أوشك الفنان الكوميدي طلعت زكريا على الانتهاء من تصوير دوره في مسلسل «العرّاف» من بطولة عادل إمام وحسين فهمي وشريف رمزي وأنوشكا وتأليف يوسف معاطي وإخراج رامي إمام. وعنه يقول ل«الحياة»: «أؤدي دور رجل أعمال جاهل يدعى «رشاد»، يتجه إلى عرّاف ينصب عليه من خلال الدجل والشعوذة، وتدور الأحداث في إطار متنوع بين الكوميدي والسياسي والاجتماعي، كما يتضمن المسلسل مفاجأة لن أحرقها بالحديث عنها». وأشار زكريا إلى أن «العراف» يسلط الضوء على الأحداث السياسية التي تمر بها مصر، لكنّ هدفه هو رسم البسمة على وجه المشاهد في إطار كوميدي في محاولة لتخفيف الأعباء التي يمر بها بعد الثورة. وأبدى زكريا حزنه لحالة الركود التي يعانيها الفن بعد اندلاع «ثورة يناير»، إذ خفّت عجلة الإنتاج عن السابق، ولم يظهر في الساحة خصوصا السينمائية إلا الوجوه الجديدة التي لا يعرفها الجمهور، معللاً السبب الأزمة بالوضع الاقتصادي الخانق الذي تعانيه مصر. واستنكر زكريا هجوم بعض الإسلاميين على الفن وأهله، وحادثة سبّ الداعية عبدالله بدر للفنانة إلهام شاهين، مؤكداً أن حبس بدر وانتصار القضاء لشاهين، بمثابة عبرة لمن يتطاول على الفن وقيمته. واستبعد الفنان الكوميدي المخاوف التي يرددها بعضهم عن حرية الفن ومستقبله في ظل حكم الإسلاميين، مؤكداً أن الحزب الحاكم أو السلفيين لن يستطيعوا بسط سيطرتهم عليه أو فرض أي عمل على الفنانين، بعد معرفتهم أن الطريق مغلق أمامهم بعد حادثة إلهام شاهين وبدر. ولفت زكريا إلى أن «الفنان الحقيقي يسعى إلى تقديم الأعمال التي تعبّر عن الشعب من دون رقابة متعسفة أو مجاملة لسلطة حاكمة»، وهو ما يسعى إليه في الأعمال التي قدمها بعد الثورة، سينمائية كانت أم مسرحية. زكريا الذي لم يقدّر له تأدية دور الرئيس المصري السابق مبارك في فيلم سينمائي استعد له وقابل من أجله مبارك في قصره الرئاسي قبل تنحيه، تمنى تجسيد الشخصية في السينما او التلفزيون، وقال: «أحزن الآن عندما أشاهد قتلة السادات يكرّمون، وتأتي احتفالات أكتوبر للمرة الثالثة ولا يذكر فيها اسم مبارك نهائيا». واعترض زكريا على ما يقدمه الإعلامي باسم يوسف في برنامج «البرنامج» لما فيه من إهانة للرئيس المصري محمد مرسي، مؤكدا أنه ضد ما يفعله كونها ظاهرة ستنتهي برحيل مرسي لأنها لا تقدم جديدا. وأضاف: «لا ينبغي إهانة مرسي مهما كانت أفعاله سواء اتفقنا معه أو اختلفنا، لأنه رئيس مصر وممثلها أمام العالم، وانتقدت قبل ذلك إهانة مبارك للسبب ذاته، إذ يمكننا انتقاد أدائه وسياساته بعيدا من شخصه». ولفت الى أن الاتهامات التي توجه إلى الإعلام الخاص في مصر بالتحريض وإثارة الفوضى نوع من المبالغة، لكنه دعا إلى المحافظة على مصر في ما ينشر، والتخفيف من الأخبار السيئة التي من شأنها الإضرار بالسياحة، وأضاف: «نريد أن نقلّد الإعلام الأجنبي في سياسته عندما ينشر غسيله النظيف بدلاً من الجري وراء السبق الإعلامي ونشر المتسخ». وعبّر زكريا عن ايمانه بأن عصر الحريات الذي يحياه المجتمع المصري سيلقي بظلاله على الأعمال الفنية خلال الفترة المقبلة، منتقدا دعوات إلغاء الرقابة على العمل الفني. وأضاف: «المجتمع المصري شرقي له عاداته وتقاليده التي يجب على الجميع احترامها، ثم ان رقابة الفنان على نفسه تعلو أي رقابة».