خرجت إدارة مصحة الجنوب بمراكش ، عن صمتها في قضية الراحلة نجية بلقايد التي أثارت وفاتها احتجاجات متوالية ، و اتهامات في حق المصحة و أطبائها ، بالإهمال و التقصير ، و عقدت ندوة صحفية لتوضيح موقفها من النازلة ، و من طبيعة ردة الفعل التي نجمت عنها . و قالت إدارة المصحة، في بلاغ وزعته على ممثلي الصحافة الذين حضروا للندوة الصحفية التي أقيمت مساء الأربعاء 26 يونيو 2013 ، «إنه في يوم 10 يونيو ، و بالضبط على الساعة 12 و النصف ، تم اكتشاف سيدة في حالة صحية جد سيئة لم ينفع معها علاج ، رغم تسخير كل الموارد البشرية و التقنية» . و أوضحت إدارة المصحة ، «أنه رغم كل التوضيحات التي قدمت للعائلة ، قامت بعض الجهات المكونة من نقابات و منظمات حقوقية و حزب سياسي ، بتنظيم وقفات رددت خلالها شعارات زائفة لاصلة لها بالواقع ، بل هي عبارات شتم و سب و قذف في حق الطب و الأطباء ، و نجمت عن ذلك عرقلة الولوج إلى المصحة ، بما في ذلك الحالات المستعجلة ، و عدم احترام راحة المرضى المتواجدين بالمصحة ، و الإساءة إلى شرف و كرامة الطبيب» . «بل هي إساءة في تقدير إدارة المصحة حتى لمنظمي هذه التظاهرات لكونهم أساتذة و حقوقيين تُفترض فيهم صفات الرزانة و احترام الغير» . «كما نجمت عن هذه التظاهرات الصاخبة، عرقلة السير العادي لعمل الطاقم الطبي للمصحة ، و إزعاج الزائرين الوافدين عليها» . و أكدت إدارة مصحة الجنوب و هي أقدم مصحة خاصة بمراكش حيث يعود تاريخ إنشائها إلى سنة 1948 «أن الطاقم الطبي قام بواجبه على الوجه الأكمل و قدم كل الإسعافات الضرورية ، و عكس ما نشر في الصحافة فإن الطبيب المنعش كان متواجدا بالمصحة و تدخل منذ اللحظة الأولى عندما تدهورت الحالة الصحية للمريضة »، مبرزة أن الملف يوجد بين أيدي وكيل الملك ، والمصحة رهن إشارة العدالة لتقديم كل الإيضاحات . و طالبت المصحة ب«التحلي بروح المسؤولية و ضبط النفس و احترام القانون ، و احترام السير العادي للعدالة» . و لم تتردد في توجيه انتقاد مؤدب للصحافة متهمة إياها ب«الكتابة في موضوع لا تعرف عنه شيئا دون التأكد من صحة الخبر» . و في ردهم على أسئلة الصحافيين ، أكد مسؤولو المصحة المذكورة، أنهم لا يملكون أية إجابة قاطعة عن السبب الحقيقي لوفاة نجية بلقايد ،إنما يملكون فرضيات تحتاج إلى الإثبات العلمي، و هو ما يتكفل به التشريح الطبي . و في هذا الصدد أوضح الدكتور خالد أجانا الطبيب المنعش للمصحة و مديرها ، «أن الغيبوبة التي دخلت فيها المريضة و الأعراض التي صاحبتها ، أقوى بكثير من أن تكون مرتبطة برد فعل عضوي تجاه المادة التي حقنت بها ( الأوكمانتان ) ، وهي حالة لا تظهر إلا في حالات العجز الدماغي» ، مؤكدا «أن التحليلات التي أجريت لها بينت أن هناك مؤشرات غير طبيعية في درجة جريان الدم ، كما أن الفحص الثاني بالسكانير الذي أجري لها أظهر إصابتها بنزيف في الدماغ» . و قال «إن عائلتها تعرف جيدا أنني كنت إلى جانبها طيلة الوقت، و قمنا بما يلزم لإنقاذ حياتها . و أنا من طالبت النيابة العامة بإخضاع جثة الهالكة للتشريح لإظهار سبب وفاتها بشكل علمي ، بعيدا عن الإشاعات و الأحكام التي تطلق جزافا من دون معرفة علمية و لا سند مقبول» . و في رده على سؤال حول ما إذا كانت المصحة تنوي متابعة المحتجين في حالة إذا ما أثبت التشريح انعدام أية مسؤولية للمصحة في وفاتها ، أوضح الدكتور يوسف اليحياوي اختصاصي في أمراض القلب و الشرايين ، «أن ذلك يعود للمجلس الإداري للمصحة» ، مؤكدا أن «ما يهم المصحة و طاقمها الطبي ، ليس هو الانتقام أو متابعة الناس أمام القضاء، و إنما إنقاذ أرواحهم و علاجهم و تقديم خدمات طبية في مستوى تطلعاتهم» . و كانت الراحلة نجية بلقايد قد لجأت إلى مصحة الجنوب التي ولدت فيها سنة 1965 ، و يقول أقرباؤها أنها كانت في حالة جيدة و أنها لم تكن تشكو سوى من نزلة برد عادية ، لكنها توفيت بشكل مفاجئ بالمصحة المذكورة ، مما أطلق سلسلة من الاحتجاجات التي ساهمت فيها نقابات تعليمية و منظمات حقوقية تضامنا مع أسرة الهالكة و زوجها (مسؤول نقابي) .