تحتضن مدينة الصويرة، من 20 إلى 23 يونيو المقبل، الدورة 16 لمهرجان كناوة موسيقى العالم، التي تعد بسحر الموسيقى، قوة الحوار وانصهار الثقافات. وأوضح بلاغ للمنظمين أن هذه الدورة، التي ستحمل برمجة غنية تجمع بين الفن الكناوي وفن الجاز وموسيقى العالم، تعمل على تجديد وجود هذا الموعد السنوي الموسيقي المتفرد، الذي يحتل مكانة هامة ضمن الأجندة الثقافية المغربية والدولية، من خلال حرصه على نقل ثقافة وتراث كناوة العريق عبر العالم. ويجعل هذا المهرجان، الذي يظل وفيا لروحه المجسدة لأصالة المغرب، من المزج الفني والاكتشاف جوهر برمجته الموسيقية، من خلال تثمين الإرث الإفريقي ضمن الهوية المغربية المتعددة والانفتاح على باقي ثقافات العالم. فبأزيد من 40 حفلا موسيقيا على مدى أربعة أيام، يعد المهرجان عشاقه هذه السنة بلحظات استثنائية يلتقي خلالها كبار معلمي الفن الكناوي بضيوفهم من العالم، في مزيج موسيقي فريد من نوعه، بمدينة الصويرة، المتجذرة في إفريقيا والمنفتحة على العالم والتي تعد ملتقى للحضارات وشكلت على الدوام أرضا للحوار بين الثقافات والأديان. وتحمل برمجة المهرجان، المستوحاة من الأرض الإفريقية في لقائها بموسيقى الجاز عبر العالم، مزيجا من أصوات الموسيقى المغربية والإفريقية والعالمية، من بينها يوسو ندور، إلى جانب مواهب شابة حملت المشعل لإغناء هذا الريبرتوار. كما تحضر أسماء وازنة في فن الجاز لتترك بصمة ضمن هذا المزيج المتفرد. وستتميز دورة 2013 أيضا بتكريم ثلاثة أسماء في عالم الفن الكناوي رحلت هذه السنة، ويتعلق الأمر بمايسترو مجموعة ناس الغيوان الأسطورية عبد الرحمان باكو والمعلمين الشريف الركراكي وعبد الله غينيا. كما يشكل منتدى المهرجان، الذي تأسس السنة الماضية، ويناقش في دورته الثانية موضوع «مجتمعات تتحرك .. شباب العالم»، فضاء للنقاش والتبادل بين متدخلين مغاربة وأجانب من مختلف الآفاق. هذا، وكانت الدورة ال15 لمهرجان «كناوة وموسيقى العالمش، التي نظمت في شهر يونيو ، أيضا مناسبة للاحتفال ب«اليوم العالمي للموسيقى»، في حضور أكبر معلمي «كناوة» بالمغرب، وضيوفهم من كافة أنحاء العالم. واستقبلت مئات الآلاف من عشاق الموسيقى، من خلال حفلات موسيقية وإقامات فنية ولقاءات للحوار والنقاش، لأن ما يميز هذا المهرجان الفريد من نوعه أن موسيقى «كناوة» ليست مجرد موسيقى عادية، إذ تتميز من جهة بإيقاعات قوية محملة بثقل الأساطير والمعتقدات الموغلة في القدم ومشحونة بالإرث الحضاري الأفريقي والأمازيغي والعربي، وتتوسل بالإيقاعات والألوان، وخاصة اللونين الأحمر والأزرق، وإحراق البخور، وكل الوسائط الأخرى، كما تتوسل بآلات خاصة، مثل «الكنبري» أو «السنتير» (آلة وترية من ثلاثة حبال)، و«الكنكة» (الطبل)، ثم «القراقب» (صنوج حديدية). تجدر الإشارة إلى أن علاقة الصويرة بموسيقى «كناوة« تعود إلى أصول أفريقية، قد انطلقت منذ القرن ال17. مع تحول المدينة إلى مركز تجاري مهم ونقطة تبادل تجاري مع «تومبوكتو» في مالي، ولذلك تتباين الآراء بخصوص أصل تسمية «كناوة»، فهناك من يجعلها تحريفا لغينيا، وهناك من يجد لها أصولا أمازيغية، من خلال كلمة «أكال إكناون»، وتعني الشخص الغريب الذي لا يفهم كلامه، أو من يربطها بمعان ترتبط بمفردة «قن» كتعريف ومرادف لكلمة «عبد». و.م.ع