صريحة وعفوية هي أروى. دقيقة في إجاباتها بمستوى الدقة التي تطرح بها أسئلتها على شاشة «أم بي سي 1» في برنامج «نورت» الذي انضمت أخيراً إلى فريق عمله لتقدم الموسم الثالث منه. تجربتها في هذا البرنامج تصفها بالجميلة على رغم صعوبتها، »لكن النجاح الذي تصل أصداؤه إلينا يدفعنا إلى بذل مزيد من الجهد«. أصعب ما في هذا البرنامج، كما تقول أروى، هو الاهتمام بالضيوف الخمسة في شكل منصف وكاف، فلا يشعر أي ضيف بأنه لم يأخذ حقه بالتعبير ضمن مساحة تليق به. وتوضح أن عدد الضيوف لا علاقة له بالجهد للحفاظ على ذهن حاضر وتركيز عال، فالتركيز يجب أن يكون هو ذاته سواء كان في الاستوديو ضيفان أو عشرة، «لكن عدد الضيوف يخلق إمكانية أن يطغى شخص على الآخر من خلال طريقته في التعبير، وهنا يأتي دور المقدم ليخلق توازنا بين الجميع». ما أكثر ما تحبه في برنامج «نورت مع أروى»؟ تجيب أنها في برنامجيها السابقين كانت تستضيف فنانين فقط، أما الآن فضيوفها شعراء وأدباء إضافة إلى ممثلين وموسيقيين وإعلاميين وفنانين، ما أكسبها ثقافة أوسع بعدما دفعها للقراءة أكثر، فصارت عندها قدرة أكبر على التحدث في شتى المواضيع. أروى تقدم برنامج «نورت» بعدما قدمته الإعلامية وفاء كيلاني، ألم تخف من المقارنة بينهما؟ «في الواقع لم أخف، ولكن لا أخفي عنك أنني فكرت في الموضوع ورأيت أن لا مفر من المقارنة في الفترة الأولى، وهذا ما خلق عندي تحدياً كبيرا، فوفاء كيلاني مقدمة لها مكانتها في الإعلام، ومجرد أن يُعرَض علي تقديم البرنامج بعدها هو دليل على المستوى الذي يراني فيه المسؤولون في المحطة». حين نسأل أروى عما سمعته من مقارنات بينها وبين وفاء كيلاني تجيب أنها استغربت حين قام بعض الأشخاص بتصويت حول مَن منهما تجيد تقديم البرنامج أكثر، على رغم أن الحلقات لم تكن قد عُرِضت بعد! «حين بدأ الموسم الثالث، لاحظ الناس أن لكل منا أسلوبا مختلفا صعّب عليهم مسألة المقارنة، فالبرنامج حمل مع كيلاني نكهة خاصة أضافتها بنفسها، ثم تغير نوعاً ما بعدما أضفت إليه أسلوبي الخاص الذي لاقى أيضا نجاحا كبيرا وأحبه الجمهور». «نورت مع أروى» يتطرق أحياناً إلى مواضيع حساسة قد تزعج الضيف أو تزعج جمهور هذا الضيف، فكيف تتعاطى أروى مع هذا الأمر؟ «نكون أحيانا أمام قضية تخص الضيف ويتناولها الرأي العام كله، فإذا لم نأتِ على ذكرها سنبدو مقصرين، ولكن على رغم ذلك، إذا طلب مني الضيف عدم ذكر الموضوع، أُلغي السؤال فورا». وتشدد أروى على أن البرنامج لا يقوم على الفضائح والسبق الصحافي وإحراج الضيوف، بل يسعى إلى إظهارهم بصورة جميلة حيث يبدون مرتاحين لأجواء الحلقة. وترى أن كثرة المشاكل في العالم العربي جعلت المُشاهد ينفر من البرامج التي لا تدور إلا في فلك المشاكل والأسئلة المحرجة والفضائح، فصار يفضل البرنامج الصادق والعفوي والهادئ. في مجال الغناء يعبر الفنان عن نفسه، أما في مجال التقديم فيعطي المقدم الفرصة لضيوفه كي يعبروا، فأين تجد أروى نفسها أكثر، في الغناء أو التقديم؟ «أجد نفسي في المجالين» تسارع إلى القول، موضحة أن الغناء هو الذي أوصلها إلى التقديم، فلو لم تكن فنانة معروفة لما عُرض عليها تقديم «آخر مَن يعلم». أما التقديم فهو بمثابة ترويض للذات، بحسب تعبير أروى، فحس «الأنا» الذي يتضخم عادة عند الفنانين يعود إلى حجمه الطبيعي من خلال التقديم، حيث يكون على المقدم أن يترك المساحة الأكبر لضيوفه، ويكون عليه أن يهتم بهم ويسعى إلى راحتهم. بعضهم يعتبر أن الفنان يضيع وقته، على الصعيد المادي، إذا عمل أي شيء آخر غير الغناء، فالتقديم أو التمثيل أو سواهما يتطلب جهداً أكبر مما يفعله الغناء، ولا يعود على الفنان بالمردود ذاته؛ فما الذي يدفع أروى إلى الاستمرار في مجال التقديم؟ تجيب: «إذا أردنا الكلام على الصعيد المادي الذي لا أضعه في سلم أولوياتي، أؤكد لك أن محطة «أم بي سي» تقدر جداً الأشخاص الذين يعملون معها». وتتابع قائلة: «أنا أسعى خلف الأعمال التي تشكل إضافةً في حياتي المهنية، والبرامج التي قدمتها حتى اليوم طورت تفاصيل كثيرة في شخصيتي». على رغم أن أروى قدمت ثلاثة برامج، لا تزال في عيون عدد كبير من الناس «الفنانة أروى التي تقدم برنامجاً ما»، ولم تعلق في الأذهان بصفتها «مقدمة البرامج»، فأين ترى نفسها في المرحلة المقبلة؟ هل ستكرس أكثر صورة المقدمة أو تخطط لخوض مجال جديد؟ «في الواقع، اسمح لي أن استعمل اللقب الذي أطلقته علي الصحافة وهو «النجمة أروى»، بغض النظر إن كنت أغني أو أقدم البرامج، وهذا ما أسعى للحفاظ عليه في كل المجالات التي سأخوضها». وتفصح أن أعمالا تمثيلية كثيرة تُعرض عليها، لكن الأولوية كانت لعروض «أم بي سي»، لذلك تأجل موضوع التمثيل قليلا، ومن غير المستبعد أن تطل، في المرحلة المقبلة، عبر مسلسل ما.