أفضى تبادل للسب والشتم إلى وقوع جريمة قتل يوم الجمعة الفارط بالمدينة القديمة بالدارالبيضاء، وذلك حين أقدم القاتل على الإجهاز على الضحية، هذا الأخير الذي كان قد عرض الجاني لوابل من السب الذي استهدف شخص والده، وفقا لتصريحه للمصالح الأمنية، سرعان ماتطور إلى تبادل للعنف بمشاركة أطراف أخرى انتهى بإزهاق روح شخص يبلغ من العمر 29 سنة. تفاصيل الواقعة تعود إلى انتقال العناصر الأمنية لدائرة بوركون المداومة، إلى قسم المستعجلات بمستشفى ابن رشد، حيث تمت معاينة جثة شاب وصل ميتا إلى القسم المذكور بعدما تم نقله على متن سيارة خاصة من أحد دروب المدينة القديمة، على إثر تعرضه للضرب والجرح بالسلاح الأبيض، وعند إجراء المعاينة على الجثة تبين إصابتها بجرح غائر على مستوى الرأس، وجرح غائر بالبطن جهة اليسار، بينما كانت اليد مقطعة، كما أن الجثة ملطخة في جلها بالدماء، هذا في الوقت الذي أكد شقيق الضحية على أن شقيقه تعرض للضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض، من طرف خمسة أشخاص على رأسهم أحد الأشخاص الذي يبلغ من العمر 22 سنة. عناصر الشرطة القضائية بأمن آنفا وبعد إحالة القضية عليها فتحت بحثا في الموضوع، حيث عملت على نصب حراسات ثابتة بمختلف أقسام المراكز الصحية بعدما شاع أن الجاني هو أيضا مصاب بإصابات خطيرة برأسه، كما انتقلت عناصر فرقة الأبحاث والتدخلات التابعة للشرطة القضائية والعاملة بالشارع العام إلى مقر سكن الجاني بحي النسيم، كما أوقفت أحد الأشخاص ممن تواجدوا بمكان الحادث ساعتها والذي عوينت عليه حالة السكر البين، فيما حين لم يتم العثور على شخص آخر بمقر سكناه بدرب «كناوة» . الموقوف الرئيسي ويتعلق الأمر بالجاني، صرح أنه يوم 02 ماي الجاري حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا، كان رفقة صديقته، وأحد أصدقائه رفقة صديقته أيضا، يمرون جميعا بدرب الرماد، وهناك صادف الجاني شخصا تربطه به علاقة مصاهرة، وكان المعني يجلس بجانبه شخص آخر يعرفه بلقبه، آنذاك خاطب القريب الجاني بعبارة (وافين أولد ميكو، كيداير واحد باميكو) في إشارة إلى والد الجاني المعروف بلقب ميكو، إلا أن الشخص الثاني بمجرد ما سمع ذلك، حتى وجّه إليه ألفاظا قبيحة في حق والده، وقال له « بيني وبين باك حساب»، وفقا لتصريح الجاني، هذا الأخير الذي رد بالمثل، وتبادلا معا عبارات نابية قبل أن يتدخل أحد الأشخاص لفض النزاع بمؤازرة من صديق الجاني. نزاع سيتطور بعد ان استل الضحية أداة حادة (طرونشي) من جيبه مهددا الجاني بها، هذا الأخير أمسك بكأس زجاجية كانت موضوعة فوق طاولة خشبية ووجه له ضربة مفاجئة أصابته برأسه، فأصيب المعني بحالة غضب شديدة وهيستيريا ، مهددا بالإنتقام منه، فتدخل الشخص الذي خاطب الجاني في البداية وأجبره على دخول أحد المنازل، وبعد أن هدأ الوضع في الشارع خرج لبضع لحظات إلا أنه فوجئ، وفقا لروايته دائما، من جديد بالمعني بالأمر قادما نحوه وكان برفقة شقيقه، حيث بمجرد مشاهدته له شرع في رشقه بواسطة مجموعة من الكتل الحديدية الخاصة بالوزن (الميزان)، وأصابه بإحداها على مستوى شفته العليا متسببا في كسر أحد أنيابه وتورم شفته العليا، فأصابته حالة هيجان حيث حاول التصدي للمعتدي/الضحية، وذلك برشقه بواسطة الحجارة، ثم دنا منه واشتبك معه بالأيدي، حيث تعرض لضربة على مستوى الجبين بواسطة مدية كان يتحوز بها، قبل أن يبادره بدوره بضربة بواسطة صندوق خشبي على مستوى الرأس، فقد على إثره توازنه وسقطت من يده المدية التي استعملها الجاني في الطعنات بطريقة عشوائية، والتي كان يحاول التصدي لها بيده إلى أن أرداه ممددا على الأرض، وهرب رفقة صديقه عبر درب بوطويل.