شكل حفل افتتاح المهرجان الوطني للمسرح في دورته الخامسة عشرة بمكناس، لحظة تأثر لا مثيل لها حين تداول على الكلمة للإدلاء بشهادة في حق المكرمين الأستاذ والفنان والمبدع عبدالرزاق البدوي، وعاشقة المسرح حتى الموت رشيدة مشنوع، وتجربة الإبداع بصيغة المفرد عبدالحق الزروالي. لحظة التأثر هذه بدأت بشهادة الفنانة القدرة عائشة ساجد في حق الرجل والممثل والمخرج والزوج والصديق الذي أصبحت جزء منه وعايشته في أقوى لحظات إنتاجات المسرح الوطني، وتبعها الممثل المقتدر مصطفى الزعري بشهادة في حق زوجته ورفيقة دربه خريجة مدرسة الطيب الصديقي الفنانة رشيدة مشنوع خصوصا حين قال « دخلني الشك حين طلب مني التحدث عن الممثلة القديرة رشيدة وقلت مع نفسي إنه فخ تم نصبه لي، وإن لم أتفوق سأكون ضحية طيلة مدة السفر إلى الدارالبيضاء. وختم الزميل محمد لشهب الشهادات بكلمة في حق الممثل الكبير عبد الحق الزروالي الذي قال عنه « أنه لم يخترع المسرح الفردي وإنما المسرح الفردي اخترع لنا هذا الكاتب والممثل، هذه الفراشة التي تحلق فوق المتفرجين فكان الزروالي اختراعا صنع نفسه وتاريخه ومجده، فقد حمل الفنان عكازه ومضى يشق أسرار البوح.» وتر أس حفل افتتاح المهرجان الوطني للمسرح وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي الذي قال أن المهرجان يمثل أهم تظاهرة مسرحية بالمغرب يترقبه كل المعنيين بالشأن المسرحي من مبدعين ونقاد وإعلاميين، ويتطلع إليه أيضا، بكثير من الاهتمام جمهور مميز من مكناس وغيرها. وقال الصبيحي أن وزارته تواصل تدخلاتها في الشأن المسرحي المغربي بتوسيع شبكة البنيات الثقافية ومواصلة الدعم المسرحي. وذكر بكون التجربة الجديدة وإن كانت قد أفرزت مستوى إبداعي مميز مقارنة مع المواسم السابقة إلا أنها خلفت انتقادات مما يدفع الوزارة إلى مواصلة الحوار مع الفاعلين منظماتهم وجمعياتهم. كما تحدث عن دعم برنامج لتنشيط المراكز الثقافية من خلال تخصيص مبالغ مهمة، ولم تفت الوزير الفرصة ليتحدث خلال كلمته عن الدعم المخصص لسفريات الممثلين إلى الخارج وعرف حفل الافتتاح تقدبم لجنة التحكيم برئاسة مدير المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي الأستاذ مولاي أحمد بدري، وممثل الهيأة العربية المخرج الجزائري لخضر منصوري وعضوية الممثلين والفنانة لطيفة أحرار وسالم كويندي وجميل الحمداوي وياسين أحجام وحسن هموش وعبدالكبير الشداتي ومسعود بوحسين وعبدالعظيم الشناوي. وبعد ذلك استمتع الحضور بعرض مسرحية « حمار الليل فالحلقة « لفرقة ورشة الإبداع الدراما بمراكش. وتشمل جوائز المهرجان كل من جائزة الأمل وجائزة الملابس وجائزة التشخيص إناث وذكور وجائزة السينوغرافيا وجائزة التأليف وجائزة الإخراج والجائزة الكبرى. ويدخل التباري من أجل الظفر بإحدى الجوائز إثنى عشرة فرقة مسرحية وطنية ، كما يشمل البرنامج تقديم عروض خارج التباري بكل من فضاء الحبول والمعهد الفرنسي بمكناس وأيضا بمولاي إدريس زرهون والحاجب، كما ستنظم ندوات وحفل توقيع كتب تخص المسرح. تجدر الإشارة أن حفل الافتتاح عرف ارتباكا في التنظيم خصوصا بعد توزيع شارات الصحافة على أناس لا علاقة لهم بذلك فيما تم حرمان زملاء يمثلون منابر إعلامية وطنية ومحطات إذاعية، وبعد جهد جهيد تم تدارك هذا العطب بالنسبة للبعض فيما بقي آخرون دون شارة . وعبر المكرمون للجريدة على شعورهم بهذه اللحظة التاريخية في مسار حياتهم المسرحية بالقول : شهادة رشيدة مشنوع : يصعب علي أن أعبر عن شعوري لأن هذه اللحظة لا توصف، لكنني أقول أن تكريم الفنان يعطيه شحنة للعطاء والاستمرارية، وأتمنى أن يتجدد هذا التكريم ويشمل زميلات وزملاء آخرين. عبدالرزاق البدوي :يمكنني أن أقول أنني وصلت لشيء تمنيت أن يكون منذ مدة حين طالبنا بتنظيم مهرجان المسرح الاحترافي حين عقدنا أول ندوة للمسرح الاحترافي للمطالبة بتنظيم تظاهرة اليوم الوطني للمسرح الاحترافي، وتكون فرصة يتم فيها تكريم رواد المسرح من الرموز والشباب. عبدالحق الزروالي إن حظي سعيد جدا مع مدينة مكناس ومع جمهورها لأزيد من 30 سنة وأنا أقدم عروضي بالعاصمة الإسماعيلية، وليس من باب التمييز أو المجاملة القول بأنني كنت دائما أصل إلى النشوة، من خلال تواصلي مع جمهورها العاشق للمسرح ن بحيث قلت عدة مرات إذا كانت فرنسا تفخر بأفينيون التي تحتضن أكبر مهرجان مسرح عالمي، فإن على المغاربة أن يفخروا بأن لهم مدينة بمكناس مؤهلة بكل المقاييس، جغرافيا وبمناخها وبيئتها وكل مكوناتها تمهد وتغري بأن تكون الفضاء المناسب والأنسب لاحتضان تظاهرة مسرحية. أعتبر هذا التكريم تأكيد للمكانة التي أحس بها عند جمهور مدينة مكناس وعند الممارسين بالعاصمة الإسماعيلية