يحظى قطاع الحبوب بجهة تادلة أزيلال بأهمية خاصة ضمن سلاسل الإنتاج المكونة للمخطط الفلاحي الجهوي لتادلة أزيلال؛ إذ يستغل حاليا نحو 372.600ه؛ منها 63.600ه بالمنطقة السقوية و 309.000ه بالمنطقة البورية. أما بالنسبة لسلسلة تكثير البذور، فالمساحة المبرمجة لهذه السنة تقدر ب 9740ه مقابل 9.654 ه خلال الموسم الماضي؛ أي بزيادة 3 بالمائة الشيء الذي يمثل 34 بالمائة على الصعيد الوطني. هذا ومن المرتقب أن يصل معدل الإنتاج لهذه السنة إلى 50 ق/ه، في حين سيصل معدل الإنتاج الخام المرتقب لهذا الموسم نحو 480 ألف قنطار أي ما يمثل 35 بالمائة على الصعيد الوطني. ومن أجل ضمان إنتاج جيد من الحبوب بجميع أصنافها، فقد تم تمكين الجهة بما مجموعه 133 ألف قنطار من البذور المختارة؛ منها 96.800 قنطار وزعت على مستوى دائرة نفوذ المكتب الجهوي لتادلة. ونظرا للأهمية التي تكتسيها سلسلة تكثير البذور المختارة، فقد تم احتضانها من أهم السلاسل التي يرتكز عليها المخطط الفلاحي الجهوي الذي يندرج في إطار مخطط المغرب الأخضر عبر خلق مشروع متكامل يروم أولا تحسين المسار التقني للسلسلة باستعمال المكننة خاصة في عملية الزرع والحصاد والمداواة ضد الأمراض، فضلا عن الاستعمال المعقلن للأسمدة وكذا ضمان الظروف الوقائية المناسبة للزراعة. ومن جهة ثانية، يروم المخطط الفلاحي الجهوي أيضا العمل على الزيادة في المساحة المخصصة لهذه السلسلة من 8000 ه منذ بداية المخطط الفلاحي الجهوي، إلى 10000 ه في أفق سنة 2020، مع العمل كذلك على الزيادة في الإنتاجية من 54 إلى 70 ق/ه ، هذا ناهيك عن المساهمة في تقوية عملية تأطير المكثرين من لدن كافة المتدخلين في القطاع وكذا الرفع من الطاقة الاستيعابية لمعالجة وتخزين المنتوج. و من الناحية السوسيو اقتصادية يلعب قطاع تكثير البذور على الصعيد الجهوي دورا أساسيا حيث يوفر أكثر من 200ألف يوم عمل و رواجا هاما يقدر بحوالي 180 مليون درهم سنويا. و لإعطاء القطاع المزيد من الأهمية، فقد تم خلق جمعية جهوية تضم أكثر من 230 مكثرا كان لها وقع إيجابي من حيث التنظيم و المراقبة و التسيير. وهكذا، فقد مر الموسم الفلاحي 2012/2013 بجهة تادلة أزيلال في ظروف جد ملائمة إثر التساقطات المطرية الهامة التي عرفتها المنطقة حيث تم تسجيل إلى حد الآن ما يناهز 326 ملم مقابل 269 ملم خلال نفس الفترة من الموسم الماضي و هو ما ينبئ بموسم فلاحي جيد. كما كان لهذه التساقطات المطرية أيضا وقع إيجابي على جميع المزروعات وخاصة الحبوب الخريفية، حيث تم بمنطقة نفوذ المكتب الجهوي لتادلة زرع نحو 162284 هكتارا منها 41484 هكتارا بالمنطقة السقوية و 120800 هكتارا بالمنطقة البورية. و للنهوض بهذا القطاع الحيوي ، فقد تم وضع مخطط جديد لتنمية القطاع من طرف المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتادلة بمشاركة جميع الفاعلين وذلك في إطار المخطط الفلاحي الجهوي الذي يكرس السياسة الفلاحية الجديدة التي جاء بها مخطط المغرب الأخضر.