جاء في تقرير جديد أصدرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أن تناول كميات أكبر من الحشرات من شأنه المساهمة في محاربة الجوع في العالم كما من شأنه أيضا خفض التلوث البيئي. وتقول المنظمة في تقريرها إن أكثر من مليارين من البشر يكملون فعلا غذاءهم بتناول الحشرات، ولكنها تقول إن «القرف» الذي يبديه المستهلك الغربي تجاه أكل الحشرات مازال يشكل حاجزا أمام انتشار الظاهرة في كثير من الدول الغربية. وجاء في التقرير أيضا أن «الحشرات موجودة في كل مكان، كما إنها تتكاثر بسرعة. فللحشرات وتائر نمو وتحول غذائي عالية إضافة إلى تأثيرها المنخفض على البيئة.» ويشير واضعو التقرير إلى القيمة الغذائية العالية للحشرات، إذ ترتفع فيها نسب البروتينات والدهون والمعادن.ويقولون إن تناول الحشرات يعتبر «مهما جدا خصوصا كإضافة غذائية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.» وجاء في التقرير أن الحشرات تتمتع بكفاءة عالية جدا في تحويل الغذاء الذي تستهلكه الى لحوم يمكن للإنسان تناولها، فصرصار الليل على سبيل المثال تستهلك 12 مرة أقل من الطعام لإنتاج نفس الكمية من البروتين مقارنة بالماشية. إضافة لذلك، لا تنتج الحشرات نفس الكميات التي تنتجها المواشي من الغازات الضارة بالبيئة، فانبعاثات غاز الأمونيا على سبيل المثال تقل كثيرا في مزارع الحشرات عما هي عليه في مراعي المواشي والحيوانات الأخرى التي يأكلها الإنسان كالخنازير. ويقترح التقرير على قطاع الصناعات الغذائية أن يجهد في «رفع مكانة الحشرات» وجعلها أكثر تقبلا من جانب المستهلكين - وخاصة في الدول الغربية - عن طريق ضمها في وصفات الطبخ وإضافتها إلى قوائم الوجبات في المطاعم. ويخلص إلى أن «استهلاك الحشرات على نطاق واسع كعلف حيواني ممكن من الناحية التقنية، وأن عددا من الشركات في أماكن عديدة من العالم تقوم بذلك بالفعل.»