كشفت شركة «كاسبرسكي لاب» شبكة قرصنة إلكترونية عالمية تعمل على سرقة بيانات شديدة الأهمية والسرية من الجهات والمؤسسات الدولية العامة والخاصة. وحسب تقرير للشركة فإن المغرب من بين 40 دولة التي تعرضت معلوماتها الحساسة للقرصنة، وهو الأمر الذي لم ينفه مصدر مطلع للجريدة أو يؤكده. وأوضح مصدرنا بأن المغرب يملك أنظمة حماية متطورة ولكن الأمر لا يعني عدم إمكانية تعرضه كباقي دول العالم لهذه الآفة التي أضحت معضلة عالمية، وأضاف المصدر أن المغرب عمد مؤخرا إلى تحيين منظومة حماية جميع مؤسساته الاستراتيجية، وأن الأمر يخضع لحماية وزارة الدفاع الوطني نظرا لحساسية الموضوع وهو ما يعني أن المغرب مهتم بهذا الجانب ويواكب التطورات العالمية في هذا الشأن. ولم ترد معلومات عن حجم الأضرار ولا المصالح المغربية التي تضررت من هذه العمليات. يذكر أن الشركة أحبطت أكثر من ثلاثة مليارات محاولة هجوم العام الماضي. وكشفت الشركة أن مجموعات من القراصنة اخترقت أكثر من 350 موقعا في أربعين دولة. ويركز القائمون على حملة التجسس مؤخرا على معلومات حول إنتاج الطاقة وأبحاث استكشاف الفضاء والطب والطاقة النووية والليزر والاتصالات. وتقول كاسبرسكي إنها تقدر عدد القائمين على الحملة التي بدأت قبل عشر سنوات وتواصلت حتى اليوم، بحوالي 50 شخصا يتحدثون اللغة الصينية والإنكليزية. وصمم الفيروس التجسسي لسرقة ما يتم طباعته بلوحة المفاتيح وملفات حساسة من نوع أوفيس وبيد ي إف. وتصدرت منغوليا الدول المصابة فضلا عن قطر والأردن والمغرب وإيران والولاياتالمتحدة وكان موقع «روسيا اليوم ذكر بان أن «هجمات هذه الشبكة المكتشفة، استهدفت مراكز معلومات حساسة بمجالات مختلفة مثل اكتشاف الفضاء، والطاقة النووية، وعلوم الليزر، والطب والاتصالات وغيرها». وقدرت شركة «كاسبرسكي» في تقريرها ، حجم البيانات المسروقة من قبل شبكة القرصنة هذه ب 22 غيغابايت. ويعود نشاط مجموعة القرصنة المكتشفة إلى عام 2004، وبلغت ذروة نشاطها بين عامي 2010 و2013، وقد شمل بيانات سرية من منظمات حكومية وخاصة في أكثر من 40 دولة ، منها الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكندا، والمملكة المتحدة، وروسيا، والصين، واليابان، وإيران، ودولاً عربية منها قطر والمغرب والأردن. وذكرت الشركة تعرض موقع «فيسبوك» لعملية قرصنة فبراير الماضي، حيث قام أحد المواقع التي زارها عدد من العاملين في «فيسبوك»، بتحميل برنامج قرصنة على أجهزتهم، إلا أن المسؤولين الأمنيين في الشركة أكدوا بأن «فيسبوك» قام باتخاذ ما توجب من إجراءات بمجرد معرفته بوجود البرنامج، وعملت على تبليغ السلطات وإجراء بحث معمق. وكانت «تويتر» اعترفت بداية شهر فبراير أيضاً، بتمكن بعض القراصنة من اختراق حوالي ربع مليون حساب لمستخدميها، حيث قامت بتجميد كلمات مرور هؤلاء المستخدمين كإجراء احترازي أولي، وقد أعلنت «مايكروسوفت» بعد ذلك تعرضها للقرصنة أيضاً. وحذرت شركة «ايسيت» المتخصصة في الحماية من الفيروسات بداية العام الحالي، من خطر فيروسي يهدد مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في الانترنت، وبشكل خاص مستخدمي «فيسبوك»، وأكدت بأن» كل تطبيقات «فيسبوك» قد تكون معرضة لخطر هذا الفيروس إن لم تكن مصابة به، حيث قامت بتصميم برنامج لمكافحة هذا الفيروس. يذكر أن شركة «كاسبرسكي لاب» من أشهر شركات الحلول الأمنية لإدارة المحتوى، و تعد إحدى أكبر أربع شركات عالمية لتقديم برمجيات أمن المعلومات، حيث يصل عدد مستخدمي منتجاتها الشركة أكثر من 250 مليون مستخدم عالميا، وتتخذ الشركة من موسكو مقراً رئيسياً لها بالإضافة لخمسة أقسام إقليمية والعديد من مكاتب التمثيل المحلية. وقالت دراسة حديثة إن 57 في المائة من قطاع الأعمال لا يستعين بأي أدوات خاصة للمراقبة، في الوقت الذي أكدت فيه أن تقييد تشغيل تطبيقات خارجية يعزز أمن محطات العمل المؤسسية ويزيد من فعالية عمل الموظفين. وقال معمل كاسبرسكي المتخصص في الأمن المعلوماتي في الدراسة التي أعلنت عنها مؤخرا إن المجرم الإلكتروني يتمتع بعدد كبير من التكتيكات لإصابة النظام، وبإمكانه تقديم برنامج خبيث على هيئة تطبيق معروف على سبيل المثال وعندما يحاول الموظف تشغيله، فإنه يعرض كامل البنية التحتية للخطر. ووفقاً للدراسة، لا تملك أغلبية الشركات أساليب مراقبة على التطبيقات كما أن 17 في المائة من الشركات لا تهتم باستخدام تقنيات جديدة للمراقبة على التطبيقات أو لا تعلم بوجودها، إذ أكد معمل الشركة أن مثل هذه الحوادث، تحتاج معها الشركات إلى تطوير وتعزيز السياسة الأمنية مع التركيز على تثبيت وإطلاق التطبيقات إلا أنه ليست كل المؤسسات تقوم بذلك.