شهدت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش تانسيفت الحوز تجمهر أعداد كبيرة من التلميذات والتلاميذ والأمهات والآباء وأولياء أمورهم طيلة أيام الأسبوع المنصرم بداية من يوم الاثنين 29 أبريل 2013، فقد ترددت باستمرار وفود يفوق تعدادها مئات الأشخاص التي تقاطرت منذ الساعات الأولى صباحا من كل يوم على هذه الأكاديمية قصد الحصول على بيانات نقط التلاميذ الذين كانوا أو مازالوا يدرسون خلال الموسم الدراسي الحالي إما بمستوى الجذع المشترك أو السنة الأولى أو الثانية باكلوريا بمؤسسات التعليم الثانوي التأهيلي التابعة للنيابات الإقليمية الست بهذه الجهة، بكل من مدن مراكش والصويرة وقلعة السراغنة وشيشاوة والحوز والرحامنة ، وذلك حتى يتأتى لهم اجتياز مباراة التوظيف للالتحاق بصفوف رجال الأمن أو رجال الدرك أو ولوج إحدى كليات الطب بالمغرب قبل انصرام آخر أجل لهذه المبارايات الذي هو يوم الجمعة 03 ماي 2013، لكن للأسف، سرعان ما تبخرت أحلام الكثير منهم حين تعذر عليهم الحصول على هذه البيانات من مكتب الامتحانات بهذه الأكاديمية ، حيث عاد الكثير منهم على أعقابهم خاسرين وهم يتجرعون مرارة ضياع فرصة ضمان مستقبلهم بعد متاعب وعناء سفر وعذاب نفسي لا يطاق، الشيء الذي لمسناه من خلال التصريحات التي أدلى بها العديد من الأمهات والآباء إلى « الاتحاد الاشتراكي» أثناء تواجدنا بمقر أكاديمية مراكش والحشود مكتظة أمام مكتب الامتحانات إلى أن طال مكان تواجدهم مساحة كبرى شملت سائر أرجاء مقر الأكاديمية ، مما جعلنا ندخل في نقاش مع عدد منهم بغية التعرف عن أسباب ما يحدث، وهكذا فقد أجمع الكثير منهم على أن بيانات النقط بهذا المكتب لا تعطى إلا بواسطة الزبونية والمحسوبية على مرأى أعين الجميع من تلميذات وتلاميذ وأمهات وآباء وأولياء أمورهم الذين اعتاد أغلبهم أن يعيش سنويا نفس هذا الوضع دون حسيب ولا رقيب ، ومن كانت محظوظة أو كان محظوظا تحظى أو يحظى بالشفقة على شخصه من طرف المسؤولة بمكتب الامتحانات بهذه الأكاديمية وكان ابنه من التلاميذ الذين سبق لهم أن درسوا بالجذع المشترك أو السنة الأولى أو الثانية بكالوريا سنة 1999 أو في ما قبلها من السنوات ، فإنها تبعثه ( بلوصاية) إلى إحدى مقاهي الأنترنت (سيبير) التي توجد قرب ثانوية شاعر الحمراء الإعدادية بمراكش الذي يتوفر صاحبه لوحده بهذه المدينة على مطبوع خاص ببيان النقط ، إذ بعدما يتم تمكينه من معلومات التلميذة أو التلميذ يدخل بواسطة الانترنت إلى جانب خاص ببيانات نقط التلاميذ بموقع وزارة التربية الوطنية حيث يقوم هذا الشخص بملء هذا المطبوع الذي يتسلم عقب الانتهاء من عمله مقابل هذه الخدمة ما قدره 30 درهما، يطلب بعدها من زبنائه الرجوع عند هذه المسؤولة التي ما إن تتسلم وثيقة بيانات النقط من أحدهم حتى تبادر على الفور بمراجعتها وإحالتها على رئيس قسم الامتحانات بالأكاديمية قصد المصادقة على نتائج نقطها، أما من عاكسهم الحظ من هؤلاء الراغبين في الحصول على بيانات نقط سنوات الدراسة بالتعليم الثانوي التأهيلي بما فيها نقط المراقبة المستمرة، فيكونون ضحايا متاعب الذهاب والإياب في التنقل بين محلات استقرارهم وهذه الأكاديمية، ناهيك عن مصاريف المبيت والإقامة بأحد فنادق المدينة لمن وفدوا من أماكن أخرى من أحد الأقاليم الستة من خارج مراكش ، و الأنكى من هذا ، يضيف هؤلاء الآباء، أن العديد من بناتهم وأبنائهم التلاميذ ، تم إرجاعهم من طرف هذه المسؤولة إلى إدارة مؤسساتهم التي مازالوا يدرسون بها لكي يأتوا ببيانات هذه النقط المدونة على مطبوع معين تقوم أكاديمية مراكش بالمصادقة على ما تضمنه من نقط ، وكم من تلميذة أو تلميذ منهم سافروا عائدين من أين أتوا ولم يعودوا إلى هذه الأكاديمية بعدما حرموا بطرق لم يفهموا لها معنى من الحصول على بيانات نقط تعليمهم بإحدى مؤسسات التعليم الثانوي التأهيلي الخاضعة لنفوذ نيابات الأقاليم التابعة لأكاديمية جهة مراكش تانسيفت الحوز ، حيث فوتت عليهم ذكورا وإناثا فرص المشاركة في إحدى مباريات التوظيف ليحكم عليهم بتجرع علقم مرارة التذمر والإحباط في ما قد يخول لهم ضمان مستقبل مشرق، مادام الحال على هذا المنوال بأكاديمية مراكش .