عرفت مدينة أكَادير، منذ يومي السبت والأحد الماضيين انفلاتا أمنيا خطيرا وخاصة بحي السلام، بعد تطاحن طلبة صحراويين ملثمين ومدججين بالسلاح الأبيض فيما بينهم بسبب خلافات نشبت بين الطلبة المنحدرين من إقليم كَلميم وبين أخرين ينتمون إلى إقليم أسا الزاكَ حول مطالبهم، مما أدت إلى إصابة أربعة طلبة من كلا الفريقين بجروح بليغة نقلوا على إثرها إلى المستشفى. وقد بلغ هذا الإنفلات الأمني، ذروته صباح يوم الأحد 26 ماي 2013، عندما هاجم حوالي 40 طالبا صحراويا كانوا جميعا ملثمين وحاملين لسيوف وسكاكين شقتين بإقامة شروق وإقامة أمل 2 على الساعة السابعة صباحا بحثا عن خصومهم من الطلبة الصحراويين، فقاموا بتكسير بابي الشقتين وتشتيت أثاثهما ومحتوياتهما. ولم يقف الإعتداء عند هذا الحد، بل قام هؤلاء الملثمون المسلحون بالإعتداء على حارس الأمن الخاص للإقامة من خلاله تهديده بالسلاح الأبيض وربطه بحبل، قبل مهاجمة الشقة ظانين أن بها طلبة صحراويين من أسا الزاك . وحسب تصريحات السكان فقد عمد الطلبة الصحراويون الملثمون إلى تهديد شاب صحراوي آخر بالسلاح الأبيض، صادفوه عند مدخل الإقامة، فوضعوا سكينا على عنقه، قبل أن يخلوا سبيله ويلوذوا بالفرار، حينما تدخلت أمه في الحين وصرخت في وجههم على أنه ابنها وليست له علاقة بالمبحوث عنهم. وفور إشعارها بالواقعة، هرعت عناصرالشرطة القضائية والعلمية والسلطة المحلية إلى عين المكان للبحث عن الملثمين ومعاينة الأضرار التي حلت بالشقتين وأخذ البصمات والإستماع إلى الحارس الخاص بإقامة شروق وكافة الضحايا في هذه القضية التي اهتزلها الرأي العام بحي السلام الآهل بالسكان والطلبة الجامعيين. وفي السياق ذاته، علمت «الإتحاد الإشتراكي» من مصادرها أن سكان تسعة تجمعات سكنية بالإقامات تتهيأ لتنظيم مسيرة احتجاجية نحو ولاية الأمن، تنديدا لما عاشه حي السلام المجاور للحرم الجامعي من انفلات أمني خطير، على مدار سنة بكاملها، والذي خلف إصابات وجروحا مختلفة وأضرارا مادية لحقت الشقق والمتاجر وسيارات قاطني الإقامات السكنية بعد تكسير زجاجها نتيجة التطاحن بين الفصائل الطلابية المنحدرة من جنوب المغرب.