اختتمت مساء يوم السبت 20 ابريل 2013 فعاليات الدورة الثانية من المهرجان الجهوي للأغنية المغربية الذي نظمته جمعية الشعلة للتربية والثقافة فرع التقدم واستقطب اكثر من 700 شابة وشاب من مدن الخميسات، تيفلت، تمارة، سلا، الصخيراتوالرباط . فبعد مسار اقصائي استمر طيلة شهري فبراير ومارس وادى إلى اختيار عشرة اصوات للتباري على المراتب الثلاث الأولى، احتضنت قاعة باحنيني أمسية التتويج التي كانت كذلك لحظة احتفاء بمسحة حنين مشدود إلى زمن الاغنية المغربية الجميل. حيث ازهرت أصوات التصقت بالذاكرة المشتركة للمغاربة بمختلف أعمارهم. فكان تكريم الايقونة حياة الإدريسي استعاد معها الحاضرون ملحمة خربوشة، ورجفات « خايفة»، وانتقلوا بذاكرتهم إلى سلاسة تنقلها بين المقامات الموسيقية والصور الشعرية لأغاني أم كلثوم التي تتمنع أغانيها على الكثيرين، ولكن ليس على صوت حياة. بسيطة كعادتها أطلت حياة الادريسي على ضيوف الشعلة لتشكر بصدق وتواضع جمهورها وكل من أثثوا مساحة التكريم بالحب والفن الجميل. مؤكدة أن الزخم الذي خلقه المهرجان وقوة تفاعل الشباب مع مراحله الاقصائية هو انعكاس لما يختزنه المغرب من المواهب الأصيلة والأصوات الغنائية. مذكرة في الآن ذاته بأهمية هذا النوع من الانشطة بالنسبة للفنان الذي يحتاج إلى فضاءات تستوعب موهبته وفنه في ظل الصعوبات التي تواجه كل بداية. حياة الادريسي استعادت بداياتها مع مهرجان «مواهب» الذي كان مدرسة أساسية للكثير من الأصوات والفنانين الذين بصموا ذاكرة الاغنية المغربية . كما أشارت إلى المجهودات الذاتية التي بذلتها من أجل شق طريقها إلى الاذاعة والتلفزيون قبل التعامل مع فنانين كبار من بينهم الأستاذ الحبيب الإدريسي و عبد القادر الراشدي ومحمد و بن همو و شكيب العاصمي و في الثمانينيات القرن الماضي مع المبدع عزيز حسني. وهنا تقف حياة الادريسي عند مقدار الألم الذي اكتنفته رحلة الرواد نحو النجومية قائلة «نحن نحثنا في الصخر وعانينا كثيرا من أجل الوصول بالأغنية المغربية للتألق». قبل أن تأخذ جمهور المهرجان الجهوي للأغنية المغربية في نزهة خلال حدائق صوتها عبر أغاني «يا محمد صاحب الشفاعة»، «يا مصباح الهدى»، ثم«سيرة الحب» لأم كلثوم. عبد الحميد لبيلتة، نائب رئيس جمعية الشعلة للتربية والثقافة، أكد على أهمية هذا الحدث الفني الذي ينظمه فرع الرباط التقدم، على اعتباره تجسيدا لاختيار ثقافي يساهم في دعم الشباب المبدع. بعد ذلك تناول الكلمة سعيد العزوزي مدير المهرجان الذي أكد بأن الزخم الذي خلقه المهرجان على مستوى التفاعل الشبابي والمنتوج الفني كميا ونوعيا يعكس الغياب الملحوظ للجهات المعنية باتصالا بقضايا الأغنية المغربية المعاصرة التي تساهم في الرفع من ذوق المتلقي وترسيخ انتمائه للغنى الثقافي المغربي الذي تعكسه الاغنية الحاملة لقيم المواطنة والحب والالتصاق بالحضور الانساني في مختلف تمظهراته. منبها في الآن ذاته إلى التشويه الذي يطال الهوية الثقافية والفنية المغربية نتيجة الاغتراب الذي يعيشه الشباب المغربي نتيجة الغزو الثقافي و الفني المتزايد والمؤدي في نهاية المطاف إلى استلاب الذوات الناشئة. علما أن الموروث الموسيقي المغربي تحديدا يجسد بصدق الهوية المغربية المتنوعة والمتناغمة والتي يتعايش في ظلها الإفريقي، الأمازيغي، العربي، الحساني والأندلسي . أمسية الحفل الاختتامي زادها بهاء جوق طه للأغنية المغربية واللمسة الابداعية للفنان عبد الحريم المنياري الذي قدم الحفل، حيث تعاقبت الأصوات العشر على أداء أغاني من الريبيرتوار المغربي، لتفور سلمى بن ندير من مدينة تمارة بأغنية «اعلاش يا عيوني» كلمات أحمد الطيب لعلج و ألحان و غناء محمد فويتح، وبالمرتبة الثانية خديجة بورحيم من مدينة سلا في أغنية «مرسول الحب» كلمات علي الحداني و غناء الفنان عبد الوهاب الدكالي، وبالمرتبة الثانية عبد الرزاق بن العربي من مدينة الرباط في أغنية «الصبر تقاضى» كلمات علي الحداني و ألحان عبد القادر وهبي و غناء عبد الهادي بالخياط. لحظة التكريم تميزت بتقديم بوابة مدينة الرباط لحياة الادريسي من طرف منير الشرقي عضو المكتب الوطني لجمعية الشعلة للتربية والثقافة.