في أجواء كناوية ملؤها الحنين والامتنان، احتفل جمهور مهرجان كناوة وموسيقى العالم مساء الجمعة بأسماء بارزة غادرت ساحة الفن الكناوي، في تكريم لروح الفنان الكناوي التي تظل خالدة لتشهد على إبداع يمتح من عمق الذات الإنسانية. باكو، عبد الله غينيا والشريف الركراكي، معلمون كناويون كبار طبعوا ساحة الفن الكناوي بالمغرب ببصماتهم الخاصة? فتغنى عشاق الفن بإيقاعاتهم الموسيقية المستمدة جذورها من الإنسان في بساطته، فكانت منصة ساحة مولاي الحسن ملتقى لهذا التكريم الفني الذي جمع بين أنغام الفنين الكناوي والغيواني. فقد كان التكريم أمس للفنان عبد الرحيم قيروش، أو باكو، الذي أبدع في الجمع بين هذين اللونين الموسيقيين، فغنى الأغنية الغيوانية ذات الروح الكناوية رفقة مجموعته باكو الغيوان التي أسسها قبل 10 سنوات مع مولاي الطاهر? قبل أن يرحل عن الدنيا وهو في ال64 من العمر. خلال حفل التكريم، قدم الفنان مولاي الطاهر رفقة باقي أعضاء الفرقة أجمل ما غنى الراحل، وأمتعوا جمهور المهرجان الذي سافر، ولو لبرهة، إلى حقبة السبعينيات، في نوستالجيا حقيقية تعكس شغفا لا يتأثر بمرور السنوات. كما عاش الجمهور خلال الأمسية، على إيقاع مزج فني بين المعلم محمود غينيا، أحد رموز الموسيقى الكناوية، وعازف البيانو الكوبي عمر سوزا، في تلاقح ثقافي بين الفن الكناوي وروافد الموسيقى اللاتينية المتأثرة بالجاز والهيب هوب. وكانت زاوية سيدنا بلال قد احتفت بروح المعلم الراحل عبد الله غينيا، الذي ينتمي إلى أسرة توارثت عشق الفن الكناوي، فكان عبد الله غينيا يرافق والده وهو في ربيعه ال12 في العزف على الإيقاعات الكناوية ليصبح المعلم عبد الله وهو في عمر ال 16. ويتواصل التكريم بحفل تحتضنه اليوم زاوية سيدنا بلال، تخليدا لذكرى الراحل الشريف الركراكي، عاشق فن تاكناويت ورجل المسرح، الذي يتم تكريمه من طرف المعلمين الذين عرفهم في حياته: الصديق العرش وعبد الله أخراز. وكانت منصة الشاطئ قد تميزت مساء أمس بحفل الفنانة المغربية أوم? التي سحرت الجمهور بعذوبة الصوت وقوة الأداء الذي يمزج بين الكلمات المغربية وموسيقى السول. أما برج باب مراكش الأثري? فقد احتضن حفلي مزج فني بين المعلم عبد القادر أمليل وخماسية رشيد زروال? وبين إيسكا والمعلم عبد الكبير مرشان.