لماذا تتركين أعداءك يصفون لك الدواء وأنت ممتنة كثيرا لفيض العاطفة. بلادي، متى أنهي أنا وأنت سوء التفاهم حول قوتك وحريتي وتبتسمين باعتزاز بالرغم من كل القصف الذي يأتينا من منصات الخطابة هنا وفي الجوار. بلادي أقسمي أنك لن تأتيني في نشرة الثامنة ملفوفة في لسان الوزراء مثل علمك. ولا مصابة بتصريحات مسؤولي الأبناك المتفرغين للسعادة بعد احتساب أقساط القروض في جيوب البرجوازية الوسطى. المسكينة، اعتقدت بأن الشقق في عدن ممكن توزيعها بالمجان في يوم الانتخابات. صدقيني بلادي، صدقي حدس أنفي، فإني أشم روائح الخديعة.. بلاد ي لماذا لا نتفق أن الذئاب، إذا دخلت تحت الثياب أو ابتسمت، لن تتحول إلى حملان في حقولك ولا أطفال رضع في مهدك. بلادي أنا لك كلي، وأنت لست كذلك. تضعين حزنك تحت الوسادة لكي تعجبي الذين يريدونك ضاحكة قابلة للاستلاب. لماذا تتجولين وحدك وسط اللصوص عارية أحيانا، وأحيانا أخرى خائفة، وأبناؤك البررة ينتظرون إشارة منك. المحتالون جديون للغاية، اللصوص جديون، الباعة المتخصصون في صكوك الفردوس جادون بدورهم.. أنا الوحيد فيما يبدو غير جاد، لأن براءتي تتكوم أمامي مثل كرات الثلج ناصعة البياض و كبيرة. نلتقي في المكتبة الوطنية غدا، وسأقرأ أمامك صك حريتي العتيق، وأنت تنظرين إلى بأفكار غاية في السعادة، لأنك تحبينني قارئا لمسودة الاستقلال. بلادي تقفين وسط الرمال والماء، تتلفتين مذعورة، من كل طيف مثل أي سيدة خائفة من قطاع الطرق يحيطون بها. شمالا وجنوبا، وشرقا، وحتى المحيط الأطلسي، أصبح بيداء للقراصنة وناهبي الثروات الأوروبيين. بلادي، مازال أكبر استثمنار فيك هو .. فقر أبنائك، سنغفر للصوص، سنغفر للذين يسلبون النساء، أساورهم وحقائب اليد، سنغفر للمزورين في نقدك، بلادي، ماذا نفعل للذين يحولون فقر أبنائك إلى حسابات. بعضها في الأرض، وبعضها في السماء. عليك أن تريني أقرأ جرائد اليوم،الفضل لك أن تقرئي تصريحا بممتلكات أصحابها . كان عليك أن تريني، والطبقات تنهض ضدي. بلادي أنا وأنت، وحدنا لا ندري ماذا يخبيء لنا... الماضي. بلادي، لهذا أسألك بحيرة طفل غير مدلل: ماذا فعلت بربيعك؟ ربيع من كلام وورق مقوى كأقوى صناعة وطنية .. سأخونك وستقبلينني أمام الكاميرا كعاشق عاد إليك. بلادي، يا بلادي: الليل هو الوحيد الذي يبدو سعيدا بحالتك الذهنية الشاردة ليل اللصوص والمقامرين وصناع الخرائط التي تقود إلى الهاوية..