استنكرت النقابات الخمس تجاهل المدير «فتح باب الحوار معها باعتبارها الأكثر تمثيلية، والمؤطرة للوقفة الاحتجاجية، في سبيل إيجاد حل للمشاكل التي أصبحت تعيشها أطر الاكاديمية»، ولم يفت هذه النقابات الإعلان عن «الاحتفاظ لنفسها، كنقابات وأطر عاملة بالأكاديمية، بحقها في اتخاذ جميع الأشكال النضالية المشروعة ضد تعنت المدير عن إيجاد الحلول الملائمة لفض النزاعات. ارتفعت وتيرة التوتر بين عدد من موظفي الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بمكناس، ومدير هذه الأكاديمية، قبل دخول الوزير محمد الوفا على الخط لمؤازرة مدير الأكاديمية ، إذ فوجئ الرأي العام الإقليمي والوطني بالأكاديمية وهي تعمم نبأ إقدام بعض الموظفين، يوم الجمعة الماضي، على اقتحام مكتب المدير الجديد، مطالبين إياه بالاستفادة من عطلة الأسدس الثاني، في حين خرجت الوزارة الوصية بالتأكيد على أن هذه العطلة «تهم فقط التلميذات والتلاميذ والأستاذات والأساتذة»، واصفة العمل، الوهمي أصلا، ب»المشين»، بل وفي سابقة «مشينة» طالبت الوزارة من السلطات الأمنية التدخل ضد المحتجين، وهددت هؤلاء الموظفين باتخاذ الإجراءات الإدارية لإرجاعهم إلى أسلاكهم التعليمية أو مهامهم الأصلية. وعلى إثر بلاغ وزارة محمد الوفا حول «مزاعم اقتحام مكتب مدير الأكاديمية الجهوية»، قررت خمس نقابات تعليمية بمكناس تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الأكاديمية الجهوية، يومه الاثنين 8 أبريل 2013، وذلك بعد تعميمها لبيان مشترك على الرأي العام والمسؤولين على قطاع التربية والتكوين، أكدت فيه زيف تهمة الاقتحام، ونفت بشكل قاطع ما ماوصفته ب»الكذب والافتراء»، نظرا لما يتسم به العاملون بالأكاديمية من «انضباط والتزام ومسؤولية وتفان في تسيير وتدبير شؤون عملهم»، ويعتبرون «نموذجا على الصعيد الوطني»، يضيف البيان النقابي المشترك الذي حصلت «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منه. النقابات الخمس، النقابة الوطنية للتعليم (ف. د. ش)، الجامعة الحرة للتعليم (ا. ع. ش. م)، الجامعة الوطنية لموظفي للتعليم (ا. و. ش. م)، الجامعة الوطنية للتعليم (ا. م. ش)، والنقابة الوطنية للتعليم (ك. د. ش)، عبرت، من خلال ذات بيانها، عن استغرابها حيال «مبادرة الوزارة بإصدار بلاغها المتسرع دون القيام بالتحريات المطلوبة للتأكد من تلك المزاعم»، كما أدانت بشدة خطاب التهديد اللاتربوي والواضح لموظفي الأكاديمية. وفي ذات السياق، استنكرت النقابات الخمس تجاهل المدير «فتح باب الحوار معها باعتبارها الأكثر تمثيلية، والمؤطرة للوقفة الاحتجاجية، في سبيل إيجاد حل للمشاكل التي أصبحت تعيشها أطر الاكاديمية»، ولم يفت هذه النقابات الإعلان عن «الاحتفاظ لنفسها، كنقابات وأطر عاملة بالأكاديمية، بحقها في اتخاذ جميع الأشكال النضالية المشروعة ضد تعنت المدير عن إيجاد الحلول الملائمة لفض النزاعات. ويشار إلى أن ذات النقابات لخمس كانت قد عممت بيانا على الرأي العام تدين فيه القرار الذي اتخذه مدير الأكاديمية، في «خطوة غير مسبوقة وانفرادية»، ودون إشراكه للأطر الإدارية والنقابية، والذي أصر فيه على «إلغاء ما كان جاريا وحقا مكتسبا في تدبير الزمن الاداري، وتمكين الموظفات والموظفين من حقوقهم المكتسبة، وعلى رأسها التدبير العقلاني والمتوازن للزمن الإداري»، إلى جانب «رفضه استقبال ممثلي النقابات ذات التمثيلية وموظفي الأكاديمية لمناقشة هذا القرار الأحادي الجانب»، ما يتنافى ومضمون «خطاب تنصيب المدير الجديد وتغنيه بإعمال المقاربة التشاركية»، يقول البيان النقابي. وفي هذا الصدد شددت النقابات الخمس على «التضامن المبدئي واللامشروط مع المتضررين من القرار الأكاديمي الجائر»، مع «تزكيتها العالية للشكل النضالي الحداثي والوحدوي والمسؤول»، بينما عبرت عن «رفضها الأسلوب المعتمد من طرف المسؤول الجديد على الأكاديمية في تدبير المؤسسة»، مع تحميله كامل المسؤولية فيما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلا بالأكاديمية في حال استمراره في تعنته، داعية إياه ل»تقديم اعتذار عما صدر منه في حق المسؤولين النقابيين وبعض الموظفين»، ولم يفت ذات النقابات التعبير عن إصرارها على اتخاذ ما يتطلبه الموقف من أشكال نضالية حتى تحقيق المطالب المشروعة.