا تقديم عبد الحق مبروك ABDEL SAX للوحات فنية على آلة " السكسوفون" التي يتقن اللعب بها بشكل أذهل الجمهور الورزازي الذي يعرفه جيدا خاصة أنه تمكن من البصم على مسيرة فنية متميزة نقلت شهرته عبر ربوع المغرب وخارج أرض الوطن. واعتبر مبروك المهرجان من أفضل المهرجانات التي يتنبأ لها بمستقبل واعد خاصة أنه في مسار تصاعدي وأنه يتيح للفنانين فرصة التواصل فيما بينهم والتأسيس لتجارب مشتركة ، مشيرا الى أنه يهيء تجربة جديدة " جاز مغربي" سيشارك فيها فنانون عالميون سيعلون على تهييئها للدورة القادمة، منوها بمستوى الجمهور الورزازي الذي وصفه بالمتميز والذواق الذي يصغي بشكل راق لمختلف الألوان الموسيقية الأصيلة. وحضر الفنان نصر مكري، حامل مشعل الاخوان ميكري، بتجربته الفنية خلال فقرات اليوم الأول، حيث أدى ثلاث أغاني منها أغنيتي الاخوان مكري " ليلي طويل " و" هي دي دم دم" وأغنية جديدة من ألحانه الخاصة تحت عنوان " أنظري" كلمات الموسيقار حسن ميكري. كما التقت الجماهير لأول مرة فرقة "بوغانيم" التي قدمت من مدينة تيفلت لتقدم للجمهور الورزازي عصارة تجربتها الفنية التي تجر وراءها أزيد من عشرين سنة وبدأت تجد لها مكانا في مختلف المهرجانات الوطنية عبر أشعارها المغناة وعروضها الفرجوية. الأمسية الأولى عرفت حضور الشعر من خلال أداء كل من أحمد المسيح الذي التقى جمهور ورزازات للمرة الثانية على التوالي وفاطمة الزهراء بنيس التي قدمت من تطوان لتقدم مجموعة من أشعارها، فيما شارك الشاعر الأمازيغي " أغطاف" بقصيدتين أهدى الأولى للطلبة والثانية للمرأة بالجنوب الشرقي. وتألقت فرقة زروال خلال الأمسية الثانية بأداء مقطوعات موسيقية عالمية، كما قدمت فرقة دروب برئاسة الفنان مصطفى الوردي بعضا من جديد أعمالها، فضلا عن مجموعة نفس للموسيقى الروحية. كما حضر الشعر من خلال قراءات لكل من الجزائرية سمية محنش ثم سناء زهيد ، حفيظ اللمثوني ويونس تهوش. وعلى هامش المهرجان، تم تنظيم معرض للفنون التشكيلية بمشاركة الفنانين محمد شريفي و ثريا زايد و عبد المالك بومليك و محمد ملال. كما عرفت الدورة تنظيم ندوة فكرية حول موضوع " السينما و الشعر" بحضور الأساتذة بنعيسى بوحمالة، عبد السلام فيزازي و مصطفى أفقير.