ما عرفته الساعات الأولى من الحصص الدراسية بعد العودة من عطلة نهاية الأسدس الأول من الموسم الدراسي الحالي بجهة الدارالبيضاء، في العديد من المؤسسات التعليمية ، خاصة الثانويات التأهيلية السنة الثانية بكالوريا في بعض الشعب «الأدب علوم الحياة والأرض » على الخصوص شيء بعيد عن التربية و التعليم، ولا يدخل في أي منظومة تعليمية تربوية مبنية على أسس متينة ، يقول بعض المهتمين بالشأن التربوي. لقد عرفت الساعات التي التقى فيها المتمدرسون مع أساتذتهم بعد العطلة، وعقب توصلهم بنتائج هذه الدورة ، «حوارات ساخنة» تحولت إلى تهم متبادلة وانتهت بمشاجرات أزيلت خلالها حواجز الاحترام والتقدير واسفرت بعضها عن عنف ضد بعض الأساتذة أو الإداريين، وذلك بسبب النقط الممنوحة من طرف الأساتذة و التي لم ترق مجموعة من التلميذات والتلاميذ. فمن التلاميذ من صاح في وجه أستاذته أو أستاذه غاضبا «علاش خرجتي لي على مستقبلي و حطيتي ليّ هاذ النقطة»، ويكون جواب الأستاذ «أنت الذي كنت تتغيب و لا تحضر إلا نادرا»! إنها «مواجهة» كثيرا ما لا تبقى ثنائية ، حيث تشارك فيها مجموعة من التلميذات و التلاميذ الذين حصلوا على نقط مماثلة، لا يترددون في مجادلة الأساتذة في الأمر، وهم يدركون أن حتى النقط الموجودة على «خانات» نتيجتهم، قد روعيت فيها جوانب عدة، ومنها على الخصوص ، عدم إلحاق أي ضرر بمعدلهم على اعتبار أنهم، أي التلاميذ، مقبلون على امتحانات نيل شهادة الباكالوريا و أي أستاذ لا يريد أن يكون سببا في خفض معدل أي تلميذ، رغم أن هذه العملية في حد ذاتها تعتبر غير تربوية و تضرب في العمق عملية تكافؤ الفرص ! بعض أساتذة الثانوي التأهيلي في حديثهم للجريدة، أكدوا أن هذه الوضعية خلقها نظام المنظومة التعليمية بشكل عام و منظومة الامتحانات، خاصة الاشهادية ، و التي تعتمد على 25% للمراقبة المستمرة و 25 % على معدل الامتحان الجهوي ثم 50% على الامتحانات الوطنية ، هذا بالنسبة للسنة الثانية بكالوريا ، وهو ما يخلق عدة مشاكل في حراسة المرشحين لهذه الامتحانات في نهاية الموسم الدراسي كل سنة، و لهذا السبب ابتكرت وسائل عدة للغش، التقنية منها و الميدانية ،أدت إلى حدوث وقائع غير أخلاقية وغير تربوية وصلت بعض الحالات منها إلى المحاكم وإلى السجن، وأكد المتحدثون «أن نظام المراقبة المستمرة هو الآخر لم يكن في صالح منظومتنا التعليمية ، فهو لم يُحترم، إذ استغل من طرف بعض المدرسين، على قلتهم، لاستقطاب تلامذتهم إلى دروس إضافية لتحسين مدخولهم الشهري قبل تحسين المردودية الدراسية للتلاميذ، وهم بذلك يضربون في العمق المجهودات التي تبذل بهذه الجهة، رغم الصعوبات المختلفة، من نيابة لأخرى».