قررت لجنة البرمجة تأخير مباراة الكلاسيكو بين الرجاء البيضاوي والجيش الملكي، برسم الدورة 23 من البطولة «الاحترافية» يوما واحدا، حيث ستجري يوم الخميس بمركب محمد الخامس في الساعة السابعة مساء، بدلا من يومه الأربعاء. ووجدت الجامعة نفسها مضطرة إلى هذا الحل، بعدما لم يفض الاجتماع الذي دعت إليه صباح أول أمس الاثنين بحضور ممثلي الفريقين المتنافسين إلى أي حل، في ظل تمسك كل طرف بموقفه. فالرجاء أصر على إجراء المباراة في موعدها (الأربعاء في الساعة التاسعة ليلا بمركب محمد الخامس)، والجيش الملكي طالب باحترام العرف الذي دأبت الجامعة على تطبيقه، مستحضرا حالتي الوداد والفتح اللذين تأجلت مبارتيهما إلى الأسبوع المقبل. غير أن هذا القرار خلف حالة ارتباك في صفوف فريقي الوداد البيضاوي والنادي القنيطري، اللذين كان مقررا أن يتواجها يوم غد الخميس عن الدورة 24 بمركب محمد الخامس في الساعة الثامنة ليلا. واستنكر ياسين سعد الله، نائب الكاتب العام بالفريق الأحمر، هذا القرار الذي هضم حقوق فريقه، مشيرا في اتصال هاتفي مع الجريدة، إلى أن الجامعة «حكرت» الوداد، حينما لم تستشره في قرارها القاضي بتأخير مباراة الكلاسيكو. وأضاف أن الوداد يحترم كلا من الرجاء والجيش الملكي، لكنه لا يقبل أن يتم إرضاء الغير عبر المس بمصالحه وهضم حقوقه. وأكد أن الوداد قام بطبع تذاكر مباراته أمام الكاك، واتخذ كافة الترتيبات، قبل أن يفاجأ باتصال هاتفي من أحد مسؤولي الجامعة يطالب بالبحث عن ملعب لهذه المباراة وفي أي توقيت وأن الجامعة ستوافق عليه. وشدد على أن المكتب المسير للوداد سيدافع عن حقوق فريقه ، ولن يقبل أن يكون سورا قصيرا يسهل تجاوزه. وختم ياسين سعد الله تصريحه بالقول «بالتأكيد سيرفض الوداد برمجة هذه المباراة خارج مركب محمد الخامس، مقترحا إجراء مباراته أمام الرجاء الملالي ببني ملال عن الدورة 23، وتأجيل مباراة الكاك إلى حين انتهاء بطولة إفريقيا للفتيان، حيث سيكون مركب محمد الخامس أحد ملاعب التنافس». ورحل وفد ودادي صباح أمس الثلاثاء إلى الجامعة يتكون بالإضافة إلى سعد الله من عضو المكتب المسير نور الدين ينكيران والكاتب الإداري إدريس مرباح، من أجل البحث عن صيغة توافقية لهذا المشكل، الذي عكس بالملموس مدى التخبط والارتجال الذي يطبع سير الجامعة ولجنة البرمجة تحديدا. نفس المنحى سار عليه مسؤولو النادي القنيطري، الذين تراجعوا عن الحجز بالفندق الذي كان سيقيم به الفريق، كما ألغوا المعسكر التدريبي الذي كان قد برمجه المدرب زوران استعدادا لهذه المباراة، التي تكتسي أهمية كبرى بالنسبة للكاك في طريق البحث عن الأمان. وحسب مصدر مسؤول، فإن الفريق القنيطري - وبعدما لم يتوصل إلى حدود مساء أول أمس الاثنين بالبرنامج النهائي للدورة 24 - قام بإلغاء كل الترتيبات التي اتخذها لمباراته أمام الوداد، مشيرا إلى أنه راسل الجامعة في نفس اليوم يطالب ببرمجة مباراة رجاء بني ملال أولا، لأن الفرق المهددة بالنزول يجب أن تكون على خط متساو، وأن يتم الحفاظ على مبدأ تكافؤ الفرص، عبر إنهاء كافة المؤجلات، وبعدها برمجة مباريات البطولة. وألمح مصدرنا إلى أن النادي القنيطري لن يسافر إلى مدينة الدارالبيضاء في حال برمجة المباراة يومي الخميس أو الجمعة، وأنه سيتقدم باعتذار، وعلى الجامعة تحمل تبعات قراراتها غير المحسوبة، مؤكدا على أن الجامعة كان يجب عليها أن تكون أكثر احترافية، وأن تكون قراراتها رزينة وتراعي مصالح الجميع، قبل أن يضيف بأن «مثل هذه القرارات لم تكن موجودة حتى في عهد الهواية». وأجمعت العديد من المصادر على أن لجنة البرمجة أساءت التقدير، أولا ببرمجة دورة مبتورة على مدى خمسة أيام، وتأجيل مبارتين عنها، وكان من الأجدر تأجيل الدورة بأكملها إلى الأسبوع الجاري، وبدؤها بقمة الرجاء والجيش، كما أنها أخطأت، أيضا، عندما لم تستحضر مصالح الوداد والكاك، و«أجلتهما» بجرة قلم. وأشارت ذات المصادر إلى أن هذه اللجنة، وعندما طلبت مهلة لاتخاذ قرارها في خلاف الرجاء والجيش، كان عليها أن تضع نصب عينها كل الاحتمالات، لأنه لا يعقل أن ترجح كفة فريق على حساب فريق آخر.