طوّر العلماء من مهندسين ومعماريين، في عام 1975 في وكالة الفضاء «ناسا» بولاية كاليفورنيا الأمريكية، تصميماً لمستعمرات ضخمة على سطح القمر، صالحة لأن تكون مأهولة بالبشر. لكن لم يتمّ تحقيق ذلك على أرض الواقع. غير أن الإدارة العُليا لوكالة ناسا عادت حالياً للتفكير مجدداً وبجدية حول بناء مستوطنة فضائية صالحة لمعيشة البشر. و في هذا السياق طلب مدير وكالة ناسا الفضائية «وليام غيرستنماير» من المختصين دراسة الجدوى حول بناء محطة فضائية تكون صالحة لحياة البشر ولكنها متخصصة لخبراء وعلماء الفضاء على أن يتم إنشاؤها وراء القمر: وذلك عند نقطة لاغرانج L2. ونقاط لاغرانج هي نقاط مميزة في الفضاء وتنعدم عندها تأثير قوة جاذبية الكواكب والنجوم والأجسام الفضائية. وهذه النقاط في علم توازن جاذبية الأجرام السماوية هي أماكن في الفضاء ينعدم عندها تأثير جاذبية جُرْمَين سماويين كبيرين على جسم ثالث. ويكون الجسم الثالث في العادة أصغر حجماً. وتوجد 5 نقاط من هذا النوع. وبالنسبة للأرض والشمس وأي جسم ثالث أصغر حجماً مثل: قمر صناعي أو مركبة فضائية، توجد 3 نقاط مهمة في الفضاء، يُرمز لها عادة بِ L1 و L2 و L3. وتسمية لاغرانج ترجع إلى العالم الفرنسي الخبير في علِمَيْ الرياضيات والفلك يوسف لويس لاغرانج، الذي عاش حوالي 77 عاماً في القرنين السابع والثامن عشر. ومن هذه المحطة، ومن خلال التحكم الآلي عن بُعد، قد يتمكن الخبراء الموجودون في الفضاء من توجيه تجهيزات إنقاذ واستطلاع أخرى موجودة على سطح القمر المقابل للكرة الأرضية. ومن شأن ذلك الحصول على معلومات أرضية تسهم في إنقاذ البشر من الكوارث مثلاً.