«..المغرب اعتمد مقاربة جيدة و تعاملا فعالا مع اليقظة العربية التي عُرفت بالربيع العربي» ، ذلك ما أكده ديرك بيركمان الأمين العام المساعد في الشؤون السياسية و السياسة الأمنية بحلف شمال الأطلسي ، في رده على سؤال لبرلماني تركي خلال الجلسة الافتتاحية صباح أمس الأربعاء 3 أبريل 2013 للندوة التي ينظمها بمراكش البرلمان المغربي و الجمعية البرلمانية لمنظمة شمال الأطلسي بمراكش في موضوع « التحولات السياسية و الأمنية في شمال إفريقيا و تأثيرها على السلم والتعاون في المنطقتين الأورومتوسطية و الأطلسية » و أضاف بيركمان في رده حول السبب الذي جعل المغرب يفلت من التأثر بتيار الربيع العربي خلافا لمعظم بلدان شمال إفريقيا التي تأثرت به بشكل سريع ، أن المغرب عرف منحى للإنصات الجيد لحاجيات شعبه و أخذ تطلعاته بعين الاعتبار، و هو ما ترجمه مسلسل الإصلاحات الذي انطلق به سنوات قبل الربيع الربيع العربي. وأكد بيركمان أن حلف شمال الأطلسي يعتمد و يركز بخصوص إدارة الأزمات على ما يسميه بالمقاربة الشاملة، التي لا تقف عند حدود الجانب العسكري بل تدمج معه الجانب السياسي للبحث عن السبل الكفيلة بحل الأزمات تبعا لاستعداد الدول المعنية و الشركاء . و تحدث عن مخاطر انتشار تجارة السلاح بمنطقة شمال إفريقيا و جنوب الساحل وما يحمله من تهديد لكل بلدان المنطقة ، وما يتطلبه ذلك من تعاون بين كل الشركاء خاصة في ظل الضعف الملموس في القدرات الأمنية والعسكرية لبعض الدول ، وهشاشة مراقبة الحدود ، الشيء الذي يسهل حركة تهريب الأسلحة ، وهو الوضع الذي تعيشه بعض البلدان بسب إغراق ليبيا خلال الحرب مع القدافي بالأسلحة، و تسربها إلى بلدان مجاورة. وقال الأمين العام المساعد لحلف شمال الأطلسي ديرك بيركمان أن الحلف يدعم في كل تحركاته بإفريقيا قيم الديمقراطية ، مؤكدا أن الناتو مستعد للاستجابة لطلبات بلدان شمال إفريقيا قصد التعاون بشراكة مع المنظمات الإقليمية كالجامعة العربية و الاتحاد الإفريقي . و شدد على أهمية قيام مؤسسات تدعم الأمن و تكون أساس التخطيط لتنظيم جيوش وطنية بالبلدان المعنية بالتهديدات المسلحة ، مبديا استعداد الحلف للمساعدة بقوات لحفظ السلم بمالي ، و داعيا إلى تعميق الشراكات مع بلدان المنطقة كل حسب استعداداته ، سواء في إطار نطاق واسع يهم المشاركة في العمليات التي يقوم بها الحلف ، أو في إطار التدايب العسكرية .. وشدد بيركمان في مداخلته أمام المشاركين في الندوة ، على أهمية إيلاء عناية أكبر بثلاثة محاور تتعلق بموضوع الندوة ، أولها يهم محاربة الإرهاب و الثاني يتعلق بالتسلح المفرط ، و الثالث يخص الوضعية في مالي . منبها إلى أن هذه المحاور تشكل تحديات أمنية تستدعي تعاونا أعمق لتدعيم قدرات الدول لمواجهة الأزمات العسكرية ، من أجل تمكيين الدول من التحكم في مصيرها . وعرفت أشغال الندوة التي تختتم أشغالها يوم غد الجمعة 5 أبريل 2013 تقديم مداخلات عدد من الخبراء في الشأن الأمني والعسكري والاستراتيجي وكذا مسؤولين حكوميين وأكاديميين وباحثين مختصين في قضايا التحديات المشتركة لبلدان شمال إفريقيا والشراكة الأورومتوسطية والهجرة وغيرها ، إضافة إلى عدد من البرلمانيين. وتمحورت موضوعاتها حول أسئلة مقاربة الحلف الأطلسي للتحولات السريعة ببلدان شمال إفريقيا والمنطقة العربية ، والوضعية بمنطقة الساحل وانعكاساتها على الأمن بالمنطقة الأورومتوسطية والأطلسية والانتقال ببلدان شمال إفريقيا مابعد الثورة : العوائق والتقدم، والوضعية بسوريا، والإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بالبلدان العربية، ودعم الإصلاحات بالمنطقة. واستدعت المداخلات والنقاشات التي أعقبتها مجموعة من الإشكاليات التي تهم التحول بمنطقة شمال إفرقيا ومن بينها أسئلة ما بعد الثورة ببلدان الربيع العربي والتحديات التي تحيط بالتطلعات الديمقراطية للشعوب و سؤال الاستقرار والتنمية الاقتصادية بها، والتعاون الأورومتوسطي .. وتنظم هذه الندوة الدولية، التي تنعقد أشغالها في إطار جلسات مغلقة، وبشراكة مع الجمعية البرلمانية لمنظمة حلف شمال الأطلسي، في إطار فعاليات برنامج «روز-روث». ويشارك في هذه التظاهرة مجموعة من البرلمانيين المغاربة، ومسؤولون من منظمة حلف الأطلسي، وأكاديميون باحثون مغاربة وأجانب خاصة من دول منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط. وسينكب المشاركون في هذه الندوة على مناقشة مجموعة من المواضيع من ضمنها «الوضعية بالساحل وانعكاساتها على الأمن بالمنطقتين الأورو-متوسطية والأطلسية» و«دعم الإصلاحات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا»، بالإضافة إلى مواضيع أخرى تعالج الوضع الراهن بالعديد من دول الربيع العربي وبما يجري في سوريا، ودور المؤسسات المالية الإقليمية في دعم الاندماج والاستقرار والإصلاحات الاقتصادية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.