ودع جمهور الرباط بعد منتصف ليلة السبت فعاليات الدورة 12 من مهرجان «موازين.. إيقاعات العالم» التي أوفت بعهود الإمتاع الفني والتلاقح الثقافي والفني من خلال برمجة متنوعة جالت فضاءات الرباطوسلا. وعكست الإقبال الجماهيري على الأمسيات الختامية للمهرجان في مختلف المنصات السبع، ولاسيما في منصتي النهضة والسويسي نجاح دورة نقلت إلى قلب الرباط أبرز نجوم الغناء العالمي والعربي والوطني، وأكثر التجارب الفنية تميزا وأصالة، في ذات الوقت. ففي منصة السويسي باح مهرجان موازين ليلة أمس السبت، بآخر أسرار برمجته الدولية، من خلال حفل مميز أحياه الفنانان الأمريكي سيلو كرين والبريطاني تايو كروز. فقد أشعل الفنانان الأنغلو ساكسونيان حماس جمهور متعدد الجنسيات، مهديين إياه باقة من أنجح أعمالهما. وشكل اختيار تايو كروز الرباط من أجل التوقيع على بداية تجربته الجديدة ك«دي جي» الحدث الأبرز في الليلة، حيث نظم الفنان الذي جمع مواهب متعددة من قبيل التلحين وكتابة الكلمات والإنتاج الموسيقي، إيقاعات صاخبة حولت منصة السويسي إلى حلبة رقص مفتوحة. ومزج كروز خلال سهرة ليلة أمس عددا من الأغاني المعروفة مثل «ويداوت يو» و«تايتانيوم» و«كول مي مايبي» و« بادي أي يوزد تو نوو»، مطلقا اسم المغرب على أول أعماله ك«دي جي» ولم يتخل الفنان البريطاني عن عشقه للغناء، وأهدى جمهوره باقة متنوعة من أشهر أغانيه، لاسيما «بريك يور هارت» و«ليتل باد غورل» و«دورتي بيكتشر» و«دايناميت» و«هانغوفر». وعلى نفس المنصة، احتفى سيلو غرين المولود في 30 ماي 1974، بعيد ميلاده رفقة جمهور موازين على إيقاعات أغنيته الاحتفالية «تشامبيين». وغنى المطرب الأمريكي على إيقاعات نهلت من موسيقى «الراب» و «أر أن بي» و «سول» و«الفانك»، باقة من أنجح أغانيه، من قبيل «برايت لايتس بيكر سيتي» و«فورغيت يو» و«دونت يو ويش» و«ساتيفايد» و«كريزي». اختتم المطرب المصري تامر حسني ليلة السبت، أيضا، بحفل اجتذب عشرات الآلاف من محبي نجم الشباب الأول في المشهد الغنائي العربي إلى منصة النهضة. فعلى مدى أزيد من ساعتين، لم يبخل تامر حسني على جمهوره، الذي تكون أساسا من اليافعين، بأداء أشهر أغاني ألبوماته ذائعة الصيت، وسط تجاوب مثير من قبل عشاقه الذين رددوا معه جل القطع المؤداة. وكانت الأمسية قد عرفت أيضا مشاركة الفنانين المغربيين ليلا وأحمد شوقي، على عادة المنظمين في إعطاء فرصة للفنانين المغاربة الشباب، للاحتكاك والتواصل مع جمهور مهرجان عالمي. وتوج حفل تامر حسني الذي ختم وصلته بأداء قطع سريعة للراحل عبد الحليم حافظ، سلسلة من الأمسيات التي استضافت على مدى تسعة أيام أشهر مطربي العالم العربي، من الخليج ولبنان ومصر فضلا عن المغرب. وبمسرح محمد الخامس شكلت لحظة عناق الفنانين المغربي عبد الوهاب الدكالي والتونسي لطفي بوشناق ذروة الحفل الختامي لبرنامج مسرح محمد الخامس في إطار مهرجان «موازين : إيقاعات العالم» فخلال الحفل الذي برمجه منظمو موازين، مساء أمس السبت، تكريما لعميد الأغنية المغربية، أبى الفنان لطفي بوشناق إلا أن يقتحم المنصة ليقدم باقة ورد للفنان الدكالي، متبادلا معه انحناءة الكبار تواضعا وروح اعتراف متبادل برمزين من رموز الفن الراقي في المشهد المغاربي والعربي. وبحيويته المعتادة التي لم تنل منها السنون، ألهب الدكالي حماس جمهور ضاق به المسرح بنخبة من أغانيه الخالدة من قبيل «ما نا إلا بشر» و «كان يا ماكان» و «سوق البشرية» وأغاني جديدة عاطفية وصوفية. وبدا كأن الدكالي يقدم درسا في الحداثة الموسيقية ومواكبة جديد الإيقاعات، رغم أنه غنى قطعا تعود الى عقود خلت. وخلال الفقرة الثانية من الحفل، جدد الفنان الكبير لطفي بوشناق عهد جمهور عاشق لعيون التخت العربي الأصيل، قبل أن يوالي قطعه الشهيرة في أجواء تفاعل استثنائي مع جمهور قدر التفاتته الراقية تجاه الدكالي ومحبته الثابتة للمغرب. وغنى بوشناق «أنا عربي أصيل» و «انتي شمسي انتي» و «أنا حبيت وتحبيت» و«لاموني اللي غاروا مني»، في حفل تجاوز ساعتين من فنون الزمن الجميل، وشكل مسك ختام برمجة حافلة على مدى المهرجان، حملت عنوان «اكتشافات» واستضاف خلالها مسرح محمد الخامس ألوانا شديدة التنوع والخصوبة من مختلف الجغرافيات. وتوجت منصة أبي رقراق أمسياتها الافريقية بحفل أحيته مجموعة بليتز دا امبسدر، من غانا، بينما استقبلت منصة سلا أمسية مغربية ختامية نشطها سعيد مسكير وطارق لعميرات وحميد حضري.