سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المؤتمر الواحد والثلاثون لصحفيي الضفتين: الدعوة إلى إصدار قوانين صارمة لضبط الفوضى الحاصلة في الإعلام الرقمي وكذا استقلال المقاولة الصحفية عن الرأسمال الموجه
طالب المشاركون في المؤتمر ال31 المنعقد بمدينة خيريس الإسبانية خلال الفترة الممتدة مابين 30 ماي و2 يونيو 2013، بإصدار قوانين صارمة لضبط الفوضى الحاصلة في العالم الرقمي خصوصا في المغرب الذي حان الوقت للافراج عن القوانين الصحفية لحماية الصحفيين والمنتوج الاعلامي الهادف والمسؤول. واعتبرت التوصيات الصادرة في ختام المؤتمرالذي انعقد تحت شعار «الصحافة اليوم؟ الصحفيون اليوم؟» أن الصحافة بدورها تتحمل جزء من مسؤولية الأزمة التي تعانيها وذلك بسبب عدم تحديث نفسها لمواكبة التطور الحاصل في العالم الرقمي الذي نما وتطور بصورة سريعة وفي غفلة من الجميع. ودعت كافة الاطر النقابية والجمعوية النشيطة في قطاع الاعلام لتوحيد الجهود لمواجهة الاكراهات والمشاكل المهددة لكينونة الصحافة. كما ألح المشاركون في هذا المؤتمر الذي تنظمه الجمعية المغربية للصحافة وجمعية صحفيي بالاندلس على ضرورة إرجاع القيم والمعايير المهنية الهادفة للصحافة عبر الانخراط الايجابي في التغيرات التي يعرفها العالم في الثورة الرقمية. التوصيات نصت كذلك على مواصلة النقاش حول موضوع الازمة الاقتصادية وتأثيرها على قطاع الإعلام ذلك من أجل ايجاد حلول تساهم في وضع حد لهذا المشكل مع السعي إلى تصحيح الصورة السيئة التي بدأت تسود العمل الصحفي خصوصا عن استقلال المقاولة الصحفية عن الرأسمال الموجه. وأعلن المشاركون عن تضامنهم مع كافة الصحفيين الاسبان الذين تعرضوا لعمليات الطرد والتسريح من المؤسسات الإعلامية. وكانت أشغال المؤتمر ال31 قد انطلقت يوم الخميس 30 ماي من خلال الجلسة الافتتاحية التي حضرها حوالي 50 صحفيا من يبنهم 25 صحفيا مغربيا، والتي عرفت إلقاء بعض الكلمات من طرف رئيس الجمعية المغربية للصحافة مصطفى العباسي ورئيس جمعية صحفيي منطقة جبل طارق حيث تم التأكيد على أهمية المؤتمر كمحطة أساسية للوقوف على المشاكل المحدقة بالصحافة والصحفيين سيما في ظل الازمة الاقتصادية العالمية التي أرخت بظلالها على هذا القطاع وأدخلته في وضعية محرجة ومقلقة، كما تم الإشارة إلى ضرورة توحيد الصفوف وحشد الإمكانيات لكافة صحفيي العالم لمواجهة تداعيات هاته الأزمة التي خلخلت مجموعة من المعايير والقيم التي كانت سائدة. وخلال اليوم الثاني من أشغال المؤتمر ألقى مدير جريدة «الاتحاد الاشتراكي» عبد الهادي خيرات عرضا حول «الأزمة العالمية وتأثيراتها على قطاع الصحافة» حيث اعتبر في مستهله ان الأزمة العالمية مست النسيج الاجتماعي والاقتصادي والثقافي وأحدثت انقلابا في القيم وغيرت العديد من المفاهيم والمعايير. حتى ان الصحافة التي من المفروط أن تكون سباقة إلى انتقاد هذه الأوضاع، ظلت قابعةفي مكانها وكان الأمر لايهمها، بالمقابل يضيف المتحدث كان هناك عالما رقميا ينمو في غفلة من الجميع استعصى على الصحافة مسايرته، فالسرعة التي كان يعدو بها لم تترك أي فرصة للتفكير وفهم ماذا يجري، وكانت النتيجة ان الصحافة تضررت بشكل كبير لعدم مواكبتها للتغيير الذي طال المجتمع الرقمي والتكنولوجي، مما أدى إلى تعطيل مشاريع جديدة كانت بعض المؤسسات الإعلامية تنوي إدخالها على القطاع بل أكثر من ذلك دفعت بالعديد من الجرائد إلى التوقف عن الصدور وإعلان إفلاسها، مسؤولية الصحفيين في هذه الأزمة تظل ثابتة في نظر خيرات الذي طرح مجموعة من الأسئلة بخصوص دور الصحافة في التطرق إليها، من قبيل لماذا ظلت غائبة عن هذه المتغيرات والتزمت الصمت حول ما يجري أمام أعينها؟ والآن يضيف خيرات تعقد الوضع وأصبح المخرج منه صعبا للغاية وعلى الجميع أن يتحمل مسؤوليته في إيجاد نمط اجتماعي كوني إنساني يحل محا النمط الحالي الذي غيب قيم المواطنة التي لم يعد لها معنى في عالم أصبحت فيه المصالح والمنفعة الخاصة هي السائدة، وعلى الصحفيين أن يعملوا على إعادة القيم التي اندثرت لان ذالك فيها إعادة للكرامة و بناء الديمقراطية على أسس جديدة . رئيسة جمعية الصحافيين بمدينة خيريس ماريا خوسي باشيرو تطرقت لموضوع «بالمجان لن نعمل» حيث أوضحت أن تدهور عمل الصحفيين ليس بجديد فهي معاناة تمتد إلى سنوات خصوصا في عالم لم يحترم فيه المعايير المهنية، وحاليا وصل الأمر إلى وضع خطير بحيث أصبح الصحفي في إسبانيا يعمل في ظروف مزرية بسبب الراتب الهزيل الذي يتقاضاه فضلا عن الضغوطات من الشركات والمؤسسات المعنية، التي تفرط على الصحفي القيام بعمل لا علاقة له بالصحافة، ماريا خيرس طالبت بضرورة التحرك لشجب هذه المعاملة وإدانة هذا السلوك ولتحقيق ذلك اقترحت المتحثة القيام بحملة واسعة النطاق ينخرط فيها كافة الصحفيين لإعادة الإعتبار للمهنة ومعاييرها النبيلة. هل نحن امام تحول جارف ينفي ما سبق؟ هل نحن أمام قطيعة معرفية أم أن الأمر لايعدوا مجرد تغيير تكنولوجي وأن الإعلام م يظل بعيدا عن هذه المتغيرات؟ أسئلة طرحها الإعلامي الطيب بوتبقالت أستاذ بمدرسة فهد العليا للترجمة في مستهل عرضه حول «التواصل بدون حدود»، الإجابة عن هذه الأسئلة برأي الأستاذ بوتبقالت تتطلب قراءة متأنية لوضعية الصحافة في ظل الطفرة الجديدة التي تطرأ على المجال الإعلامي و التي أحدثت تشويشا على السلط القائمة وحولت موقع الاعلام الذي لم يعد عموديا وإنما أفقيا وانضافت السرعة التي لم تكن موجودة في الإعلام التقليدي، وأصبح المجتمع أمام إعلام جديد يشتغل بطريقة جديدة وبآليات متطورة، المتحدث ورغم إشادته بقوة هذا الإعلام وتوقعه بأن يزداد انتعاشا، عاد ليسجل العديد من السلبيات التي تميزه كافتقاده للمصداقية والمهنية كما أنه ساهم في تشتيت المعلومة التي أصبحت غير مقننة، المحاضر بدا متشائما من خلال عدم وجود حلول لهذه الأزمة حيث أوضح أن التطورات المتلاحقة والمستمرة في الزمن لايمكن مسايرتها والحد من تداعيتها السلبية على الصحفيين، الذين عليهم أن يتحدوا لمواجهة هذا الخطر المحدق بهم. باقي المداخلات حملت الصحافة مسؤولية هذا التدهور بعد أن وضعت يدها في يد الشركات التي لا علاقة لها بالإعلام و كان همها هو صناعة المعلومة للوصول إلى مصالح أخرى كما اقترحت العديد من الخطوات لاسترداد المعايير المهنية المفقودة كإطلاق مشاريع إعلامية هامة، كما طالبت هذه المداخلات بتوحيد الصفوف والطاقات لتعود للصحافة ريادتها وصدارتها في التغيير وبناء الديمقراطية.