أظهر استطلاع للرأي أجراه منتدى بيو للدين والحياة العامة، في عدد كبير من الدول الاسلامية، من بينها المغرب أن المجتمعات الفقيرة ينتشر فيها تصور متشدد لتطبيق تعاليم الشريعة الاسلامية مقارنة مع المجتمعات الاكثر افتاحا وتطورا. الاستطلاع الذي شمل أزيد من 38 ألف شخص، في مختلف الدول التي يعيش فيها المسلمون، سواء كأكثرية أو كأقلية، أظهر أن غالبية المسلمين يريدون تطبيق الشريعة الاسلامية، مع تضارب في الأراء حول المجالات التي يمكن أن تطبق فيها والجهة المخولة بذلك، واختلاف كذلك حول مفاهيمها وفي حين اعتبر أزيد من ثلاثة أرباع المستجوبين في إفريقيا وآسيا أن قضايا الأحوال الشخصية مثل الزواج والإرث يجب أن تبت فيها محاكم الشريعة، في حين قل التأييد ل «تطبيق الحدود» مثل قطع يد السارق أو إعدام المرتد..وهي عقوبات لا تطبق في الدول الاسلامية باسثتناء السعودية وإيران. وبخصوص تطبيق الشريعة على غير المسلمين، أظهر الاستطلاع أن المسلمين في أغلبية الدول التي شملها الاستطلاع وعددها 39 دولة، لا يؤيدون فرض تعاليم الشريعة على غير المسلمين، كما أظهر الاستطلاع تأييد الغالبية العظمى للمستجوبين لحق معتنقي الديانات الأخرى في ممارسة شعائرهم، وكان أكثر الداعمين لهذا الحق في المغرب، بنسبة 71% في حين كان الأكثر تشددا هم المصريون، حيث اعتبر 74% منهم أنه يجب تطبيق الشريعة على غير المسلمين ورفضت أغلبية المستجوبين اللجوء إلى التفجيرات الانتحارية. ففي المغرب عبر 74 % عن رفضهم لهذا الأسلوب، في حين لقي تأييدا بنسبة 39 بالمئة في أفغانستان و29 بالمئة في مصر. وتتباين وجهات النظر بشدة حول ما اذا كانت المرأة يجب أن تقرر بنفسها ارتداء الحجاب اذ يوافق على ذلك 89 بالمئة في تونس و79 بالمئة في اندونيسيا بينما يرفضه 45 بالمئة في العراق و30 بالمئة في أفغانستان. وقالت أغلبية -من 74 بالمئة في لبنان الى 96 بالمئة في ماليزيا- ان الزوجات عليهن طاعة أزواجهن دائما. ورأت أقلية أن التوترات بين السنة والشيعة مشكلة كبيرة جدا وقد بلغت النسبة 38 بالمئة في لبنان و34 بالمئة في باكستان و23 بالمئة في العراق و 14 بالمئة في تركيا. ويلوح في الافق الصراع مع الاديان الاخرى بشكل أكبر ، إذ قال 68 بالمئة في لبنان و65 بالمئة في تونس و60 بالمئة في نيجيريا و57 بالمئة في باكستان أنها مشكلة كبيرة. وفي تعليق حول هذا الاستطلاع، قالت نهلة سهال، وهي محللة في منتدى بيو في تصريح ليومية إيل موندو الاسبانية، إنه في حين يعتبر أغلب المسلمين في العالم أن المثلية الإجهاض والداعرة سلوكات غير صائبة، إلا أنهم غير متفقين حول كيفية تفسير تعاليم الشريعة الإسلامية بخصوص مسائل مثل الطلاق، التنظيم العائلي وتعدد الزوجات. وأضافت الباحثة أن الاستطلاع يؤكد أنه في العديد من الدول الإسلامية يعتقد المسلمون أن الشريعة يجب أن تطبق فقط على المسلمين ، وأنهم يؤيدون حرية التدين بالنسبة لغير المسلمين.