«تجارب خشبات المدن المغاربية» والاحتفاء بالمسرحي المغربي أنور الجندي.. تلك هي عناوين المهرجان المغاربي للمسرح الشعبي الذي سيُفَعِّل دورته التاسعة بالدارالبيضاء. مهرجان تنظمه جمعية الواحة للمسرح بدعم من وزارة الثقافة و المسرح الوطني محمد الخامس، ابتداء من يومه الخميس 30 ماي الجاري وإلى غاية 4 يونيو المقبل، ويحمل في طياته برمجة مسرحية مهمة وغنية باعتبار نوعية الفرق المسرحية المغاربية المشاركة وطبيعة الأعمال الإبداعية المقترحة للعرض بالدورة الحالية. فعاليات مسرحية وفرق من الجزائروتونس وليبيا، وفرق من المغرب ( الدارالبيضاء، مراكش والرباط) ستركز في عروضها وفي الندوات المصاحبة لها أيام المهرجان على الاشتغال على «المنجز المسرحي المغاربي ومكون المدينة» من منطلق القناعة التي يشكلها الفعل المسرحي «في إنارة أضواء مدننا ومسرحنا وأن لا يكون المسرح مجالا معماريا فقط، بل مكونا في بناء مرافق الحياة المدنية كما تصورها أفلاطون في المدينة الفاضلة، بل قادرا هذا المسرح على طرح الاسئلة والمسائل الجوهرية والوجودية الكبرى»، كما تقول ورقة تقنية عن هذه التظاهرة، أي أن المسرح ليس مجرد ديكور جمالي يؤثث فضاءات المدن، بل هو عنصر فاعل في تحريك الدورة الحياتية فيها، إنسانيا واجتماعيا وثقافيا.. الخ. المهرجان، في هذا الإطار، وانسجاما مع توجهاته وأهدافه وطروحاته الشعبية.. سيكرم تجربة مسرحية مغربية كانت لها بصمة واضحة في هذا الاتجاه في السنوات الأخيرة، تجربة يمثلها بامتياز الفنان المسرحي أنور الجندي سليل أسرة آل الجندي المسرحية بعميدها الفنان القدير محمد حسن الجندي، أنور الذي كرس حياته للعمل المسرحي بتفان وإخلاص، تشخيصا تأليفا وإخراجا. في هذا السياق، أيضا، الدورة الحالية ستقوم من خلال العروض والندوات بمحاولة تعريف المدن المغاربية التي كان لها لا تاريخ لامع في الفعل والمشهد المسرحي، وذلك من خلال مشاركة - كما تحدد البرمجة - التعاونية الثقافية ورشة الباهية من وهران بمسرحية «مطامورفوز»، وشركة دروب للانتاج التونسية بمسرحية «تمر الطين»، وفرقة حركة الفنون التونسية بمسرحية «المريد»، وفرقة المسرح العربي من بنغازي من ليبيا بمسرحية «حنين الليل»، ووطنيا بمشاركة مسرح أبعاد من الدارالبيضاء بمسرحية «ظل الجنرال»، وجمعية تحفيز الكفاءة بمسرحية «مقهى الأميرية»، وفرقة ورشة إبداع الدراما من مراكش بمسرحية «حمار الليل في الحلقة» وفرقة مسرح المدينة بمسرحية «ميعادنا العشا». وموازاة مع هذه العروض الواعدة، يستضيف المهرجان عدة فعاليات مسرحية مغاربية كان ولازال لديها فعل واضح في الحركة المسرحية المغاربية لأجل إغناء وتنشيط هذه الدورة، حيث يحضر من تونس الفنان منصف السويسي، ومن الجزائر المسرحي عمر فطموش ومن ليبيا سعاد خليل، بالإضافة إلى الفنان والمخرج المسرحي حميد باسكيط.. وستتناول الدورة موضوع «المسرح و المدينة تجارب وفضاءات» في ندوة تساير طبيعة العروض المقترحة، بمشاركة باحثين من الدول المغاربية موازاة مع إقامة ورشات ومحترفات للشباب والمهتمين..