نظمت ثلاث نقابات تعليمية وقفة احتجاجية أمام مقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين دكالة عبدة، تضامنا مع أساتذة يعملون في الثانوية الإعدادية ابن طفيل بالجديدة، والذين يقولون إنهم يتعرضون للاستفزاز والإهانة من طرف مدير المؤسسة الذي لا يتردد، حسبهم، في توجيه ألفاظ «سوقية» إليهم، أما المدير فيقول إن ذلك مجرد «افتراءات» يروجها الأساتذة بسبب احتجاجهم على جدول الحصص، الذي فرض على المؤسسة الاشتغال عشية يوم السبت. نظمت ثلاث نقابات تعليمية الجامعة الوطنية للتعليم (ا. م. ش.)، النقابة الوطنية للتعليم (ك. د. ش.) والجامعة الوطنية لموظفي التعليم (ا. و. ش. م.) صباح أمس وقفة احتجاجية أمام مقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين دكالة عبدة، استجابة لدعوة البيان المشترك الذي وقعته النقابات الثلاث تضامنا مع أساتذة وأستاذات يعملون في الثانوية الإعدادية ابن طفيل في مدينة الجديدة، مع الدخول في إضراب في الثانوية الإعدادية يوم الجمعة، 13 يناير. وحسب البيان الذي توصلت «المساء» بنسخة منه، فإن النقابات الثلاث تحتج على الموقف «السلبي» للإدارة التربوية الإقليمية والجهوية، التي لم تنصف نساء ورجال التعليم في المؤسسة المذكورة. وقد رفع المحتجون خلال هذه الوقفة شعارات تندد بطريقة تعامل الأكاديمية مع هذا الملف، الذي انطلقت شراراته منذ أزيد من شهرين، حيث احتج الأساتذة والأستاذات العاملون في المؤسسة وحملوا الشارات ووقعوا العرائض وراسلوا المسؤولين، إقليميا وجهويا، من أجل التدخل لحل مشاكل إعدادية ابن طفيل. كما كانت النقابات الثلاث قد أصدرت في السابق بيانا تتضامن من خلاله مع الأساتذة المحتجين على سلوكات مدير المؤسسة واتهامه بالتفوه بكلمات «سوقية» في حق الأستاذات والأساتذة، إضافة إلى اتهام بوجود اختلالات في تدبير المؤسسة، لكن الأساتذة لجؤوا، هذه المرة، إلى لغة الاحتجاج أمام الأكاديمية، بعدما بلغ إلى علمهم أن مدير الأكاديمية لم يتجاوب مع مطالب الأساتذة المحتجين والنقابات الثلاث بخصوص ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة في مشاكل إعدادية ابن طفيل. وأكد مدير الأكاديمية، عبد اللطيف الضيفي، في تصريح ل«المساء»، أن الأكاديمية تتابع هذا الملف عن كثب وتعاملت معه وفق ما تقتضيه القوانين والمساطر المعروفة، وقد أوفدت نيابة الجديدة لجنتين خصيصا لإعداد تقارير حول أسباب هذه الاحتجاجات. وبعد اطّلاع المصالح الإقليمية على فحوى هذه التقارير، تمت مراسلة مدير المؤسسة، الذي يخول له القانون الإجابة على ما نُسِب إليه من طرف الأساتذة والأستاذات المحتجين، وكل هذه المراحل تتم في إطار احترام القانون، كما أكد الضيفي أن الأكاديمية كان مقررا أن تعقد لقاء عشية الجمعة للوقوف على تقارير اللجن وكذا على ردود المدير المعني من أجل اكتمال الصورة واتخاذ الإجراءات اللازمة. وقال الضيفي إن الخلافات الواقعة في إعدادية ابن طفيل اتخذت أبعادا أخرى، وقد حاولت الإدارة إيجاد حلول في إطار التراضي وتذويب الخلافات، التي اعتبرها بسيطة، وقال مدير الأكاديمية إن بعض الاتهامات التي أدرجها المحتجون في عرائضهم لا يمكن للمسؤولين في النيابة أو الأكاديمية إثباتها، لكن ما يتعلق بالتسيير الإداري وما هو تربوي ستقف الأكاديمية عليه بعد الاطّلاع على محتوى تقارير اللجن وردود المدير المعني. من جانبه، قال مدير الإعدادية، سعيد السالمي، المدعوم بدوره من طرف النقابة الوطنية للتعليم (ك. د. ش.) في تصريح ل»المساء»، إن «كل ما تضمنته بيانات النقابات وعرائض الأساتذة مجرد افتراء وادعاءات باطلة ولا أساس لها من الصحة»، مؤكدا في الوقت ذاته أن سبب احتجاج الأساتذة مرده إلى اعتراضهم على جداول الحصص، التي فرضت على المؤسسة الاشتغال عشية يوم السبت، بسبب الخصاص في أساتذة مادة التربية الإسلامية. وقال مدير المؤسسة إنه لا يحق لمجلس تدبير المؤسسة مراسلة المصالح النيابية ولا الأكاديمية بخصوص مشاكل المؤسسة. كما حمل مدير المؤسسة جزءا كبيرا من المسؤولية لمصالح الموارد البشرية في نيابة الجديدة، التي قال إنها لم تفعل مجموعة من المراسلات التي بعثتها إدارة المؤسسة في حق بعض الأساتذة العاملين في الإعدادية، بسبب إخلالهم بواجبهم المهني -حسب قوله- الأمر الذي زاد من تأجيج الأوضاع في المؤسسة، ولم يستسغ مدير المؤسسة اقتحام بعض مديري التعليم الابتدائي للإعدادية أثناء الوقفة التي نظمها أساتذة الإعدادية سابقا.