خلال العشرية الماضية تم ابتكار السيارات الذكية التي تتم برمجتها كي تقطع مئات الكيلومترات في الطرق العادية دون حاجة إلى سائق بشري. و تمت تجربتها العملية على الطبيعة ما بين فيينا و موسكو. واليوم يجري الاستعداد لبناء الطرق السيارة الذكية، و ذلك بفضل شركة هندسية هولندية، و سيتم تجريبها عمليا خلال السنة الجارية. فما هي هذه الطرق السيارة الذكية؟ و علام تعتمد؟ فكرة الطرق السيارة الذكية ليست فكرة جديدة تماما، فقد طافت الفكرة لعدة عقود عبر أنحاء متفرقة من العالم، بيد أن الفكرة خرجت من نطاقها النظري إلى محك التجربة، بفضل الفنان و المصمم «دان روزغارد» و شركة البناء «هايمانز» الهولنديتين. ففي السابق كان تركيز العلماء و الخبراء ينصب على السيارات الذكية، حيث بُذلت مجهودات كبيرة من أجل تطويرها و جعلها أكثر ذكاء و أفضل أداء. بيد أن «روزغارد» و «هايمنز» صبا اهتمامهما على نطاق أوسع و أكبر بكثير من السيارات، إذ أبدعا في إضفاء الذكاء على الطرق السيارة نفسها. وهكذا جعلا الطرق السيارة الذكية (سمارت هايويز) تستند على تقنيات حديثة لجعل الطرق أكثر استدامة و تفاعلا مع سائقي السيارات، و ذلك من خلال توفير أكبر قدر ممكن من الراحة و السلامة أثناء القيادة، بواسطة الإضاءة التفاعلية و الطلاء الدينامي و توفير مصادر طاقة دائمة على الطرق. و يتضمن المشروع برنامجا لتوفير الطاقة، بحيث يعمل وفقا لقُرب أو بُعد مرور السيارات حيث تعمل الإضاءة عندما تقترب السيارة و تتوقف تلقائيا بعد مرور السيارة. كما يستند المشروع على فكرة موازية تتمثل في استخدام نوع خاص من المساحيق داخل المصابيح يعمل بالطاقة الشمسية بدلا من المصابيح التقليدية و ذلك توفيرا للطاقة. كما من الممكن طلاء علامات التشوير المتواجدة على الطريق بهذا المسحوق لتنير ليلا دون الحاجة لمصادر طاقة مكلفة، علما أنها تتوفر على قدرة تخزين للطاقة الشمسية لمدة عشر ساعات. و علاوة على هذا سيتم طلاء سطح الطريق بمادة تتفاعل مع التقلبات المناخية، بحيث تُمكن السائق مثلا من رؤية التجمعات الجليدية على السطح حتى يتجنب السير في الأماكن الزلقة أو يخفض السرعة عند المرور بالقرب منها، و ذلك تفاديا للحوادث. فحينما تنخفض درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر، تظهر على الطريق رسوم شبيهة بالبلورات الثلجية أو بحيرات الجليد تنبه السائقين إلى وضعية الطريق. و تتوقع الشركتان الهولنديتان «ستوديو روزجارديه» و «هايمانز انفراستكتشرز» بإمكانية تطبيق كل هذه التقنيات الحديثة في مجال إدارة و تطوير و تحديث الطرق السريعة خلال العام الجاري. و سيتم الشروع في الشطر الأول من المشروع في «برابنت الشمالية» جنوبي هولندا، و يتوقع أن يتم نهائيا في غضون العام 2018.