لم يعتقد كل من الزميل محمد بودرهم وادريس بناني، الصحافيين في الأسبوعية المغربية الناطقة باللغة الفرنسية «تيل كيل» أن يوما ما سوف يقودهما المغني الفرنسي، فابيان مارسو، الذي اختار لقب «الجسد الكبير المريض» بعدما استعاد قدرته على الحركة إثر شلل مس رجليه بعد أن أصيب بعموده الفقري، للاستماع إليهما من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية. لقد اختار كل من محمد بودرهم وادريس بناني، لقب «الجسد الكبير المريض»، لهذا المغني الفرنسي المعروف بأشعار «الصلام» ليكون عنوانا لتحقيق صحفي كان غلاف العدد قبل الأخير للأسبوعية، تم خلاله رصد وتقديم صورة عن وضعية رجال الأمن في المغرب. وقد علمت يومية «الاتحاد الاشتراكي» أن عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، التي يوجد مقرها بالدار البيضاء، استدعت الجمعة الماضية كلا من الصحفي محمد بودرهم وادريس بناني، رئيس قسم الاخبار الموقعين على تحقيق الاسبوعية المغربية الناطقة باللغة الفرنسية «تيل كيل»، الذي اتخذ عنوانا له «الشرطة: الجسد الكبير المريض» من أجل الاستماع اليهما بخصوص «شكل ومضمون التحقيق»، الذي يتخذ من رجال الأمن موضوعا له. وأكدت نفس المصادر أن التحقيق مع بودرهم وزميله بناني دام من الساعة التاسعة صباحا إلى حوالي السابعة مساء، وذلك على خلفية شكاية ضد الأسبوعية المغربية الناطقة باللغة الفرنسية «تيل كيل» تقدم بها محامي الإدارة العامة للأمن الوطني، تشير إلى «إهانة هيئة ينظمها القانون». ولم تستبعد ذات المصادر أن تكون عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية قد تناولت بالتحليل خلال الاستماع إلى كل من بودرهم وبناني شكل ومضمون هذا العمل الصحفي، الذي تم إنجازه أسابيع بعد حالة إطلاق الرصاص من مسدس وظيفي لرجل أمن بمدينة التي عاشتها مدينة بلقصيري، حيث تضمن التحقيق معطيات وصورا وشهادات ترصد وضعية رجال الأمن في المغرب. وذهبت تقارير إعلامية إلى الإشارة إلى أن هذه الشكاية «الأولى» التي توضع ضد الاسبوعية المغربية الناطقة باللغة الفرنسية «تيل كيل» بعيد اقتناء كل من كريم التازي وخالد الحريري، لأسهم الشركة الناشرة للأسبوعية، كما تخوف إعلاميون من أن يتم تأويل «استدعاء» صحافيين للاستماع لهما في موضوع تناولته كل وسائل الإعلام منذ حادث بلقصيري، وجعله «يحمل ما لا يحتمل» من رسائل سياسية، ذلك أن الأسبوعية المغربية الناطقة باللغة الفرنسية «تيل كيل» كانت قد نشرت غلافا في عددها الأخير صورت خلاله رئيس الحكومة ك«وحش» . كما اعتبرتها ذات المصادر اعلامية أول شكاية من هذا النوع بعد الربيع العربي توضع ضد المجلة متسائلين في السياقين معا هل هي «حادثة سير» تزامنت مع صفقة عقد شراء «تيل كيل»، التي أكدت لنها ستنهج « الاستفزاز غير المجاني»؟