مع نهاية شهر ماي الجاري، يجب أن تكون جميع نقط المراقبة المستمرة قد أدخلت الى نتائج التلاميذ و التلميذات من طرف الأساتذة بالتعليم الثانوي التأهيلي بجهة الدارالبيضاء ، وباقي الجهات الوطنية، و هو ما جعل جل المؤسسات التعليمية المعنية بجهة الدارالبيضاء تعرف حركة غير عادية تتمثل في محاولة الاتصال بالأساتذة قبل وضع النقط من طرف التلاميذ، خصوصا الفئة التي تعرف أن نقطها دون المستوى أو تلك التي كانت لها مشاكل خلال السير الدراسي أو التي كانت غير مواظبة على الحضور وتحاول «استعطاف» مجموعة من الأساتذة لرفع النقط قبل وضعها او محو الخلاف الذي كان بينها و بين هذه المجموعة من الأساتذة، حتى لا يتسبب لها ذلك إما في الرسوب او الانقطاع نهائيا عن الدراسة، او من التلاميذ و التلميذات الذين لهم طموح كبير في ولوج معاهد و مدارس تتطلب معدلات مرتفعة ، و قد ينقلب الاستعطاف و التودد في بعض الاحيان، يقول مصدر تعليمي ، الى تهديد ، خصوصا إذا كان المهدد معرضا للطرد! إلا أن الغريب في هذا الموضوع هو دخول «وسطاء» في هذه المهمة، والذين قد يكونون من الأساتذة أنفسهم، حين يتصل الواحد بالآخر و تبدا عملية «المقايضة» أو رد الدين «لقد سبق وطلبتني و لبيت لك الطلب دون تردد و جاء دوري لتلبي لي طلبي » و هكذا دواليك! و قد يكون الوسيط من الاطر الادارية بالمؤسسة، أوعضوا أو أعضاء من جمعية آباء وأمهات و أولياء التلاميذ، و أحيانا تكون التدخلات حتى من بعض رجال السلطة إما مباشرة او عبر متدخل ثان او عبر الهاتف، وقد تجاوز ذلك الى وسائل غير تربوية لا يتحكم فيها سوى الضمير المهني وشرف المهنة ! هذا بالاضافة الى ان هناك فئة من نساء و رجال التعليم على قلتها ستحضر قبل وضع النقط لائحة التلاميذ و التلميذات الذين انخرطوا منذ بداية الموسم الدراسي في الدروس الاضافية، ولا يمكن أن يدعوا هذه الفرصة تمر دون مجازاتهم بنقط «تفضيلية» تميزهم عن باقي زملائهم من التلاميذ ، وهم بذلك يبعثون برسائل مشفرة الى الأسر و إلى كل من يهمه الأمر، علما بأن بعض الأسر مستعدة لتقديم الغالي والنفيس في هذا الظرف من السنة الدراسية، للرفع من معدلات أبنائها استعدادا لما بعد الباكالوريا! للإشارة، فإن اختبارات المراقبة المستمرة المنظمة في مقررات السنة الثانية، تعتمد مختلف أنواع و أساليب التقويم والقياس، من فروض و تمارين كتابية وشفوية واختبارات بدنية و رياضية و أشغال تطبيقية، أو اي نشاط آخر يرتبط بالمناهج كالواجبات المنزلية و البحوث، حسب ما تقتضيه طبيعة كل مادة من المواد الدراسية المقررة. هذا و يعد معدل المراقبة المستمرة بالنسبة لنيل شهادة الباكالوريا مساعدا للنجاح بنسبة 25% فيما نسبة الامتحانات الوطنية للسنة الثانية بكالوريا تصل الى 50 %، وتكون معدلات المراقبة المستمرة في كل من الجذوع المشتركة و السنة الاولى بكالوريا هي المعتمدة للنجاح من مستوى الى آخر ، مع الإشارة إلى أن امتحانات نيل شهادة البكالوريا للموسم الدراسي 2012/2013، ستجرى أيام 11 12 13 من الشهر المقبل.