انتقد حزب الاستقلال بشدة الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بنعبد الله من خلال افتتاحية نشرت على صدر جريدة «العلم» في عدد يوم أمس الاثنين، وذلك ردا على ما جاء على لسانه في اللقاء الصحافي الذي نظمه في الأيام القليلة الماضية، إذ وصفت الافتتاحية تصريحات زعيم الحزب الحليف في حكومة بنكيران بأنه يحتاج إلى جهد كبير بسبب ما وصفته بالتسرع والسطحية. ورأت الافتتاحية أن نبيل بنعبد الله لم يكن مقتنعا بأداء زميله في الحكومة الناطق الرسمي لها، لذلك دفع به جانبا وأخذ موقعه يقدم له دروسا ليست مفيدة على كل حال في الدفاع عن الحكومة أو لنقل عن جزء من الحكومة، في إشارة واضحة للدفاع عن حزب العدالة والتنمية. ودعت لسان حال حزب الاستقلال باقي الوزراء ألا يقتدوا بالاجتهاد الذي ذهب إليه الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وإلا ستصبح، تضيف الافتتاحية، أمام ظاهرة تدعو إلى الشفقة قبل أن تنشر في الرأي العام مظاهر الضحك والاستهزاء، حينما يصبح للحكومة ناطقون كثر باسمها، كل يتغنى بليلاه، كما دعا حزب الاستقلال بنعبد الله أن يوجه نقدا ذاتيا لشخصه وحزبه، وهو ينتقد الحكومات السابقة، على اعتبار أن حزب التقدم والاشتراكية ظل ملتصقا بجميع الحكومات التي عرفها المغرب طوال الخمس عشرة سنة الماضية، وكان حريصا على هذا الالتصاق مهما كلفه ذلك من ثمن. وفي لهجة تصعيدية ستكون لها ما بعدها، وصفت جريدة «العلم» حزب التقدم والاشتراكية، أنه الحزب الذي ظل مكملا تابعا مواليا لقوى سياسية رئيسية، بغض النظر إن كانت ذات مرجعية اشتراكية تنسجم مع هوية الحزب، أم ذات مرجعية إسلامية معارضة لهذه الهوية. وأكد الاستقلال أن نبيل بنعبد الله أحسن التفاوض خلال تشكيل الحكومة الحالية، وحاز حزبه على أربع حقائب وزارية هامة، وهو، تقول الافتتاحية، نصيب أو قسمة لاتوازي قوة الحزب وحجمه الانتخابي. ووفق تحليل قيادة حزب الاستقلال، فإن ما ذهب إليه نبيل بنعبد الله في تصريحاته يأتي في إطار إصرار نبيل بنعبد الله على العض بالنواجذ على التجربة الحالية وتجريم أي انتقاد لها، خصوصا وأن مجمل القطاعات التي تحمل مسؤوليتها أشخاص قياديون من هذا الحزب لم تشهد أي تغيير أو حتى حركية تذكر، حيث ينظر زعيم التقدم والاشتراكية إلى المرحلة الدقيقة التي تمر بها التجربة الحالية نظرة عددية مصلحية صرفة دون أن ينتبه أنه يطعن أحزابا كانت حليفة له، وطعن مناضلين من نفس الحزب تحملوا أعباء المساهمة في انتقال البلاد للمرحلة التي أفرزت فعلا حكومة منتخبة انتخابا ديمقراطيا، وعلى رأس هؤلاء المناضلين اسماعيل العلوي وغيره من هذا الحزب الوطني.