اختتمت مساء يوم السبت 06 أبريل 2013 بقاعة المهدي بن بركة الإقصائيات النصف نهائية للدورة الثانية للمهرجان الجهوي للأغنية المغربية الذي تنظمه جمعية الشعلة للتربية والثقافة فرع الرباط التقدم. الدورة الحالية خصصت تكريما دافئا لأيقونة المغربية حياة الادريسي، كما استمرت محطاتها الاقصائية طيلة شهري فبراير ومارس من مدن تمارةالصخيراتتيفلتسلاوالرباط بمشاركة أزيد من 700 شاب و شابة تداعووا لدعوة الشعلة إلى الإسهام في إنعاش واستعادة ذاكرة الأغنية المغربية بما تختزنه من حمولة فنية وثقافية وحضارية يتعايش داخلها العربي والأندلسي والأمازيغي والإفريقي. التقينا سعيد العزوزي عضو المكتب الوطني لجمعية الشعلة للتربية والثقافة ومدير المهرجان، وكان لنا معه الحوار التالي: مهرجان الأغنية المغربية الذي تنظمه جمعية الشعلة للتربية والثقافة فرع الرباط التقدم يطفئ شمعته الثانية هذه السنة، فما هي أهداف هذا النشاط ؟ كما تعلمون، فإن جمعية الشعلة للتربية والثقافة منظمة ثقافية وتربوية تهدف لتربية وتكوين الطفولة والشباب، ومن ثم، فإن الهدف العام الذي يحكم كل أنشطتنا ومن ضمنها مهرجان الأغنية المغربية هو تربية الشباب على القيم الحضارية والفنية والثقافية للمجتمع المغربي. وقد اخترنا منها جانب الإبداع الفني المتعلق بالأغنية المغربية التي شكلت دوما خزانا للقيم الفنية بغناها الثقافي وحمولتها الجمالية التي ساهمت في تربية وتهذيب الذوق المغربي. كما أننا نستهدف الشباب لحماية هذا التراث الفني من التشوهات التي أضحت تلحق به أثر غزو الموسيقى الهجينة والتي تساهم في تدني الذوق العام. خصصت الدورة الحالية تكريما للفنانة حياة الإدريسي فما هو مغزى هذا الاختيار؟ تكريم الرائعة حياة الادريسي هو احتفاء بالمرأة المغربية المبدعة بالدرجة الأولى، واحتفاء كذلك بالأصوات النسائية الرائعة التي جعلت الأغنية المغربية أقرب إلى قلوب المغاربة من أي اختيارات غنائية أخرى. فقد تم تخصيص الدورة الأولى لتكريم الرائدة نعيمة سميح، فيما تم تخصيص الدورة الحالية لتكريم الفنانة الكبيرة حياة الإدريسي انسجاما مع أهداف وغايات المهرجان. وبالتالي فاختيار حياة الإدريسي هو اختيار لنموذج فني ملتزم وجاد في أعماله. والكل يعرف، بطبيعة الحال، مدى وفاء الرائعة حياة الادريسي للأغنية المغربية إيقاعات وألحانا وكلمات وقيما كذلك. فمن منا لا يستعيد بإحساس عاصف أغنية «خربوشة»؟. لذلك تبقى الفنانة حياة الإدريسي نموذجا يحتذى بالنسبة للشباب والأجيال القادمة من أجل الحفاظ على توهج وتألق الأغنية المغربية. كيف مرت الإقصائيات في جهة الرباطسلا زمور زعير ؟ تم تنظيم الإقصائيات بكل من مدن الخميسيات تيفلتسلاالرباطتمارةالصخيرات بمشاركة أزيد من 200 شاب وشابة. وقد سهر على هذه الإقصائيات طاقم فني من عازفين وشعراء وفنانين حيث تم اختيار 20 صوتا من مختلف مدن الجهة شاركوا في الإقصائيات نصف النهائية يوم السبت 06 أبريل 2013 رفقة جوق الرباط للأغنية العربية برئاسة الفنان الطاهر طه، وتم اختيار 10 أصوات ستكون حاضرة في المنافسات النهائية يوم 20 أبريل 2013 بقاعة باحنيني بالرباط. المشروع الثقافي للشعلة يتجاوز مهرجان الأغنية المغربية سواء من حيث علاقته بالشباب أو علاقته بالمكون الثقافي والفني، فماذا بعد المهرجان؟ الهدف الأساسي للمهرجان هو اكتشاف المواهب المغمورة و الصاعدة وزرع الثقة في الأصوات الجيدة وتقديمها للجمهور بصورة أفضل، حيث سيخضع المتبارون بعد نهاية الإقصائيات لحصص تكوينية مكثفة في الإلقاء ومخارج الحروف والضبط الموسيقي والتحرك على الخشبة إضافة إلى تمارين موسيقية على المعزوفات والأغاني التي تناسب أصواتهم بهدف تمكينهم من تقديم لأحسن ما لديهم خلال الحفل الختامي. وسيكون عليهم بعد ذلك شق طريقهم استثمارا لفرصة الغناء أمام جمهور عريض و برفقة جوق كبير من أشهر العازفين لمدينة الرباط. كما أن هناك هدية من أحد الملحنين، وهي عبارة عن ثلاث قطع موسيقية للفائزين الثلاث الأوائل. لكن يبقى على الجهات القائمة على القطاع كوزارة الثقافة أن توجد فرصا لمثل هؤلاء الشباب وتيسر وولوجهم لعالم الفن ، خصوصا وأن المغرب يعج بالمواهب الغنائية التي أثبتت جدارتها بتفوق على الصعيد العربي خصوصا، والدليل هو تفوقهم الواضح في مختلف برامج المسابقات التي نظمتها في السنوات الأخيرة مجموعة من الفضائيات العربية. تنظمون مثل هذه المبادرات الكبرى التي تساهم إلى حد كبير في تأمين فرص المشاركة للشباب قصد إدماجهم في مختلف مناحي الحياة العامة، فماهي أشكال الدعم التي تم توفيرها للمهرجان ؟ إلى حدود اليوم لم نحصل على أي دعم من أية جهة، وبالتالي فالنشاط ممول من طرف الجمعية في انتظار مساهمة الجماعة الحضرية للرباط التي لاتبخل علينا في مثل هذه المناسبات. كما ننتظر رد المندوبية الجهوية لوزارة الثقافة. ودون دلك فإن الجمعية تحملت أعباء الإقصائيات والتحضيرات لأزيد من 3 أشهر.